يزداد مع مرور الأيام تطلع الغينيون إلى عودة النظام الدستوري في بلد يجد نفسه مجددا في مفترق الطرق بعد تأجيل الدور الثاني من الرئاسيات إلى اجل غير مسمى. بالرغم من أنه لم يتم استبعاد إمكانية تأجيل الانتخابات لاسيما بعد "الإختراقات" التي نسبت إلى اللجنة الإنتخابية الوطنية المستقلة و اعمال العنف التي شهدتها نهاية الأسبوع كان الشعب الغيني يأمل في يتم إجراء الدور الثاني بعد إلتزام كلا المترشحين بإجراء "الانتخابات في أجواء هادئة". بالتالي لم يكن بروتوكول التفاهم الذي وقعه كل من سيلو دالان ديالو من حزب إتحاد القوى الديمقراطية لغينيا و ألفا كوندي من تجمع الشعب الغيني كافيا لإحترام موعد إجراء الإنتخابات. و قد أصبح هذا الإتفاق حبرا على ورق نظرا لأعمال العنف الأخيرة حيث اتفق الطرفان بموجب هذا الإتفاق على "القيام بحملة إنتخابية هادئة بإحترام متبادل و وفقا للقوانين الدستورية و التشريعة السارية و قانون السير الحسن من أجل المحافظة على وحدة البلاد". و تمت الإشارة بكوناكري إلى أنه يمكن للوضعية أن تزداد سوء في هذا البلد الواقع غرب إفريقيا. و الدليل على ذلك أن الرئيس بالنيابة الجنرال سيكوبا كوناتي عبر عن أمله في أن يجرى إجتماع آخر بين الرئيس البوركينابي و بليز كومباوري الوسيط في الأزمة الغينية و الأقطاب السياسية في غينيا. و اذ أكد إرادته في استكمال مسار الخروج من الأزمة فقد أعرب الجنرال كوناتي عن أمله في عقد "لقاء تشاوري" بين كل الفاعلين في المرحلة الانتقالية وكذا المترشحين الاثنين بهدف الاتفاق حول موعد اخر تحت اشراف الوسيط. و يكتسي مثل هذا اللقاء "أهمية" بالنسبة لمستقبل غينيا لأن "الأمر يتعلق برئيس سينتخب عليه بطريقة ديمقراطية و بموافقة الجميع حيث تنتظره مهمة ثقيلة تتمثل في ترسيخ الديمقراطية و وضع البلاد على نهج التنمية". و حسب الرئيس بالنيابة فان اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة اقترحت تأجيل تاريخ الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي كان من المفروض اجرائها يوم 19 سبتمبر المقبل ل"أسباب تقنية مرتبطة بمطالب المترشحين". من جهة أخرى أردف المتحدث أن "المترشحين اللذين تمت استشارتهما قد سجلا القرار السيادي للجنة مضيفا أنه قد طمأن أياما قليلة من قبل الرئيس الذي سينتخب عليه حول "مساندة" الجيش داعيا اللجنة الى اصلاح سوء التسيير من أجل اجراء دور ثان عادل و هادئ. و لدى تأكيده على الحياد الذي سيلتزم به الجيش فقد صرح الجنرال كوناتي أن "الجيش سيكون تحت تصرف الرئيس المنتخب" مذكرا الفاعلين في المرحلة الانتقالية بواجب "التحلي بالحياد التام خلال الدور الثاني".