أكد مشاركون في الطبعة ال16 للملتقى الدولي للمذهب المالكي بولاية عين الدفلى على أهمية إستثمار الأوقاف من أجل تحقيق التكافل الإقتصادي و الإجتماعي و التنمية المستدامة داخل المجتمعات الإسلامية. و دعا أساتذة جامعيين و باحثين من جامعات وطنية و أجنبية, في اليوم الثاني من الملتقى, إلى ضرورة الاستغلال الأمثل للوقف على أسس اقتصادية وشرعية واستثماره بما يخدم التنمية. و ركز الأستاذ دلالى جيلالي من جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف خلال مداخلته بعنوان "استثمار أموال الوقف, رؤية مقاصدية اقتصادية" على " الحاجة إلى تطوير الاستثمار الوقفي بما يدخل الأوقاف الدائرة الاقتصادية و تجعلها رقما أساسيا في المعادلة التنموية". و قال أن تحقيق هذه المعادلة يتم من خلال توفير عدة عناصر منها "تحديد ملامح العلاقة بين الوقف و الاستثمار و التنمية وتطوير الإدارة الوقفية على أسس اقتصادية و شرعية"، معتبرا أن الوقف "فكرة ذات مضمون تنموي إذ يحافظ على أصل الثروة و يعمل على استدامتها والانتفاع بها و توزيعها بعدالة بين أفراد المجتمع". و أكد في ذات السياق على ضرورة "إحياء نظام الوقف و استعادة دوره الحضاري و التنموي و كذلك بمراجعة البيئة التشريعية الناظمة للوقف حتى تستوعب الآليات الحديثة المستجدة لاستثمار أموال الوقف بما يخدم أغراض التنمية". من جهته, أبرز الأستاذ أحمد ياسين القرالة, عميد كلية الشريعة سابقا بجامعة آل البيت بالأردن، في تصريح ل/وأج، أن المجتمعات الإسلامية تحتاج إلى اجتهادات معاصرة من أجل الاستغلال الأمثل للوقف، مثل اللجوء إلى السهم الوقفي و البنك الوقفي". و دعا إلى إعادة بناء ثقافة الوقف لكي يصبح "مساندا لدور الدولة" بحيث تقدم الأوقاف خدمات في مجالات عديدة على غرار التعليم، الصحة و البيئة. و أشار الباحث في وزارة الأوقاف الكويتية، الأستاذ عبد الرحمان راشد الحقان, أن الوقف في الوقت الراهن أصبح "منتج مالي" تتطلع إليه الشركات من أجل تمويل استثماراتها، مركزا على "كيفية استخدامه كاستثمار يستفيد منه الواقف و الجهة القائمة و الموقوف عليه". و بخصوص استثمار الأوقاف في عصر التحول الرقمي، يقول ياسر محمد عبد الرحمان طرشاني، أستاذ و باحث من ماليزيا، أن الهدف منه "الاستدامة المالية و الاستفادة من الوسائل العصرية لتحقيق مقصد حفظ المال"، فيما يضمن التسيير عن طريق التطبيقات واستعمال التقنيات الحديثة الشفافية والوضوح وربح الوقت". كما يرى الأستاذ بقسم الدراسات الإسلامية والشريعة بجامعة ياريو بنيجيريا، أحمد مرتضى, أن من أهمية هذه المؤتمرات تكمن في كونها "تبحث و تستخرج الأفكار الجيدة التي توسع مفهوم و دائرة الأوقاف". للإشارة، تستمر أشغال الملتقى الدولي للمذهب المالكي لليوم الثاني تحت عنوان "منظومة الأوقاف في المذهب المالكي و أدوارها الحضارية و التنموية" بدار الثقافة الأمير عبد القادر, وقد برمجت عدة مداخلات يقدمها أساتذة و باحثين جامعيين من دولة عربية و إسلامية، وأساتذة من جامعات وطنية.