أكد، محمد بن قطاف مدير المسرح الوطني الجزائري، أول أمس، أن جعل المسرح الوطني لشهر مارس من كل عام شهرا للإبداع النسوي ما هو إلا التفاتة بسيطة لما قدمته النساء الجزائريات للفن والمسرح بصفة خاصة· جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في افتتاح حفل التكريم الذي أقيم على شرف مجموعة من الفنانات الجزائريات تزامنا مع اليوم العالمي للمسرح نظير ما قدمنه للفن في الجزائر بمختلف أشكاله، سواء كان مسرحا، سينما أو مسلسلات تلفزيونية· وقد كان من بين الفنانات المكرمات الفنانة القديرة ''نورية''، وهي واحدة من أولى النساء اللائي تحدين الجميع، على حد قول بن قطاف، واقتحمت الركح في عهد الاستعمار، كما كرم المسرح الوطني الجزائري وتقديرا لجهودهن، وهيبة، نادية طالبي، فريدة صابونجي، فتيحة بربار، دوجة عياشي، كما كرم محمد بن قطاف أيضا مجموعة من الفنانات كن غائبات عن الحفل أمثال الفنانة عفيفة، أمينة مجوبي (أرمة الفنان الكبير عز الدين مجوبي)، صونية، شافية بودراع، دليلة حليلو، بالإضافة إلى فاطمة الزهراء ميموني والفنانة فطومة· للإشارة، فقد جرى التكريم على أنغام الموسيقى الأندلسية التي قدمتها ''الجمعية الموسيقية الأندلسية'' بقيادة الموسيقار الكبير عبد الرحمان التعالبي· ------------------------------------------------------------------------ آراء بعض المكرمات: فريدة صابونجي: تكريم يؤكد اعتراف المسرح الوطني بما قدمته هذه الفنانات لتطويره وترقيته، وحضور هذه الوجوه الشابة يعد مؤشرا على أن المسرح في حالة جيدة، وما الانتاجات القيمة التي رأيناها في السنوات الأخيرة إلا خير دليل على دوام صحة المسرح الجزائري، ففي وقتنا، في الأربعينيات، كانت هناك خمسة فتيات يمارسن المسرح، والآن نرى مجموعة كبيرة جدا وهذا جد جميل· دوجة عشاشي: الأجمل في هذا التكريم هو حضور مجموعة كبيرة من الشباب سواء فنانين أو محبين وهواة المسرح ·· هذا يعطيك إحساسا بأن الفن الذي قدمناه لم يقتصر تلقيه على فناني وأبناء جيلنا، وامتد إلى جيل أبنائنا، هذا الجيل الذي أصبحت له وسائل كثيرة وكبيرة لممارسة أي نشاط، حتى نظرة المجتمع للفن والفنانين تغير ت كثيرا· فتيحة بربار: لا أعتقد أنه يوجد تكريم أجمل من هذا الذي يكون في اليوم العالمي للمسرح، خاصة أن تم على ركح محي الدين بشطارزي، هذا الركح الذي شهد بدايات معظم الفنانات الحاضرة هنا اليوم، هذا اعتراف صريح من إدارة المسرح الوطني بالجهد الذي قدم من طرف النساء الفنانات للمسرح الوطني في فترة كانت نظرة المجتمع إلى المرأة الممثلة قاسية جدا· نادية طالبي: في الفترة التي كنا فيها على هذا الركح لم تكن الإمكانيات التي يتمتع بها شباب اليوم متوفرة، ورغم ذلك قمنا بما استطعنا من أجل رفع المسرح الجزائري، واليوم يبقى المشعل في يد الشباب الذي لديه كل الإمكانيات من أجل العمل، شرط أن يحبوا هذا الفن، هؤلاء الشباب الذين أرى فيهم إمكانات واعدة ستشكل مستقبلا جميلا للمسرح الجزائري والفن بصفة عامة· ------------------------------------------------------------------------ 3 أسئلة إلى: محمد بن قطاف (مدير المسرح الوطني الجزائري) كلمة عن اليوم العالمي للمسرح؟ كباقي الأعياد والأيام العالمية، اليوم العالمي للمسرح هو تأكيد على الدور الذي يقوم به المسرح وتأثيره القوي بشكل عام على المجتمع، وهذا اعتراف بقوة الفعل المسرحي في تغيير الكثير من الذهنيات والمعتقدات، وأعتقد أن النظرة الدونية التي كانت تلازم المسرح تغيرت لدى جيل اليوم، ومن هنا أهنىء كل من اختار مهنة العرض والمسرح عن حب وقناعة· وماذا عن المرأة التي تمارس المسرح؟ وضع المرأة التي تمارس المسرح يختلف نوعا ما عن الرجل، فالمرأة عندما تمارس الفن بشكل عام يعني أنها ستتحدى الجميع، هذه النساء اللائي نقشن أسماءهن في ذاكرة المسرح و المجتمع، من هنا وجب علينا الفخر بهن، فهن ساهمن في رفع اسم المسرح الجزائري عاليا رفقة الرجل طبعا، وأوصلن تلك الشعلة إلى هذا الجيل الجديد الواعد من الشابات اللائي اخترن مهنة العرض ويعدن جيلا ذهبيا للمسرح الجزائري· ولماذا المرأة بالضبط في اليوم العالمي للمسرح؟ المسرح الوطني الجزائري استحدث منذ سنوات برنامج شهر مارس للإبداع النسوي، وتزامنا مع اليوم العالمي للمسرح الذي يحل كل عام في شهر مارس أيضا، ارتأينا أن نكرم عميدات الفن المسرحي في الجزائر لوفائهن، ولتحفيز الشابات الممثلات أيضا على المضي قدما في هذا الفن الجميل·