عاد، أول أمس، الفنان الكوميدي الجزائري عبد القادر السيكتور، إلى الجزائر بعد حوالي 4 أشهر من زيارته لها بدعوة خاصة، كانت هذه المرة الدعوة من الديوان الوطني للثقافة والإعلام الذي نظم أمسية خاصة به في قاعة الأطلس التي امتلأت عن آخرها بالعديد من العائلات والشباب الذين وجدوا الكثير من الفرجة والضحك على مدار حوالي ساعتين رفقة عرض ''معيشة الكلب'' الذي حقق به الفنان شهرة واسعة وسط الجالية العربية في فرنسا· يواصل الفنان عبد القادر السيكتور عرض العديد من تجليات الواقع المرّ الذي يعيشه المهاجرون الجزائريون والعرب ككل في البلدان الأوربية من خلال عرضه ''معيشة الكلب''، حيث تطرق عبد القادر السيكتور بالكثير من الجرأة للعديد من القضايا السياسية، الدينية، الاجتماعية والعاطفية التي يعيشها الشعب الجزائري عامة والمغتربين في أوربا خاصة، في إطار فكاهي فطري يكسر كل الحواجز والطابوهات التي تعيشها المجتمعات العربية. يتحدث عبد القادر السيكتور عن الرياء الذي يعيشه العديد من مدعي التقوى والورع من خلال قصص حقيقية مرة، ومتخيلة مرات أخرى لشباب في المساجد يدعون التقوى، وخارجه عكس ذلك، بالإضافة إلى العلاقات الإنسانية الجافة والمتباعدة التي تشهدها العائلات الجزائرية بين الأب والأم من جهة، والأبناء من جهة أخرى، التي تشكل في العديد من الأحيان حاجزا نفسيا. كما تعرّض ''معيشة الكلب'' لإبن الغزوات برؤية قريبة نوعا ما من نظرة المجتمعات الأوربية للمهاجرين العرب أي كانت مكانته ودرجة وعيه وثقافته. عرض جمع في القاعة العديد من العائلات الجزائرية التي أبت إلا أن ترى العرض الذي يقدم بفكاهة مدروسة العديد من المواقف والحالات الإنسانية التي نغض البصر عنها بطريقة إرادية في الكثير من الأحيان· كما تميز العرض أيضا بالتفاعل الجميل بين الكوميدي والجمهور وحتى الصحفيين والمصورين في مواقف ارتجالية ضحك لها كثيرا الجمهور الجزائري، وأعجب بخفة روح الفنان الذي وعد أن يكون في الجزائر مباشرة بعدما يجهز العرض الجديد· عرض جديد قريبا لعبد القادر السيكتور يحضر الفنان الكوميدي عبد القادر السيكتور في الفترة الحالية لعرض ''وان مان شو'' جديد بعد النجاح الكبير الذي حققه في فرنساو وبالتحديد في قاعة العرض ''جمال كوميدي كلوب'' الخاص بالفنان الفرنسي جمال دبوز، الذي من المنتظر أن يجوب به دول المغرب العربي، فرنسا وبالطبع الجزائر· أضاف عبد القادر السيكتور في اللقاء الذي جمعه بالصحافة، أمس، بعد انتهاء العرض الذي قدمه في قاعة الأطلس، بدعوة من الديوان الوطني للثقافة والإعلام، أن عروضه التي يقدمها بفرنسا في النادي الخاص بجمال دبوز تشهد جمهورا غفيرا في كل مرة يقدم فيها عروضه، مضيفا أن الغالبية من الجمهور هم من الجالية المغاربية المقيمة بفرنسا، والمواضيع التي يتطرق إليها في عروضه تتماشى مع حياتهم اليومية سواء في بلدانهم الأصلية، أو في المهجر، بالإضافة إلى بعض أفراد الجالية العربية الأخرى. وعن اللهجة المحلية التي يتحدث بها ولم يرد الاستغناء عنها رغم اشتغاله بكندا، أكد السيكتور أن اللغة التي يتحدث بها شرف له، بالإضافة إلى أن جمهوره لا يجد صعوبات في فهم هذه اللغة. أما عن منتقدي عرضه ''معيشة الكلب''، يقول السيكتور ''لو رأى هؤلاء العرض بأكمله (أكثر من ساعة ونصف) من العرض فلا أعتقد أنه سيبقى على تلك الفكرة التي كوّنها عنه، على أنها إهانة للمهاجرين العرب في فرنسا، بل هي تشريح للوضع والحياة التي يعيشونها في فرنسا ومختلف البلدان الأوربية ليس أكثر. كما لم ينكر الفنان الجزائري في سياق حديثه عن تجربته، الدعم الكبير الذي تلقاه من الفنان جمال دبوز في فرنسا الذي دخل معه باب الشهرة من خلال دعوته للمشاركة إلى جانبه في فيلم ''الخارجون عن القانون''، بعدما أعجب بموهبته·