طلب التلفزيون الجزائري من مجموعة ''الجزيرة الرياضية'' القطرية عدم بث مقابلات مونديال جنوب إفريقيا التي تم التنازل له عن حقوق بثها على قنواتها غير المشفرة، وأشارت المؤسسة إلى أن ''التلفزيون الجزائري اقترح في مراسلته ليوم أول أمس، إلى المدير العام لمجموعة الجزيرة القطرية اختيار المقابلات التي تبثها على قنواتها غير المشفرة من بين المقابلات ال 42 التي لم يتنازل عن حقوق بثها'' للتلفزيون الجزائري· مراد محامد وأوضح ذات المصدر، أن التلفزيون الجزائري يسعى من خلال هذا الاقتراح إلى ''أخذ بعين الاعتبار مصالح كل الأطراف المعنية وحمايتها''· وأشار البيان إلى أن التلفزيون الجزائري الحائز على حقوق البث الأرضي لمجموعة 22 مقابلة بما فيها مقابلات المنتخب الوطني وبعد أن علم من خلال مقالات صحفية أن مجموعة الجزيرة الرياضية بصدد بث بعض مقابلات كأس العالم لكرة القدم على قنواتها غير المشفرة ''تحرك مباشرة'' بحيث طلب من المدير العام للمجموعة القطرية عن طريق مراسلة بتاريخ 5 جوان توضيحات بشأن هذا الخبر· وأكد نفس المصدر أن ''المراسلة بقيت دون رد وفي 10 جوان قام التلفزيون الجزائري مجددا بإخطار المدير العام للمجموعة القطرية لإطلاعها على رفضه لمثل هذا القرار الذي هو بمثابة فعل ينم عن ضغينة ومنافسة غير نزيهة موجه ضد مؤسسة تلفزة عمومية طالما تحلت بسلوك لا تعاب عليه ووفت بالتزاماتها التعاقدية إزاء مجموعة الجزيرة''· وأضاف البيان أنه في هذه المراسلة اطلعت التلفزة الجزائرية شريكها القطري عن عزمها على بذل قصارى جهدها لضمان حماية الحقوق التي اشترتها لاسيما تلك الخاصة بمباريات المنتخب الوطني بفضل الدعم المالي للدولة طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية قصد تمكين الجمهور الجزائري من متابعة هذا الحدث الرياضي الهام الذي يجري للمرة الأولى في إفريقيا عبر قناته التلفزيونية الوطنية· وأوضح نفس المصدر، أن ''رد فعل المدير العام لمجموعة الجزيرة كان فوريا، بحيث أكد خبر البث غير المشفر لعدد من المباريات حسب اتفاقات تمت مع الاتحادية الدولية لكرة القدم وأبدى استعداده للإصغاء لاقتراحات الطرف الجزائري''· وخلص البيان، إلى القول بأن التلفزيون الجزائري يؤكد أنه ''سيواصل متابعته لتطور هذه المسألة باهتمام ويقظة بالغين''· تفاقمت قضية التشويش على قناة الجزئرة الرياضية التي تمتلك الحقوق الحصرية لبث مباريات المونديال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفشلت القناة حتى اللحظة في تحديد الجهة التي تقف وراء المشكلة، في وقت هدّد العديد من مشتركيها المصريين بالتوجه نحو القضاء مطالبين باسترداد أموالهم· تواجه قناة الجزيرة الرياضية، التي تملك الحقوق الحصرية لبث مباريات مونديال كأس العالم بالمنطقة، موقفًا صعبًا مع المتعاقدين المصريين، بعد تكرار مشاكل التشويش والخلل في بث المباريات، أمس، لليوم الثاني على التوالي· وأعلن عدد كبير من المشتركين مع القناة عن تقديم دعاوى قضائية ضد القناة ومطالبتها بإعادة أموالهم وتعويضهم عن ''تدمير أوقاتهم'' وسوء تقديم الخدمة التي دفعوا أموالهم من أجلها· وقال: ''أشرف محمود'' صاحب مقهى بالمطرية بالقاهرة، إنه سيتوجه إلى مقر القناة لرد الإشتراك الذي دفعه، ويصل إلى حوالي 100 دولار، وفي حال عدم تجاوب القناة معه سيقوم برفع دعوى قضائية، مشيرًا إلى أن مشاكل بث المباريات التي تكررت على مدار يومين متتاليين، تسببت له في خسائر مادية· وأضاف محمود، 33 عامًا، أن عددًا كبيرًا من الزبائن غادروا المقهى بعد تأخر بث المباريات والتشويش المتكرر، لمشاهدة المباراة على التلفزيون الأرضي· وقال أيمن إنه اضطر إلى شراء هوائي، أمس، لمشاهدة المباريات على القنوات الأرضية على الرغم من