أجري الرئيس المصري حسني مبارك يوم الأحد في القاهرة محادثات منفصلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل لبحث إمكانية الانتقال إلى مفاوضات فلسطينية إسرائيلية مباشرة. وذكرت مصادر إعلامية رسمية ان المحادثات ناقشت "وضع عملية السلام والمفاوضات على المسارالفلسطيني الإسرائيلي فى ضوء تأكيد مصر على ضرورة تهيئة الظروف اللازمة لتحقيق رؤية + حل الدولتين+ على أرض الواقع. ويرى المتتبعون ان النشاط السياسي المكثف في القاهرة يدخل في إطار المحاولات الأمريكية الرامية إلى إقناع الفلسطينيين والعرب باعتماد التفاوض المباشر بين الجانبين لتحقيق السلام في الشرق الأوسط والذي تطالب به اسرائيل. وقد تمسك الرئيس عباس بموقفه حول ضرورة ان يتم تقديم أجوبة واضحة حول مسألتي الحدود والأمن من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية قبل أي تفاوض مباشر مشيرا إلي أن إسرائيل لم تقدم شيئا حتي الآن إلا مجموعة من الإملاءات. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه في تصريحات صحفية "إن الوصول إلى مفاوضات مباشرة يمر إجباريا عبر جملة من القضايا وبخاصة فى القدسالمحتلة مؤكدا أن اجتماعين للجنة المتابعة العربية والمجلس المركزي الفلسطيني سيعقدان الشهر المقبل وسيتخذان القرارات بناء على التوضيحات التى يقدمها الأمريكيون. وكان الرئيس الفلسطيني الذي وصل أمس إلى القاهرة قد التقى بالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وقد نقلت تقارير إعلامية عن مصدر وصفته ب"المطلع" أنه عرض عليه المقترح الذي أتى به ميتشل وطالبه بالدخول فى مفاوضات مباشره مع إسرائيل. وأعرب الرئيس عباس عن قلقة البالغ من عدم وضوح العرض الأمريكي ومن الضغوط التي تمارس عليه للدخول فى مفاوضات مباشره دون أى ضمانات ومن دون تحقيق أي تقدم يذكر فى ملفي الأمن والحدود. ويرى الملاحظون ان التعتيم غير المعتاد هذه المرة على نتائج جولة المبعوث الأمريكي في الشرق الأوسط يؤكد فشله فى إقناع الرئيس الفلسطيني بالدخول فى المفاوضات المباشرة على الأقل فى الوقت الحالي . وقد قرر ميتشيل الاستمرار في جولته فى جولته ليصل إلى القاهرة اليوم للقاء مبارك والأمين العام للجامعة العربية عارضا وجهة النظر الأمريكية الإسرائيلية حول هذا الأمر. وقد اكتفى ميتشل عقب لقائه بالرئيس عباس بتجديد التزام إلا دارة الأمريكية بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب "إسرائيل". وقال " ان السلام ينبغى أن يبدأ باتفاقية بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" على إقامة دولتين تعيشان فى أمن وسلام".