تقدمت وكالة كراء السيارات بشكوى ضد شخص، تبين فيما بعد أنه شرطي، تتهمه فيها بخيانة الأمانة بعدما امتنع هذا الأخير عن إرجاع السيارة التي قام بكرائها لمدة إربعة أيام، فيما قام بإرجاعها بعد أربعة أشهر· وكان صاحب الوكالة قبل رفع الشكوى قد قدم عدة مراسلات إلى المتهم من أجل إرجاع السيارة إلا أن الشرطي لم يستجب للمطلب· وعلى أساس هذه الشكوى، امتثل الشرطي أمام مجلس قضاء العاصمة، وأكد خلال استماعه من طرف قاضي الجنح أنه لم يتلق تلك المراسلات كونه قد انتقل إلى منطقة حاسي مسعود عند أبيه الذي كان يعاني من المرض، وأنه بريء من تهمة خيانة الأمانة· غير أن صاحب الوكالة تأسس كطرف مدني وطالب بتعويض قدره 85 مليون سنتيم عن كافة الأضرار التي لحقت بالوكالة· ومن جهة أخرى، أكد دفاع المتهم أن القضية فيها لُبس كون موكله لم يستطع الانتقال للعاصمة بسبب انشغاله بحالة أبيه المرضية، ولم يتمكن بذلك من إرجاع السيارة ليقوم بتسليمها لمقر الشرطة بحاسي مسعود كي يتم نقلهائإلى العاصمة، غير أن مصالح الأمن تماطلت في تسليمها، ودليل ذلك أن الضحية قدم شكواه بعد شهر من ذلك، ما يدل على أنها كانت مطمئنة على حال السيارة، وأن ذلك يتطابق مع تصريحات موكله الذي أكد أنه اتصل مرارا بإبن الضحية وطمأنه عن السيارة، مخبرا إياه بأنه كان في زيارة لأبيه المريض بحاسي مسعود، مما تعذر عليه الرجوع إلى العاصمة وإرجاع السيارة إلى الوكالة، وهذا فعلا ما صرح به هذا الأخير خلال المحاكمة·