أشرف وزير الثقافة والفنون, زهير بللو, رفقة وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية, سيد علي زروقي, سهرة أمس الإثنين بالجزائر العاصمة, على مراسم إصدار طوابع بريدية تحتفي بالزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير على غرار "القندورة" و"الملحفة" و"القفطان" والذي تم إدراجه في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو في ديسمبر الماضي. وتم الكشف عن هذه الطوابع, الصادرة عن مؤسسة بريد الجزائر, خلال احتفالية نظمت بقصر الثقافة مفدي زكرياء تحت شعار "الطوابع البريدية, صون للتراث الثقافي وانتصار للثقافة", بحضور كل من رئيس السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري بالنيابة, عمار بن جدة, المفوضة الوطنية لحماية الطفولة, مريم شرفي, وإطارات من مختلف القطاعات ووجوه فنية وفاعلين في القطاع الثقافي. وقال وزير الثقافة والفنون أن هذه المناسبة "نحتفي من خلالها بطريقة خاصة بتراثنا الثقافي غير المادي والذي يعتبر عنوان هويتنا وبصمتنا الثقافية التي تميزنا وتعزز هويتنا الوطنية, حيث نجتمع اليوم في الإطلاق الرسمي لطوابع بريدية خاصة بالزي النسوي الإحتفالي للشرق الجزائري الكبير, القندورة والملحفة والقفطان الجزائري, بعد تسجيلها ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لدى اليونسكو". وأكد السيد بللو أن "تسجيل هذا العنصر التراثي الهام لم يكن وليد الصدفة بل هو ثمرة جهود حثيثة بذلتها وزارة الثقافة والفنون في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى حماية وتثمين التراث الثقافي المادي وغير المادي", مضيفا أن "تراثنا هو جزء لا يتجزأ من ذاكرة الأمة ومن إرث الإنسانية جمعاء مما يفرض علينا واجب الحفاظ عليه وتثمينه باعتباره ركيزة أساسية في تعزيز أمننا الثقافي الذي يشكل بدوره جزءا لا يتجزأ من أمننا القومي ورافدا اقتصاديا خلاقا للثروة". وأشاد وزير الثقافة ب "الدور الريادي" الذي تلعبه وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية في "تكريس الطابع البريدي كأداة ثقافية تعكس غنى تراثنا وتساهم في نشره عالميا". وأوضح أنه وإلى جانب الدور التوثيقي للطوابع البريدية فقد أسهمت أيضا في "رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية التراث", مشيدا بدور الفنانين التشكيليين والخطاطين في "إضفاء بعد جمالي على هذه الطوابع يكمل رسالتها الثقافية العميقة". وبدوره, اعتبر وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية أن إصدار طابع بريدي خاص بهذه المناسبة "يخلد الاعتراف الأممي بموروثنا الثقافي ويجسد التزام قطاعنا بحماية هذا الإرث ونقله للأجيال القادمة", فالطابع -يقول- "وثيقة ثقافية وسفير يتنقل عبر الحدود حاملا معه ألوان الجزائر وذاكرتها", وأنه "حين تصنف الجزائر تراثها ضمن الذاكرة الإنسانية فهي لا تطالب فقط بالاعتراف بل تتحمل مسؤولية الحماية والتعليم والنقل والتجديد في إطار الأصالة وهنا يأتي دور المؤسسات والقطاعات والمجتمع المدني". وأكد الوزير أن إدراج الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير في قائمة التراث العالمي هو "تكريم للذاكرة واعتراف عالمي بجمالية وعمق خصوصياتنا الثقافية", مضيفا أن هذا التصنيف "تتويج لمسيرة إبداعية طويلة للمرأة الجزائرية وتعبير عن ذوقها وخصوصيتها ومحيطها وعمقها التاريخي وعن الهوية الجامعة ..". وأردف أن "رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, عبر عن هذه الرؤية بوضوح حينما صرح خلال الندوة الوطنية حول واقع وتحديات القطاع الثقافي شهر يناير المنصرم أنه "آن الأوان لأن تكون الثقافة تتويجا لهذا التقدم وهذه الديناميكية الجديدة التي تعيشها الجزائر, باعتبار الثقافة ليست ترفا بل سلاح ناعم يحمل هوية الأمة ويحمل ذاكرتها ويصون سيادتها". كما أكد الوزير زروقي أن "الترويج للتراث الثقافي الوطني ليس غريبا عن مهامنا, بل هو جزء لا يتجزأ من رسالتنا المؤسساتية", مشيرا إلى أن قطاعه قد عمل على "إصدار طوابع بريدية توثق للزي التقليدي والمعالم التاريخية والشخصيات الوطنية والمناسبات الجامعة التي تعبر عن روح الجزائر وتنوعها ووحدتها". ومن جهتها , كشفت مديرة الطوابع البريدية بمؤسسة بريد الجزائر, سهام بوعزارة, أنه وباقتراح من وزارة الثقافة والفنون وبإشراف من وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية تصدر مؤسسة بريد الجزائر سلسلة من الطوابع البريدية بعنوان "الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير", حيث يتضمن الإصدار ورقة طوابعية من تصميم الفنانة زينب بحري وثلاثة طوابع من تصميم الفنانة ياسمينة بوخاري, على أن تكون هذه الطوابع متاحة "بداية من غد الاربعاء" في جميع القباضات البريدية عبر التراب الوطني.