شهر الله المحرَّم أحدُ الأشهر التي قال الله فيها: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماوات وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذالِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} [التوبة: 36]· والأشهر الحُرُم: ذو القعدة، وذو الحجَّة، ومحرَّم، ورجب - كانت أشهرًا يَحْرُم فيها القتال لتعظيمها ولعظيم أمرها، وكانوا في الجاهلية يحتالون على استباحتها، فإذا بدا لهم أمرٌ وأرادوا فعله في الشَّهر الحرام؛ استباحوا الحرام، ونقلوه إلى شهر آخَر، ولذا قال الله عنهم: {إِنَّمَا النَّسِيء زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا ليُوَاطِئُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوء أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [التوبة: 37]· هجرة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم : أشْهُرُنا الهجريَّة تُنسَب إلى هجرة محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، تلك الهجرة العظيمة التي انتقل الإسلام فيها من حالٍ إلى حال، ذلكم أنَّ نبيَّكم عليه الصَّلاة والسَّلام بُعِثَ على رأس أربعين من عمره، فمكث بمكَّة قرابة ثلاث عشرة سنة، يدعو إلى الله وإلى دِينه، صابرًا محتسبًا، واشتد عليه البلاء من قومه، وهمُّوا وفكَّروا في القضاء عليه لمَّا رأوا أنَّ دعوته قبلتها النفوس، وأنَّ مَنْ سمع قوله تأثَّر به، ولما رأوا أنَّ الأوس والخزرج قد بايعوه وسينتقل إليهم؛ خافوا من ذلك، وفكَّروا إما أن يقتلوه أو يخرجوه أو يقيِّدوه - وكلُّ مكرٍ باء بالفشل - واتَّفقوا على قتله وتآمروا، ولكنَّ الله حال بينهم وبين ذلك، جاؤوا لبيته محيطين به، اتَّفقوا على أن يخرج إليه شبابٌ مجموعة من قريش ومفرَّقة من بيوتهم، ليُجهِزوا عليه فيقتلوه، فبنو هاشم يقبلون بالدِّيَة؛ فاتَّفقوا ليلةً على أن يقتلوه، فخرج عليهم، وحثا التُّراب على رؤوسهم وهو يقول: {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} [يس: 9]· وتلك قدرة الله· أمره الله أن يهاجر إلى المدينة بعدما انتشر الإسلام في أهلها، فهاجر وأصحابه إلى المدينة، تلك الهجرة التي انتقل الإسلام بها من حالٍ إلى حال، كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بمكَّة مستضعفًا خائفًا، وفي المدينة عزيزًا كريمًا معظَّمًا، انتقل إلى المدينة لمَّا أصبحت دار إسلام؛ فصارت معقِلاً لأهل الإسلام، وبقيَ فيها عشر سنوات، أكمل الله فيه الدِّين، وأتمَّ به النِّعمة، وفرض عليه الفرائض، وأوجب عليه الواجبات· تلك الهجرة التي انتقل فيها النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه من بلادهم وأموالهم وأهليهم طاعةً لله: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر: 8]· آخَى النبيُّ بين المهاجرين والأنصار، تلك الأخوَّة الصَّادقة المبنيَّة على المحبَّة لله ورسوله: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} [الأنفال: 62-63]· ألَّف بينهم بالإسلام؛ فصاروا بالإسلام إخوانًا متحابِّين متناصرين في ذات الله، مجاهدين في الله حقَّ جهاده ؛ فرضيَ الله عنهم وأرضاهم، وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خيرًا· ولقد عاش المهاجرون والأنصار في غايةٍ من التآلف والمحبَّة لهذا الدِّين ولمحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم، ولمَّا قسَّم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم غنائم حُنَيْن ولم يُعْطِ الأنصار شيئًا، كأنهم وجدوا في أنفسهم، وقالوا: يرحم الله رسول الله، لقد وجد أهله وقومه، فدعاهم وحدهم· ولكنه عليه الصَّلاة والسَّلام قال لهم: (يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلاَّلاً فهداكم الله بي؟! ومتفرِّقين فألَّفكم الله بي؟! وعالةً فأغناكم الله بي؟!