يبدل الطلبة بوهران جهودا لكسب معركة التنمية عبر إنشاء مؤسسات ناشئة و مصغرة و مشاريع مبتكرة في تخصصات شتى اقتداء بأسلافهم الذين تركوا بالماضي مقاعد الدراسة استجابة لنداء إضراب 19 مايو 1956 خلال الثورة التحريرية المجيدة. ولتحقيق هذا الغرض، قامت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي بتشجيع الطلبة على انتهاج الفكر المقاولاتي والإبتكاري عبر إنشائهم لمؤسسات ناشئة أو القيام بمشاريع مبتكرة و الحصول على علامة، حسبما ذكرته ل /وأج آمال مباركي بن عفان، عضو خبير اللجنة الوطنية التنسيقية لمتابعة الإبتكار و الحاضنات الجامعية ومنسقة المدارس الوطنية و مسؤولة حاضنة الأعمال للمدرسة الوطنية متعددة التقنيات بوهران "موريس أودان". وتشكل الجامعة، حسب ذات المسؤولة، "خزانا لتأسيس شركات ناشئة و النهوض بالمجال الاقتصادي و الاجتماعي" مع الاشارة إلى أنه بالإضافة إلى رسالتها التعليمية التقليدية تقوم الجامعة منذ فترة بمهمة لا تقل أهمية و هي المساهمة في تعزيز القدرات الاقتصادية للبلاد من خلال تطوير و إنشاء شركات ناشئة قادرة على خلق الثروة و مناصب الشغل. وذكرت السيدة بن عفان بأن وزارة التعليم العالي و البحث العلمية أصدرت قرارا نهاية السنة الماضية يتعلق باستحداث شهادة -مؤسسة ناشئة و شهادة- براءة اختراع يسمح للطلبة المقبلين على التخرج من تحويل مذكرات تخرجهم إلى مشاريع مبتكرة و مؤسسات ناشئة و مصغرة، مؤكدة بأن الجامعات و حاضناتها واكبت التطور الهام في المجال الجامعي و وضعت أدوات تكوينية و منهجية لازمة. ولبلوغ هذا الهدف، تم تأسيس 42 حاضنة للأعمال في مختلف المؤسسات الجامعية و المدارس الوطنية العليا بمختلف أنحاء الوطن و توجد 52 أخرى في طور الانجاز. وبعاصمة الغرب الجزائري، ذكرت ذات المسؤولة بأنه تجري عملية مرافقة الطلبة الجامعيين على مستوى مختلف حاضنات الاعمال الجامعية و دور المقاولاتية على قدم و ساق حيث من المتوقع مع نهاية السنة الحالية مناقشة مئات مذكرات التخرج في طور الماستر بمشاريع ستحظى بعلامة مشروع مبتكر أو مؤسسة ناشئة. ففي جامعة العلوم و التكنولوجيا "محمد بوضياف"، تقوم حاضنة الاعمال على الرغم من حداثتها بمرافقة حوالي 300 طالب من مختلف التخصصات في هذه المؤسسة الجامعية و تكوينهم من أجل الحصول على علامة مشروع مبتكر أو مؤسسة ناشئة. وذكر المسؤول على حاضنة أعمال هذه المؤسسة الجامعية، عبد الكريم ماش، أن هناك من الطلبة في هذه المؤسسات الجامعية من لديه فكرة المشروع المبتكر جاهزة و لا ينقصه سوى التعرف على أهم الخطوات من أجل تجسيده و الإجراءات القانونية لإتمامه. أما جامعة وهران 1 "أحمد بن بلة"، فإن حاضنة أعمالها ترافق و تكون حاليا ما يقارب أكثر من 75 طالب حامل مشروع من المقبلين على التخرج في إطار القرار الوزاري 75-12 "آلية شهادة مؤسسة ناشئة، شهادة مشروع مبتكر" حسب البروفيسور روان حسان عمر، المسؤول عن الحاضنة. وتتنوع مواضيع و تخصصات الطلبة الذين ترافقهم هذه الهيئة من بيولوجيا إلى تكنولوجيا المعلومات و الرقمية و الذكاء الإصطناعي و البيوتكنولوجيا و البيئة و الطاقة و الصناعات الغذائية و الصيدلة و مستحضرات التجميل و غيرها. وذكر نفس المسؤول أن هيئته توفر للطلبة حاملي الأفكار التكوين و المرافقة حيث يتقرب الطالب من الحاضنة بفكرة مشروعه و يشاركها مع المشرفين و المؤطرين في الحاضنة حيث يتم تزويده بكافة الأدوات اللازمة التي تساعده على تجسيد مشروعه خاصة ما تعلق بخطة العمل و الدراسة التقنية و المالية و الحصول على براءة الاختراع على مستوى المعهد الوطني للملكية الفكرية و كذلك علامة "مشروع-مبتكر" و "شركة ناشئة". أما بجامعة وهران 2 "محمد بن احمد"، فيتم مرافقة ما يقارب 148 طالبا في مختلف المشاريع التي اختاروا تجسيدها في مجالات التجارة و الاقتصاد و التربية و البيئة والطاقة و السياحة و النقل و الصيانة و غيرها، حسبما علم من حاضنة الاعمال الخاصة بها. كما تعكف حاضنة الاعمال للمدرسة الوطنية متعددة التقنيات و التي ترافق حوالي 34 طالبا حامل مشروع مقبلا على التخرج في الفترة الحالية على إنهاء آخر مراحل المرافقة و هي منهجية كتابة مذكرة تخرج حسب المعايير التي يقتضيها تطبيق القرار الوزاري. وعن المدارس لأخرى على غرار المدرسة العليا للعلوم البيولوجية و المدرسة العليا للإتصالات و تكنولوجيات الإعلام و الإتصال، فتضم حاضناتها من 20 إلى 40 طالبا لكل مؤسسة جامعية يتم مرافقتهم لتجسيد مشاريعهم المبتكرة خاصة ما ينتج عنها إنشاء مؤسسات ناشئة و مصغرة و الحصول على علامة مشروع مبتكر. وتأتي هذه الجهود التي قامت بها الدولة في إطار تحفيز الطلبة والنخبة الجامعية على ولوج مجال المقاولاتية و الأعمال و تحقيق النجاح المهني وبالتالي المساعدة في تطور البلاد على جميع المستويات كما أراده الأسلاف الذين هجروا المدارس و الجامعات من أجل تحرير الجزائر البلاد.