استطاع الفنان كمال القالمي سهرة يوم السبت التمكن من مشاعر وأحاسيس آلاف المتفرجين الذين حضروا بقوة بمدرجات ملعب "باجي مختار" بسوق اهراس في إطار إحياء سهرات ليالي رمضان المبرمجة من طرف لجنة الحفلات الولائية بالتنسيق مع مديرية الثقافة. فعلى الرغم من تنشيطه هذه السهرة وهو على كرسي متحرك نتيجة حادث مرور تعرض له مؤخرا ألهب الفنان كمال القالمي مدرجات هذا الملعب بتقديمه عدة أغاني من التراث الشعبي على وقع القصبة والبندير ليرسم بذلك لوحات للرقص والتصفيقات اللامتناهية وسط الحضور من الشباب والعائلات التي أجمعت على نجاح هذه السهرة. فمن أغاني الراحل الحاج بورقعة إلى الفقيد عيسى الجرموني والراحلة بقار حدة مرورا بإبراهيم بن دباش والشيخ حمادة وما تتميز به هذه الأغاني التراثية من ألحان شجية أمتع الفنان القالمي الحضور الذين تجاوبوا معه في هذه السهرة التي استمرت لغاية منتصف الليل وسط تنظيم محكم. وبدون انقطاع ورفقة الفرقة "الفوغالية" تحت قيادة هذا الفنان الذي ولد العام 1952 بجبل هوارة ببلدية هيليوبوليس بولاية قالمة رسم كمال القالمي صورا رائعة خاصة بعد نزوله من المنصة على كرسيه المتحرك وهو يغني في ساحة الملعب تارة ويتقرب تارة أخرى من محبيه وعشاقه خاصة الشباب والنسوة اللاتي حضرن بقوة للاستماع لأغانيه عن قرب وهن يرددن معه وعن ظهر قلب أغلب الأغاني بدءا من أغنية "سيدنا يوسف" إلى أغنية "لسود مقروني" مرورا بأغنية "جبيت على وطن سوق أهراس" و"طالع نشكي". وكانت هذه الأغاني الفنية التراثية محملة بمعاني الاشتياق للأهل والأحباب ومعاناة البعد والحرمان وتقاليد الأجداد وبدعوة المكوث بالوطن أرض الأجداد. خلال هذه السهرة الكل رقص وصفق .والكل ردد أغاني كمال القالمي عن ظهر قلب والكل أجمع على أن هذه السهرة من بين أروع السهرات المبرمجة والتي هزت كيان الحضور. وفي حديث ل"وأج" أكد كمال القالمي الذي بدأ مشواره الفني العام 1970 بأن الأغنية التراثية تعتبر المنبع الذي لا تنضب موضحا بأنه يبقى ولا يزال يغترف مما أبدعه عمالقة التراث الشعبي والشيوخ الذين تتلمذ على يدهم أمثال الحاج بورقعة وعيسى الجرموني وبقار حدة مشيرا في ذات السياق إلى أن هناك عودة واكتساح قوي للأغنية التراثية التي عادة ما تعبر عن آلام وأفراح المجتمع.