· فكلَّما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أمنُّ· قال: أوجدتم عليَّ أن أعطيتُ قومًا أتألَّفُهم في الإسلام؟! المحيا محياكم، والممات مماتكم فصلوات الله وسلامه عليه· تلك الهجرة الصَّادقة التي ألَّف الإيمان فيها بين أولئك القوم، وما كانوا في جاهليَّتهم يتعارفون إلا في ميدان الوَغَى، والبغضاء والعداوة سائدةٌ بينهم، فجاء الله بالإسلام فجمع به القلوب، ووحَّد به الصفَّ، وقد صحَّ عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنّه قال: أفضل الصِّيام بعد رمضان شهرُ الله المحرَّم، وأفضل الصَّلاة بعد الفريضة قيامُ الليل· واليوم العاشر من محرَّم له شأنُه العظيم، ولكن قبل ذلك شهر الله المحرَّم هو مبدأ التَّاريخ الهجريِّ لأمَّة الإسلام، فإنَّ المسلمين في عهد عمر - رضيَ الله عنه - فكَّروا بأيِّ شيءٍ يؤرِّخون كتبهم ويعرفون الأحوال، فاستشار عمر المسلمين في ذلك، فاتَّفق رأيهم على أن الشَّهر المحرَّم هو مبدأ العام الهجري هجرةِ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم لأنَّهم رأوا أنه آخَّر أشهر الحُرُم، فابتدأوا به العام لينتهي العام بشهرٍ حرامٍ - أيضًا - وهو ذو الحجَّة· يوم عاشوراء، اليوم العاشر من هذا الشَّهر له شأنه، فهو يومٌ عظيمٌ من أيَّام الله ، إنَّ الأنبياء كانت تصومه، ولكن صحَّ عندنا صيام نبيَّيْن من أنبياء الله لهذا اليوم، فأولُّهما: صيام موسى بن عمران - كليم الرَّحمن - بهذا اليوم، وثانيهما: صيام سيد الأوَّلين والآخِرين؛ محمد بن عبد الله - صلوات الله وسلامه عليه· الإعجاز :العلمانيون وإبليس وإعجازنا في عالم هذا العصر ضنا العلمانيون تحطيم قواتنا ومن خلال معيشتهم الضنكا أرادوا بها التأثير علينا بكل الوسائل ضغطوا مع إبليس بالاتحاد ضدنا ولم يعلموا بأن الله الذي خلقهم وخلقنا حليفنا باطنا وظاهرا طاقتنا نضيء بها كل ما حولنا وبفضل الحي القيوم يكون ساطعا في كل قارة نورنا لا دويلة ولا قبيلة على الخريطة تراب واحد مهد لأمتنا هكذا تمنى منا المصطفى الذي بكا بالغيب علينا وزعزع قلوب الصحابة الذين تمنوا بالشوق رؤيتنا وسيكون بفضل الله لا محال في الجنة لقاؤنا بصحبة النبي وآله ومع كل من نحبه ويحبنا ربنا لا تؤاخذنا إذا أخطأنا و تسرعنا في رضاك عنا أو نسينا بما علمتنا نحن عبيدك وأنت خالقنا أرق نفسك بنفسك : وتداوى بالطب البديل القرآن شفاء: يقول تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)) (سورة يونس: الآية 57)· إن من نعمة الله علينا أن جعل لكل داء دواء علمه من علمه وجهله من جهله· وجعل لنا من هذه النعم نعمة القرآن فهو الآية المعجزة حتى قيام الساعة، هو حبل الله المتين ونوره المبين الذي أشرقت له الظلمات ورحمته المهداة التي بها صلاح أمر الدنيا والآخرة، لا تفنى عجائبه ولا تختلف دلالاته فهو ذكر ونور ودستور وعلوم وهداية وشفاء وصحة· قال تعالى: ((وَنُنَزِّلُ مِنَ اَلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُومِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا)) (سورة الإسراء: الآية 82)· إعلم أخي / أختي المريض (ة) أن الله عز وجل حين ابتلاك بالمرض ورضيت بقضاء الله وقدره كان ذلك دلالة حب من الله عز وجل لك ليطهرك ويمحص ذنوبك ومؤشراً لمحاسبة