اخذت الاعتصامات و الاضرابات في المغرب منحنى تصاعديا, احتجاجا على تعنت الحكومة وانتهاجها سياسة الآذان الصماء أمام مطالب الطبقة العاملة ومختلف شرائح المجتمع من أجل تحسين مستواها المعيشي . وفي هذا السياق, يخوض أطر التوجيه والتخطيط التربوي اعتصاما قابلا للتمديد اليوم الخميس وغدا الجمعة, أمام وزارة التربية بالرباط, احتجاجا على تلكؤ الوزارة في التجاوب مع مطالبهم, مؤكدين عزمهم خوض أشكال نضالية أخرى في حال عدم الاستجابة لملفهم. وتندرج هذه الحركة الاحتجاجية في إطار برنامج احتجاجي تصعيدي لمواجهة تجاهل المخزن لمختلف المطالب التي ترفعها هذه الشريحة, حيث استنكرت الهيئات النقابية لأطر التوجيه والتخطيط "المقاربة الإقصائية لأقدم ملف يحمل في طياته حيفا وضررا, رغم وصول اللجنة التقنية لصياغة النظام الأساسي المرتقب لنهاية أشغالها". وفي هذا الاطار, حمل الأطر المسؤولية كاملة للوزارة ومكونات اللجنة التقنية في استمرار تهميش ملف التوجيه والتخطيط التربوي وتأبيد معاناة المستشارين, مع رفض استهداف وتفتيت هيأة التوجيه والتخطيط التربوي والتشبث بوحدتها واستقلاليتها وإبراز أدوارها التأطيرية والتقييمية. و انتقدوا تعمير ملفهم "العادل والمشروع" منذ 2005, مطالبين بالتعاطي "الجدي والمسؤول" معه ومؤكدين على ضرورة الاستجابة لكافة مطالبهم من طرف الوزارة الوصية, وفي حال عكس ذلك, فسيخضون أشكالا نضالية أخرى. وفي سياق سياسة اللامبالاة والتجاهل الذي تطبقه الحكومة المغربية, انتقد المكتب الوطني للنقابة الوطنية لإعداد التراب الوطني والتعمير, التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب, التدبير غير المهني لمؤسسة الأعمال الاجتماعية من طرف المدير العام, مما خلق حالة من التشنج في ظل عدم تواصله وضعف تفاعله وغلقه لأبواب الحوار. وقالت النقابة الوطنية لإعداد التراب الوطني والتعمير إن المدير العام للمؤسسة يتبنى "سياسة الآذان الصماء عبر التدبير الانفرادي وعدم انخراطه الملموس في حل المشاكل العالقة المرتبطة باستفادة جميع موظفي القطاع من خدمات المؤسسة". وسجلت النقابة إقصاء موظفي المدارس الوطنية للهندسة المعمارية ومعاهد التكوين من الانخراط في مؤسسة الأعمال الاجتماعية, وكذا إقصاء بعض متقاعدي القطاع والمتقاعدين القادمين من قطاعات أخرى, والذين اشتغلوا بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان لعقود, من الانخراط في المؤسسة لأسباب تظل "مبهمة", اضافة الى العديد من الانتقادات بخصوص سوء التسيير. وعلى هذه الخلفية, أعلنت النقابة عزمها تنظيم وقفات احتجاجية جهوية أمام مؤسسات ومعاهد التكوين, وتنظيم وقفة احتجاجية مركزية أمام مقر المدير العام للمؤسسة وتنظيم ندوة صحفية للإحاطة "بجوانب عبثية التسيير الإداري و انعدام التواصل" من المسؤولين. من جهتهم, يضرب التقنيون في المغرب عن العمل كل يوم أربعاء طيلة شهري يوليو و اغسطس, احتجاجا على تهميش الحكومة لمطالب فئتهم من أجل تحسين وضعيتهم, إذ عبرت الهيئة الوطنية للتقنيين بالمملكة, في بيان لمجلسها الوطني, عن "استنكارها لاستهداف فئات عريضة من الشعب المغربي, جراء السياسات الحكومية الرامية إلى تعميم الفقر والتضحية بالطبقة الوسطى, في ظل استمرار طحن القدرة الشرائية لدى كل التقنيين". و اضحت الاحتجاجات في المغرب محطة نضالية مفصلية للتنديد بالتضييق والقمع و انتهاك حقوق الانسان والفساد, حيت تتواصل الازمات الاجتماعية والاقتصادية بالمملكة وتعيش جل القطاعات على غرار الصحة والتعليم والنقل, على وقع الاضرابات الغاضبة, في الوقت الذي تتعنت فيه الحكومة المخزنية, منتهجة سياسة الآذان الصماء واللامبالاة. كما تتوالى الدعوات للمشاركة بقوة في الاحتجاجات المقررة يومي السبت والأحد بالرباط تنديدا بالفساد الذي ينخر المملكة والتضييق على الحقوق والحريات.