أصبت بالتخمة·· ولم أجد حلا لمعضلتي·· وبقيت مبرطحا على الأرض أئن من فرط الوجع·· وحماري اللعين لم يعر ذلك الوجع اهتماما·· قلت له·· ما فيك لا رحمة ولا شفقة أيها الحمار·· نهق عاليا وقال·· حرنا فيكم تجوعوا تشكيو تشبعوئ تشكيو؟ قلت له·· معك الحق·· الوجع ليس فيك لهذا تطلق عنان التفلسف لأفكارك نهق من جديد وقال·· هذا جزاء اللهفة والجشع·· قلت له مندهشا·· لهفة وجشع؟! أنت أدرى أني لست كذلك·· كل ما في الأمر أني شربت من الماء ما يروي ظمئي·· الحرارة تعدت الحدود·· لم يجب على كلامي وبقي يقلب في القنوات·· قناة وقناة ولا فائدة منهم جميعا·· ووجعي يزداد وبطني تنتفخ أكثر وأكثر·· أما حماري فقد نزل أكلا في الزلابية والقلب اللوز واحدة بعد الأخرى·· قلت له·· أيها اللعين أترك لي قليلا·· قال·· من جهة تتوجع، ومن جهة تريد الأكل؟ قلت له·· شربت الماء·· وحده الماء·· ما يزال بطني خاويا· · ما كدت أنهي كلامي حتى ''مسح كلش''·· نهق عاليا وقال·· بصحتي··بصحتي·· بصحتي··