شهدت أكثر من 40 مدينة مغربية يوم أمس الأحد, مظاهرات حاشدة خرج خلالها آلاف المواطنين للاحتجاج على الارتفاع المهول للأسعار وموجة الغلاء التي تشهدها البلاد, وللمطالبة بتعزيز الحريات, مؤكدين استمرارهم في النضال حتى "إسقاط الفساد والاستبداد", اللذين ولدا الفقر والقهر الاجتماعي الذي بات يتخبط فيه الشعب المغربي. وحمل المحتجون في عديد المدن المغربية, على غرار الدار البيضاءوالرباط وفاس ومكناس ومراكش ووجدة, لافتات تطالب بحل أزمة المعيشة والتراجع عن الزيادة في الأسعار, إلى جانب لافتات أخرى تطالب بالإفراج عن السجناء السياسيين وتحقيق العدالة الاجتماعية. وأظهرت فيديوهات تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي, تجمع المحتجين في الساحة المقابلة لمقر البرلمان بشارع محمد الخامس بالعاصمة الرباط, حاملين شعارات تندد بالتهاب أسعار المواد الاستهلاكية والمحروقات إلى جانب شعارات تطالب ب "الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة الفعلية". كما ندد المتظاهرون بتأييد محكمة الاستئناف بالدار البيضاء, الخميس الماضي, للحكم الابتدائي الذي أدان كلا من الصحفيين عمر الراضي وعماد استيتو بست سنوات حبسا, وشملت شعارات المحتجين أيضا تنديدا بتطبيع النظام المغربي مع الكيان الصهيوني. وهتف المتظاهرون كما أظهرته الفيديوهات: "كيف تعيش يا مسكين.. والأسعار دارت جنحين", و"فوسفاط وجوج بحورا.. وعايشين عيشة مقهورة", و"لي حاكمينا مافيا.. شعلتو فينا العافية (بما يعني النار باللهجة المغربية)". ونقلت مواقع إخبارية محلية عن منسق الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان,عبد الإله بن عبد السلام, تحذيره من أن "الزيادات في الأسعار لن تزيد البلاد إلا احتقانا وتوترا", مطلبا الدولة بالتراجع عن سياستها التي "لا تأخذ فيها بعين الاعتبار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لمختلف فئات المجتمع, والتي هي المتضرر الأساسي في هذا الارتفاع الصاروخي للأسعار". وقال عضو الجبهة الاجتماعية المغربية, الطيب مضماض, من جانبه, إن هذه الوقفات التي شملت أكثر من 40 مدينة, "تعبر عن غضبنا.. وهو غضب يتقوى في الأوساط الشعبية, لأن الشعب المغربي بهذا الغلاء قد وصل لحالة لا تطاق". وأضاف مضماض, أن "الجبهة الاجتماعية المغربية وكل القوى الحية في البلاد سوف تستمر في النضال حتى إسقاط الفساد والاستبداد, لأنهما السبب الحقيقي لما تعيشه الأوساط الشعبية من غلاء في الأسعار, ومن قهر اجتماعي, ومن فقر وتفقير". وشارك في هذه المظاهرات, التي دعت إليها "الجبهة الاجتماعية المغربية", التي تضم أكثر من 30 تنظيما جمعويا وحقوقيا ونقابيا وسياسيا وشبابيا, أطياف سياسية ونقابية, كما شارك فيها بقوة العنصر النسوي. وتشهد أسعار عدد من المواد الغذائية والمحروقات بالمغرب ارتفاعا في الآونة الأخيرة, مما ينعكس على جيوب المواطنين, خاصة الفئات الهشة منهم التي تضررت من تداعيات جائحة كورونا. وتعد الفوارق الاجتماعية معضلة أساسية في المملكة, عمقتها التداعيات الاقتصادية للجائحة, فقا للتقارير.