المتردد على المحاكم الجزائرية يلفت انتباهه حتما تلك القضايا المتعلقة بالتعدي على الأصول، التي يتبين من خلال الجلسة أن بعض الآباء يقدمون شكاوى ضد أولادهم يدعون فيها أنهم قاموا بالاعتداء عليهم، والواقع عكس ذلك حسب ما يثبته الشهود كمثال حي عن ذلك الشخص الذي مُل أمام محكمة الجنح بالحراش وهو المدعو (ب· ت) البالغ من العمر 44 سنة الذي اتهمه والده الذي يتعدى 79 من عمره بأنه قام بضربه، وهو عكس ما أكده الابن الذي أنكر بصفة قطعية التهمة، مؤكدا أنه لم يعتد على والده بالضرب، كما يدعي، مشيرا إلى أن والده في يوم الوقائع هو من قام بشتمه وتهجم عليه بالضرب أمام أبناء الحي دون أن يرد عليه، وهو ما تطابق مع تصريحات الشهود الذين أكدوا هم أيضا خلال الإدلاء بأقوالهم أنهم شاهدوا الوالد المسن يضرب ابنه البالغ من العمر 44 سنة دون أن يرد عليه، واكتفى بالتصدي للضربئبيديه قبل أن يسقط مغمى عليه من شدة التأثر· ومن جهة أخرى، أشار المتهم إلى أن والده يبحث يوميا على إثارة المشاكل معهم، وهذا منذ أن طلق والدته وقام بطردهم من بيته إلى أحد المستودعات، مضيفا أن القضية الحالية ملفقة ضده· غير أنه، وعلى أساس التهمة الموجهة إلى المتهم، طالب ممثل الحق العام بعقوبة عامين حبسا نافذا و50 ألف دينار غرامة نافذة·