في الشارع او في المكاتب أو داخل المنازل و المقاهي المكتضة سواء في العاصمة او في كامل أنحاء الوطن التعاليق الساخنة والتكهنات تصب كلها في المباراة الحاسمة التي ستجمع غدا الاربعاء المنتخب الوطني بنظيره الامريكي لانتزاع التأهل إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم التي تحتضنها جنوب إفريقيا. إن التألق الكبير الذي حققه الخضر أمام الفريق الانجليزي (0-0) بعث الأمل لدى الجزائريين الذين أصبحوا يحلمون بانتزاع تأهل تاريخي يكون تتويجا للعب الجميل الذي قدمه اللاعبون الجزائريون إلى حد الآن. كثيرون هم من يؤمنون بفوز محاربي الصحراء أمام الفريق الامريكي القوي رغم صعوبة المهمة بالنسبة للفريقين اللذين يواجهان نفس الرهان: الفوز الحتمي للتمكن من الانتقال الى الدور الثاني. و في أجواء إحتفائية تعد بأوقات تآزر والتحام كبير وراء مباراة في كرة القدم راح الجميع يتكهن و يحلل. فيرى مناصر شاب يحذوه على غرار مجموعة من رفقائه تفاؤل كبير في الفريق الوطني أنه "لدينا مجموعة جيدة تلعب على الطريقة الجزائرية و لديها تقاليد مؤكدة في كرة القدم خلافا للامريكيين الذين يعولون فقط على عضلاتهم. و هذا يكفي للتفوق عليهم". و من جهته قال رياضي يتردد على مقهى المدنية في أعالي العاصمة مدعما بجمع غفير من الزبائن المبتهجين "فمثلما عودنا الفريق الوطني فهو لا يعرف الانهزام عندما لا يكون امامها خيار اخر سوي الانتصار". و أردف صاحب المقهى معبرا عن شعور الجميع تقريبا حول هذا الموضوع الذي يطول النقاش فيه يقول "الجزائر لا تجيد اللعب إلا ضد الفرق الكبيرة أي عندما تجد نفسها أمام خصم جيد من الناحية التقنية". و من جهته لاحظ موظف متقاعد أن الجزائر "تتوفر حاليا على فريق مستقبلي و بالتالي فهو في مرحلة التكوين اليوم و يمكنه أن يلحق الضرر بأي منافس كما يمكنه أن يكون محدودا". و اعتبر أن "الإرادة لا تكفي دائما و لكن يجب الإيمان و خاصة مواصلة العمل لكي لا يتخلف الفريق أبدا عن المواعيد الدولية الكبرى". و هذا الحماس الذي يزداد شيئا فشيئا مع اقتراب المقابلة يبدو وكانه يعني بقوة حتي النساء اللواتي كان غيابهن بارزا في مثل هذه المناسبات. و تفضل فتيحة و هي موظفة في البنك التركيز على التزامات الفريق الوطني وتري أن الوفد الجزائري في جنوب إفريقيا قد أدى "مهمته على احسن وجه". و قالت وهي تكرر مرات عديدة ان المنتخب الوطني "أنجز مهمته" كاملة و كأنها تحاول العفو مسبقا عن فريق سعدان في حالة وقوع أي خطأ محتمل". و أوضحت لواج هذه المولوعة بكرة القدم "أن الخسارة بنتيجة قليلة ثم التصدي لإنجلترا و بطريقة ممتازة ليس بالشيء الهين. و لاعبونا الشباب لم يخرجوا مطاطئي الرؤوس بل مرفوعي الراس عكس ما كان ينتظره البعض و هذا هو الأهم حتى و إن كنا نأمل في التأهل". و على صعيد أوسع فان الكثير يرى أخيرا في كفاءات الفريق الجزائري الذي شرف "إفريقيا و العالم العربي" أنها "طريقة أنيقة و رياضية" لتذكير القوى العظمى (سيما إنجلترا و الولاياتالمتحدة) بمسؤولياتها في إقرار السلم و الاستقرار بين الأمم.