تمتع الجمهور الجزائري الحاضر، أول أمس، بقاعة الحاج عمر، من خلال العروض الجزائرية خارج المنافسة الرسمية من المهرجان الوطني الخامس للمسرح المحترف المتواصل ليومه السابع على التوالي، تمتع بعرض ''يمينة'' الذي قدمته ''ورشة الباهية وهران'' للمسرح · تعتبر مسرحية ''يمينة'' ثنائية بين الممثلة القديرة مليكة يوسف التي لعبت دور العجوز ''الشادلية'' والممثلة الشابة وهيبة عدنان التي مثلت دور الشابة الجامعية المتعلمة ''يمينة''، في حين قام بإخراج العرض المقتبس من التراث التونسي المخرج آدار محمد· تدور أحداث العرض كاملا في ثنائية جميلة حول طلاق ''يمينة'' الشابة المتعلمة والمتخرجة من الجامعة، لتتفاجأ بزيارة ''الشادلية''، أم طليقها، قصد الاستفسار عن أحوالها. الشادلية في حوار دام قرابة ساعة من الزمن، تبرز في أحيان كثيرة تعاطفها مع ''يمينة''، لكن من جانب آخر تلومها على هذه الهيئة التي تظهر بها أمام زوجها من خلال لبسها للسروال، وفي أحيان أخرى لا تشك أبدا في أن تكون هي المخطئة، لأن ابنها دكتور في الجامعة ولا يمكن له أن يظلم زوجته. لكن يمينة، ومن منطق ثقافتها ودراستها تؤكد لها أنها لن تقبل بعد اليوم بإهانة زوجها لها، لأن الحقوق الدولية تضمن لها نفس الحقوق ونفس الواجبات للرجل والمرأة على وجه السواء· أما الشادلية، فقد استرسلت في رواياتها للقصص التي عاشتها مع زوجها، حيث كانت تغسل له رجليه ولا تتوانى في تقديم أي شيء يطلبه، هذا ما حقق لها السعادة، وتحاول أن تستميل يمينة إلى هذه الأعمال قصد كسب رضى زوجها، لكن هذا الزوج ''المتعلم والدكتور'' -تقول يمينة- لن يجد أي واحدة تقبل الزواج به لأنه ببساطة يبحث عن خادمة وليس زوجة. وفي الأخير، وبثقافة يمينة وحسن كلامها، استطاعت أن تقنع الشادلية التي تنحدر من جيل من النساء لم يعرف أبدا حقوقه، ولم ترفع رأسها في وجه الرجل الذي يريد أن يستعبدها· المسرحية، ورغم بساطة ديكورها إلا أنها استطاعت أن تشد الجمهور إلى نهايتها، حيث كشفت عن الهوة الكبيرة الموجودة بين الجيل الكبير وجيل الشباب الذي أصبح يبحث عن حقوقه وواجباته. ومن جانب آخر، تلك المرأة التي أصبحت تعامل كعبد من طرف بعض الرجال حتى وإن كان المستوى المعرفي والعلمي لكلاهما جامعيا·