دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، للمبادرة بكسر "مؤامرة التجويع" في غزة، محذرا الإحتلال من الهجوم على مدينة رفح جنوبي القطاع الذي يشهد عدوانا صهيونيا وحشيا منذ السابع أكتوبر من العام الماضي. و قال هنية لوسائل الاعلام -بمناسبة فعالية مؤسسة القدس الدولية في بيروت- إنه من واجب الأمتين العربية والإسلامية أن تبادرا إلى "كسر مؤامرة التجويع" عن شمال قطاع غزة. و أضاف: "لا يجوز أن تتفرج الامة على أهل غزة والجوع يطحنهم ويأخذ منهم فلذات أكبادهم", مؤكدا على ضرورة الوصول إلى جسور مساعدات مستدامة تقي غزة من براثن مؤامرة التجويع. كما أكد هنية أن الاحتلال الصهيوني يمارس أبشع ما شهدته البشرية من جرائم القتل والإبادة والتهجير في غزة, و أن جيشه "يمثل أحد أحط الجيوش التي عرفتها البشرية في تاريخها, لكنه عجز على مدى شهور أمام رجال المقاومة الفلسطينية في الميدان بغزة, ولم ينجح إلا بقتل الأطفال والنساء والشيوخ". و في السياق نفسه, حذر هنية, الاحتلال الصهيوني من القيام بعملية عسكرية برية في رفح, متوعدا إياه بأن المقاومة الفلسطينية في الميدان ستتصدى لها, ودعا العالم إلى "التصدي لهذا العدو وكبح جماحه لثنيه عن غزو رفح". كما حذر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الاحتلال الصهيوني والولايات المتحدةالأمريكية من أن "ما عجزا عن فرضه في الميدان لن يأخذاه بمكائد السياسة", وقال إن "المقاومة ستبقى أمينة على التضحيات ومتمسكة بثوابت شعبها وأمتها, وأن أي مرونة نبديها في التفاوض حرصا على دماء شعبنا ولوضع حد لآلامه الكبيرة وتضحياته الجسام, يوازيها استعداد للدفاع عن الشعب الفلسطيني". كما تطرق هنية الى موضوع المسجد الأقصى, ووجه نداء إلى الفلسطينيين في القدسوالضفة الغربية والداخل المحتل أن يشدوا الرحال إليه منذ اليوم الأول لشهر رمضان, مؤكدا أن "الأقصى سيبقى عنوان المواجهة, وشعبنا سيدافع عن مساجده وكنائسه ومقدساته بكل أشكال المقاومة". و قال إن عملية "طوفان الأقصى" كانت للقدس وللأقصى, و إن "المقاومة دخلت طوفان الأقصى في وقت كان يستعد فيه العدو لتصفية القضية الفلسطينية". و أكد أن المحتل يتوهم أنه يفرغ معركة "طوفان الأقصى" من معناها بمزيد من التغول على المسجد الأقصى, حيث حاصره وأطلق يد متطرفيه لأداء الطقوس التوراتية, وأطلق جنوده ليستعرضوا حربهم الدينية برفع رايات الهيكل المزعوم على دباباتهم. و قال إن المحتل "يؤسس من جديد لمعارك قادمة يكون الأقصى عنوانها", مؤكدا في السياق ذاته أن الحد الأدنى الذي يرتضيه الفلسطينيون في المسجد الأقصى وسائر المقدسات هو الالتزام بالوضع القائم وفق القانون الدولي. كما تحدث هنية في كلمته عن الضفة الغربية, قائلا إن ما تشهده من تكثيف للعدوان "يؤسس لخطة تهجير شاملة".