نفسك، عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وأن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط) أخرجه الترمذي· تعريفات لفرق دينية أعرفها ولا أتبعها الإباضية: فرقة من الخوارج تنسب إلى عبد الله بن إباض الذي انشق على الخوارج الأكثر تعصبا عام 486 للميلاد· ثارت على الأمويين، وسيطرت فترة من الزمن على اليمن وحضرموت وعمان وانتشرت تعاليمها انتشارا واسعا بين البربر في شمال إفريقيا· ويتواجد الإباضيون اليوم في عمان، في المقام الأول، وفي تونس والجزائر أيضا· لمن كان له قلب :أدع إلى سبيل ربك وكن مفتاحا للخير مغلاقا للشر لا يشك مسلم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الإمام الأول في الدعوة إلى الله، لأن أقواله وأفعاله ميزان للاستقامة، ولكونه المعصوم الوحيد في الأمة الإسلامية، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } [الأحزاب21]· وعن ابن عُيينه قال: ''إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر، فعليه تُعرض الأشياء، على خلقه وسيرته وهديه، فما وفقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل''· ومع هذا فقد وجد كثير من المشركين ممن دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، لم يستجيبوا للدعوة ·· لا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ في دعوتهم، وتعامل معهم بطريقة قاسية أو فضّة أو بسوء أخلاق ·· حاشاه من ذلك، وقد قال الله تعالى فيه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم4]·· بل لكونهم حقت عليهم الضلالة فلا يرغبون في الاستجابة للحق· وهذا يعطي قناعة عند الداعية إلى الله، أن كثير من لا يستجيب لدعوته ليس بسبب سوء تعامله معهم إذا كان ملتزما بالسنة - بل لكونهم متمردون يخترعون الأساليب الغريبة والقذرة للتخلص من الإنكار عليهم· وأكثر من يعاني من هؤلاء الغافلين اليوم هم رجال الدعوة والعلماء الآمرين بالمعروف والناهون عن المنكر· فتفطن يا أخي الداعي إلى الله لهذا واصبر على ما يقولون؛ واثبت على الحق إنك على صراط مستقيم وواصل طريقك وكن مفتاحا للخير مغلاقا للشر· أوائل وأرقام -- أول شيء خلقه الله ···· القلم· -- أول من صنع الصابون ···· سيدنا سليمان عليه السلام· -- أول من وضع النقط على الحروف ···· أبو الأسود الدؤلي· --أول من قال أما بعد ···· سيدنا داوود عليه السلام· -- أول من جمع القرآن ···· علي بن أبي طالب رضي الله عنه· قرآننا شفاؤنا قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (الممتحنة) الله قريب مجيب (اللهم إنا نسألك ألسنة تلهج بذكرك· اللهم إنا نسألك إيمانا كاملا، ويقينا صادقا، وقلبا خاشعا، وعلما نافعا، وعملا صالحا مقبولا عندك يا كريم· اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن) آمين يا قريب يا مجيب· السنة منهاجنا قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلا بَاعَدَ اللَّهُ، بِذَلِكَ الْيَوْمِ، وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)· (صحيح مسلم) وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين قال الإمام سليم عبد السلام بيدي: إن للحسنات علامات يعرف بها المحسن، وإن للسيئات علامات يعرف بها المسيء فللحسنات ضياء في الوجه، ونورا في القلب، وقوة في البدن، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق هذا للمحسن فقط. وإن للسيئة سوادا في الوجه· وظلمة في القلب· ووهنا في البدن· ونقصا في الرزق· وبغضا في قلوب الخلق وذلك للمسيء. فأكثروا من الحسنات وتوقفوا عن السيئات واعملوا ليوم ايوم تبيض وجوه، وتسود وجوه''· .