أشارت عملية سبر آراء أعدها معهد غالوب الأمريكي المتخصص في عمليات سبر الآراء، أن التشاؤم سمة تطبع الشباب الجزائري، وأنه لا يثق كثيرا في مسؤوليه، مشيرا إلى أن عددا من الشبان الذين شملهم سبر الآراء هذا، أكدوا إرادتهم في الهجرة بأي وسيلة كانت، وتتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة· ويوضح سبر الآراء هذا أن 40 بالمائة من الشباب الجزائريين يفكرون في إنشاء حياة أسرية وعائلية، وأن 32 بالمائة يفكرون فقط في الحصول على منصب عمل، موضحا أن 32 بالمائة من الشباب يتمنون الحصول على مناصب شغل في شركات ومؤسسات عمومية، مقابل 15 بالمائة يفضّلون العمل في شركات خاصة، و12 بالمائة يريدون إنشاء مؤسساتهم الخاصة· بالمقابل، هناك 35 بالمائة من الشباب الجزائري لا يفكرون سوى في أداء شعائرهم الدينية أو التدين· وحسب سبر الآراء، فإن أغلب الشباب يؤكد تشاؤمه، إلى درجة صنفهم إلى جانب شعوب أخرى مثل اليمنيين والعراقيين والفلسطينيين الذين ينتقدون بشدة مناخ الأعمال في بلادهم، رغم نسبة النمو الاقتصادي العالية جدا بالجزائر التي تتراوح بين 15 و29 بالمائة -حسب دراسة معهد غالوب- حيث يؤكد 39 بالمائة من الشباب أنه كان لهم الحظ في النجاح و36 بالمائة فقط يثقون في نية السلطات العمومية في فسح المجال أمامهم لتسيير أعمالهم وتحقيق آمالهم· وتشير دراسة معهد غالوب إلى أن 25 بالمائة فقط من الشباب الجزائري ممن يعتقدون بأن السلطات لا تضع لهم العراقيل في تحقيق آمالهم في وقت ينتقد 87 بالمائة منهم بشدة مسؤوليهم الحكوميين، ويعتقدون أن السلطات لا تمكنهم من الحصول بسهولة على مناصب شغل، وأن الحصول على منصب شغل في الجزائر يتم بالمحسوبية فقط· وبالرغم من ذلك فإن الشباب يواصلون النضال للحصول على حقوقهم، وأن 77 بالمائة منهم يشاركون في تربصات وينضمون إلى معاهد التكوين من أجل الحصول على منصب شغل لائق، في وقت أن 35 بالمائة من الشباب الذين شملهم سبر الآراء يؤكدون أنهم لا يملكون الوسائل المادية للتكوين· وحسب الدراسة ذاتها، فإن 46 بالمائة من الجزائريين يؤكدون استعداهم التنقل خارج ولايات إقامتهم من أجل العمل، في وقت رفض 26 بالمائة من الشباب الجزائري عروض العمل المقدمة لهم خارج مناطق عيشهم، وأن 48 بالمائة من الشباب رفضوا عروض العمل المقدمة لهم، 20 بالمائة منهم بدعوى عدم رضاهم بالرواتب المقترحة عليهم· وتؤكد دراسة معهد غالوب أن 84 بالمائة من النساء يتوفرن على حظوظ كبيرة لبلوغ مناصب شغل مهمة في وقت يقع 37 بالمائة من الرجال في خانة خائبي الحظ· وأشارت الدراسة ذاتها إلى أن 91 بالمائة من النساء يعتقدن أنهن مستعدات للعمل في أي منصب في أي مجال، في وقت أن 65 بالمائة من الرجال لا يفضّلون ذلك· ويعتبر معهد غالوب الذي أنشأته مؤسسة جورج غالوب سنة 1958 من أنشط معاهد سبر الآراء في العالم، ويملك 40 مكتبا عبر 217 دولة في العالم ويقع مقره بواشنطن· ويعتبر معهد غالوب مرجعا لعدد من المؤسسات العالمية والأمريكية في إعداد برامج التنمية البشرية في بلدانهم·