أنه تعاقد قبل شهر مع قناة الجزيرة لمشاهدة مباراة المونديال الذي ينتظره كل أربعة أعوام بفارغ الصبر، بحسب قوله· وأضاف: ''المفروض أن تقوم القناة بتعويض المشتركين عن هذه المشاكل التي لا ذنب لنا فيها''· وقد أثارت قناة الجزيرة الرياضية غضب المتابعين لمباريات المونديال العالمي· وبدت علامات الغضب واضحة على وجوه المصريين عندما تركتهم القناة يحدقون في شاشة فارغة لفترات طويلة خلال مباراة الأرجنتين ونيجيريا التي أذيعت في تمام الساعة الخامسة بعد الظهر بتوقيت القاهرة، قبل أن تطالب القناة مشاهديها بين الشوطين بالتحول إلى قمر آخر· وقد حدثت مشكلة التشويش نفسها خلال المباراة الافتتاحية بين المكسيكوجنوب إفريقيا يوم الجمعة، ما أدى إلى قطع الإرسال مرات متعددة خلال الشوط الأول وبداية الشوط الثاني· وتفجرت أزمة بين القناة والمسؤولين في التلفزيون المصري وشركة نايل سات المالكة للقمر الصناعي المصري الذي تبث القناة من عليه، وخصوصًا بعد أن ترددت أنباء عن اتهام القناة القطرية لشركة نايل سات بالتسبب في هذا التشويش وخصوصًا بعد تنويهاتها للمشاهدين بمشاهدة المباريات على ترددات قمر عرب سات· لكن القناة أكدت في وقت لاحق على لسان المدير العام ناصر الخليفي، أنها لم تتهم أي جهة بعينها، وأن هناك جهة مجهولة تقف وراء ما حدث، واصفة إياه بأنها قرصنة تلفزيونية متعمدة· وتعهد ناصر الخليفي بملاحقة المسؤولين عن ذلك وكشفهم قريبًا· لكن خبراء في الإتصالات يؤكدون استحالة ضبط الجناة أو تحديد هويتهم، لأنها مشكلة افتراضية، بحسب محلل صناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية في الولاياتالمتحدة، جيف كاغان، مشيرًا في تعليقه على المشكلة أن كل شيء يعمل حاليًّا بالكمبيوتر، ومن ثم يكون الأمر أكثر عرضة للاختراق من أي مكان في العالم· وحذر قائلاً: ''هذه معركة مستمرة، لكن شبكات التلفزيون التي تعمل بعمليات رقمية يجب أن تكون مستعدة لهجمات متطورة على نحو متزايد من قبل القراصنة''· وفيما يبدو ردًّا عمليًّا من قناة الجزيرة على المصريين، قطعت القناة إشارة الإرسال عن التلفزيون المصري منذ الدقيقة ال 4 من مباراة إنجلتراوالولاياتالمتحدةالأمريكية، وظهر شعار القناة القطرية حتى الدقيقة ال 14 من اللقاء قبل أن تعود الإشارة إلى التلفزيون المصري مرة أخرى· وأكد كبير المهندسين في شركة نايل سات، صلاح حمزة، أن ما تقوله قناة الجزيرة ''كلام عار من الصحة وأن الشركة لا تتدخل مطلقًا في البث، ولا يمكنها تعطيل قناة واحدة على شبكتها''، مرجعًا ما حدث إلى خطأ داخلي في القناة· وقال ''لا توجد مصلحة للشركة أن تفعل ذلك، كما أن عملية البث تمر بمراحل يستحيل معها حدوث التشويش من مصر''، مشيرًا إلى وجود طرف ثالث يقصد افتعال أزمة بين القناة والشركة· واتهم أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري في تصريحات له، أمس، الجزيرة بالتشويش لأنها وجدت منافسة من القنوات المصرية سواء في النقل أو الاستديوهات التحليلية للمباريات، مؤكدًا أنه سيسلك الطرق القضائية ضد القناة لإخلالها بعقودها مع الجانب المصري بشأن نقل المباريات، مشيرًا إلى أنه لن يسمح للقناة القطرية بنقل المباريات المباعة للتلفزيون المصري عبر قنواتها المفتوحة· وكان التلفزيون المصري قد تعاقد على بث 24 مباراة لبثها على قنواته الأرضية مجانًا· يذكر أن العلاقة بين مصر وقطر ليست على ما يرام سياسيًا· وتواجه قناة الجزيرة انتقادات كثيرة في مصر بسبب هجومها على المؤسسة السياسية في البلاد، وتتهمها الصحف القومية الموالية للنظام بأن تقاريرها تهدف إلى ''تأجيج الشارع العربي''· وقد حظي قرار إقالة القناة ل 5 مذيعات بسبب ملابسهن، بتغطية واسعة في هذه الصحف· لعنة التشفير تؤرق الجزائريين