عكف المشاركون في اشغال الندوة الدولية حول "القراءة والترغيب في المطالعة" التي تحتضنها العاصمة التونسية على تشخيص ظاهرة العزوف عن المطالعة ومعالجة الإشكاليات المطروحة في هذا الشأن قصد وضع خطة بيداغوجية نفسانية دقيقة من شأنها أن تجعل التلاميذ و المدرسين معا شغوفون بحب المطالعة و القراءة. وينظم هذه الندوة الدولية كل من صندوق الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) والمنظمة الإسلامية للتربية و العلوم و الثقافة (الاسيسكو) و يشارك فيها العديد من الخبراء والجامعيين و إطارات التربية و رجال الثقافة و النشر و الإعلام من عدة دول عربية و اوربية. وفي هذا المضمار تدارس المشاركون الاسباب الاجتماعية و النفسانية التي تجعل الاطفال يعزفون عن القراءة وكيفيات معالجة هذه الظاهرة و الاهمية التي تنطوي عليها المطالعة في تطوير القدرات المعرفية للناشئة وكذا الوسائل التي يتسنى من خلالها تذليل الصعوبات امام الاطفال او المراهقين او الشباب وكيفية تشجيعهم على الميل الى المطالعة والقراءة . ويشتمل برنامج هذه الندوة على جملة من المداخلات تتمحور على وجه الخصوص حول أهمية دور المطالعة في تنمية وترقية كفاءات وثقافة الاجيال الصاعدة ودور القراءة في تكوين شخصية الفرد كما يشتمل البرنامج على مائدة مستديرة حول موضوع "أية استراتيجية لإعادة الاعتبار للمطالعة ". ولقد اثار المتدخلون الفوائد التي تكتسيها مسالة الترغيب في المطالعة خاصة في خضم التطورات التي يشهدها العالم في مجال التكنولوجيات الحديثة وخلصوا الى القول ان ابرز التحديات التى تواجهها الانظمة التربوية في الوقت الراهن تتمثل اساسا في ضرورة معالجة أسباب التراجع في تملك الكفايات اللغوية. لذا فان الضرورة تستدعي تحديث البرامج التربوية وعصرنة الطرائق البيداغوجية وتطوير تقنيات التقييم وتدعيم تكوين المدرسين وإثراء مصادر المعلومات وذلك بغية إكساب التلاميذ مهارات التعبير و المشافهة والكتابة و الصياغة و تنمية القدرات التواصلية وتيسير الاطلاع المباشر على نتاج الفكر العالمى. وفي هذا السياق ركزت الندوة الدولية حول القراءة والترغيب في المطالعة على تعزيز المكتبات القارة و المتجولة و الاهتمام بتنمية الفضاءات التثقيفية والاعلامية العصرية وتعميمها تدريجيا لتغطي المؤسسات التربوية.