نفت جامعة الدول العربية تلقيها حتى الآن ردا رسميا من السلطات السورية على الورقة التي تقدمت بها لإنهاء الأزمة في سوريا، وذلك خلافا لما أعلنه التلفزيون السوري من التوصل لاتفاق مع لجنة الجامعة سيعلن عنه في اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة· فقد نقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في الجامعة العربية لم يكشف عن هويته، أن الجامعة مازالت تنتظر رد دمشق على مقترحاتها لإنهاء الأزمة ووقف إراقة الدماء في سوريا· وكان التلفزيون السوري الحكومي أعلن الليلة الماضية أنه تم التوصل إلى اتفاق مع اللجنة الوزارية العربية سيعلن عنه في اجتماع وزراء الخارجية العرب، اليوم، في القاهرة· وأشارت وسائل إعلام سورية رسمية إلى اتفاق ''على الورقة النهائية بشأن الأوضاع في سوريا''، دون الكشف عن تفاصيل قائلة إن إعلانا رسميا بهذا الشأن سيصدر في مقر الجامعة بالقاهرة، أمس الأربعاء· وكان البيت الأبيض أعلن أول أمس الثلاثاء، أنه يرحب بكل مبادرة تنهي أعمال العنف في سوريا، وذلك في معرض تعليقه على إعلان دمشق توصلها لاتفاق مع الجامعة العربية على خطتها لحل الأزمة في سوريا، مجددا في الوقت نفسه دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي· وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ''لقد اطلعنا على المعلومات'' الواردة من دمشق بخصوص توصلها لاتفاق مع الجامعة العربية، وأضاف ''ولكن نحن غير قادرين على التحقق منها في الحال''· وأضاف في مؤتمره الصحفي اليومي ''نحن نرحب بكل جهد يبذله المجتمع الدولي لإقناع نظام الأسد بوقف أعمال العنف التي يرتكبها بحق شعبه، بحق السوريين''· وجدد المتحدث الأمريكي موقف إدارة الرئيس باراك أوباما الداعي لتنحي الأسد، وقال ''نحن ما زلنا نعتقد أن الأسد فقد شرعيته وعليه مغادرة السلطة''· من جهته، قال مسؤول لبناني تربطه علاقات وثيقة مع الحكومة السورية، إن سوريا قدمت اقتراحاتها للجامعة العربية· وأضاف لرويترز ''الحكومة السورية تريد أن تلقي المعارضة السلاح وأن توقف الدول العربية دعم المعارضة بالأسلحة والأموال وإنهاء الحملة الإعلامية ضد سوريا''· ولم يتضح إلى أي مدى عبر الاتفاق النهائي الذي أعلنت وسائل الإعلام السورية التوصل إليه، عن تلك المطالب· وقال عمر إدلبي، عضو لجان التنسيق المحلية وعضو المجلس الوطني السوري، إن المعارضة تريد أن تطلع على تفاصيل الاتفاق· وأشار إلى أن المعارضة تخشى أن يكون هذا الاتفاق محاولة أخرى لمنح النظام السوري فرصة جديدة لسحق الثورة وقتل مزيد من السوريين· وأضاف إن الاتفاق يساعد النظام السوري على البقاء في السلطة، بينما مطلب المعارضة واضح فيما يتعلق بإسقاط النظام وعدم ملاءمته كي يقود حتى فترة انتقالية· وترفض دمشق حتى الآن أي حوار سياسي خارج أراضيها، بينما تصر المعارضة السورية على ألا يتم هذا الحوار داخل سوريا· وكانت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية التي تترأسها قطر قد سلمت، يوم الأحد، الخطة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا لوزير الخارجية السوري وليد المعلم· وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي للصحافيين في القاهرة الثلاثاء، إن ''هناك موقفا اتخذته اللجنة الوزارية وتحدثت فيه مع المعلم والرد يفترض أن يصل للاجتماع الوزاري العربي''· وأوضح دبلوماسي رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية، أن الرد السوري النهائي على الخطة العربية المقترحة لمعالجة الأزمة السورية ينبغي أن يتم إبلاغه الثلاثاء المقبل إلى السلطات القطرية، مشيرا إلى أن الجهود كلها منصبة على إيجاد حل للأزمة السورية في الإطار العربي· وقال الدبلوماسي، إن المعلم طلب يوم الإثنين تعديلات على المبادرة العربية، وإنه تمت الموافقة على بعض التعديلات الطفيفة، لكن الوفد العربي طلب منه ردا نهائيا الثلاثاء على المبادرة العربية في مجملها، ليكون الموقف السوري واضحا قبل الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة·