يقول تعالى: ''يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون'' (العنكبوت 56)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): ''من فر بدينه من أرض إلى أرض، وإن كان شبراً منها وجبت له الجنة وكان رفيقاً لأبيه إبراهيم''، وقد يهاجر المسلم فراراً من ظلم اجتماعي أو اقتصادي لحق به وخشي إن لم يهاجر أن يمتد ذلك الظلم إلى دينه، يقول تعالى: ''والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون'' (النحل 41) وقال تعالى: ''ومن يهاجر في سبيل الله يجدْ في الأرض مراغماً كثيراً وسعة، ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموتُ فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً'' (النساء 100). وروى الإمام أحمد عن أبي يحيى مولى الزبير بن العوام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ''البلاد بلادُ الله والعباد عباد الله، فحيثما أصبت خيراً فأقم.'' وقد توعد القرآن الكريم المسلمين الذين لم يهاجروا إلى المدينة بعد أن هاجر إليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، كما توعد الأعراب الذين آمنوا ولم يهاجروا إلى المدينة حرصاً على أموالهم وديارهم، فقال تعالى: ''إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها، فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً'' (النساء 98). وكانت نتيجة ذلك أن بعض هؤلاء فتن في دينه واضطر إلى إظهار التقية، ولكن هذه التقية كانت جائزة يوم إن لم تكن للإسلام دولة، أما بعد أن هاجر الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة وأقام فيها دولة الإسلام، فلم يعد لهؤلاء عذر، بل وجبت عليهم الهجرة، ولهذا نجد القرآن الكريم لا يفرض على المسلمين ولاية هؤلاء، لأنهم ليسوا أعضاء في المجتمع الإسلامي، وإذا كانت تربطهم بالمسلمين رابطة العقيدة، فإن نصرتهم تكون بناء على طلب منهم، يقول تعالى: ''والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق'' (الأنفال 72). ويتحتم على المسلم أن يهاجر من أرض الشرك إلى أرض الإسلام حينما تقوم الدولة الإسلامية ويتكون المجتمع الإسلامي، والهجرة هنا حسب مقتضيات الحال، إذ أن الهدف هنا تدعيم الدولة الإسلامية الجديدة بقوى بشرية وتقنية وعلمية، ولكن تقدير هذا كله متروك لقادة هذه الدولة، لأن الهجرة العشوائية قد تترك آثاراً سلبية على هذه الدولة فتصبح عقبة في طريق قوتها وانطلاقها. أما الهجرة الشعورية، فتعني اصطلاحاً إنكار ومعاداة كل ما لا يرضي الله أو يخالف شريعة الله، ويظهر المسلم هذا العداء بكل الوسائل الممكنة، بالجوارح أو باللسان أو بالقلب، ويعمل على تغييرها بكل الإمكانات المتاحة، فالرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: ''من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.'' وأساس هذه الهجرة النية، ولهذا يقول المصطفى (صلى الله عليه وسلم): ''إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه''. ومن هذا نرى الشارع الحكيم قد حدد نوعين من الهجرة لا ثالث لهما: هجرة إلى الله، وهجرة لغير الله، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ''الهجرة خصلتان، إحداهما أن تهجر السيئات، والأخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة''· إذا كانت الهجرة المادية تجب في بعض الأحوال، فإن الهجرة الشعورية واجبة على كل حال وفي كل حين، لأنها تتعلق بهجر ما لا يرضي الله تعالى، وهي قائمة إلى أن تقوم الساعة. ورد في صحيح مسلم أن مجاشع بن مسعود السلمي قال: جئتُ بأخي أبي معبد إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد الفتح، فقلت: يا رسول الله بايعه على الهجرة. فقال (صلى الله عليه وسلم): ''قد مضت الهجرةُ بأهلها'' قال مجاشع: فبأي شيء تبايعه؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ''على الإسلام والجهاد والخير''. ويقول (صلى الله عليه وسلم): ''لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها''. أما قوله (صلى الله عليه وسلم): ''لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية''و فالمراد بها هنا أن لا هجرة واجبة بعد الفتح، وقد زاد مسلم ''وإذا استنفرتم فانفروا''، أرق نفسك بنفسك وتداوى بالطب البديل القيم الغذائية للتمر (الرطب) اختص الله الرطب بفضائل كثيرة حيث أنها مصدر خير وبركة، وأشارت الآيات القرآنية إلى ما للرطب من منزلة عالية·· أذكر منها: قال تعالى {وهزي إليك بجذع النخل تساقط عليك رطباً جنيا} (سورة مريم: 25)· وقد جاء ذكر التمر في السنة النبوية، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله: (بيت ليس فيه تمر جياع أهله) (صحيح البخاري) ·والاقتصار على الرطب عند الإفطار له فائدة طبية، وهي ورود الغذاء إلى المعدة بالتدرج حتى تتهيأ للطعام بعد ذلك، قال ابن القيم رحمه الله تعالى (وفي فطر النبي من الصوم على الرطب أو على التمر أو الماء تدبير لطيف جداً، فإن الصوم يخلي المعدة من الغذاء، فلا تجد الكبد فيها ما تجذبه وترسله إلى القوى والأعضاء والحلو أسرع شيء وصلاً إلى الكبد وأحبه إليه لا سيما إن كان رطباً، فيشتد قبولها له)· وذكر ابن القيم في كتاب ''زاد المعاد'' أن الرطب يقوي المعدة الباردة ويوافقها ويخصب البدن، وهو من أعظم الفواكه وأنفعها، وهو سيد الفواكه، ومقو للكبد، ملين للطبع، وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن، وأكله على الريق يقتل الدود، فإنه مع حرارته فيه قوة ترياقية فإذا أديم أكله على الريق خفف مادة الدود وأضعفه وقلله، وهو فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى· لمن كان له قلب كيف ترق قلوبنا؟ إخواني في الله: إن رقة القلوب وخشوعها وانكسارها لخالقها وبارئها منحة من الرحمن وعطية من الديان تستوجب العفو والغفران، وتكون حرزا مكينا وحصنا حصينا مكينا من الغي والعصيان. ما رق قلب لله عز وجل إلا كان صاحبه سابقا إلى الخيرات مشمرا في الطاعات والمرضاة. ما رق قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبة الله، فما ذُكّر إلا تذكر، ولا بُصّر إلا تبصر. ما دخلت الرقة إلى القلب إلا وجدته مطمئنا بذكر الله يلهج لسانه بشكره والثناء عليه سبحانه وتعالى. وما رق قلب لله عز وجل إلا وجدت صاحبه أبعد ما يكون عن معاصي الله عز وجل، فالقلب الرقيق قلب ذليل أمام عظمة الله وبطش الله تبارك وتعالى. ما انتزعه داعي الشيطان إلا وانكسر خوفا وخشية للرحمن سبحانه وتعالى. ولا جاءه داعي الغي والهوى إلا رعدت فرائص ذلك القلب من خشية المليك سبحانه وتعالى. القلب الرقيق صاحبه صدّيق وأي صدّيق. القلب الرقيق رفيق ونعم الرفيق: ولكن من الذي يهب رقة القلوب وانكسارها؟ ومن الذي يتفضل بخشوعها وإنابتها إلى ربها؟ من الذي إذا شاء قلَبَ هذا القلب فأصبح أرق ما يكون لذكر الله عز وجل، وأخشع ما يكون لآياته وعظاته؟ من هو؟ سبحانه لا إله إلا هو، القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، فتجد العبد أقسى ما يكون قلب، ولكن يأبى الله إلا رحمته، ويأبى الله إلا حلمه وجوده وكرمه. حتى تأتي تلك اللحظة العجيبة التي يتغلغل فيها الإيمان إلى سويداء ذلك القلب بعد أن أذن الله تعالى أن يصطفى ويجتبى صاحب ذلك القلب. فلا إله إلا الله، من ديوان الشقاء إلى ديوان السعادة، ومن أهل القسوة إلى أهل الرقة بعد أن كان فظا جافيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه، إذا به يتوجه إلى الله بقلبه وقالبه. إذا بذلك القلب الذي كان جريئا على حدود الله عز وجل وكانت جوارحه تتبعه في تلك الجرأة إذا به في لحظة واحدة يتغير حاله، وتحسن عاقبته ومآله، يتغير لكي يصبح متبصرا يعرف أين يضع الخطوة في مسيره. تعريفات لفرق دينية إعرفها ولا تتبعها الدروز: فرقة إسلامية في سوريا ولبنان تؤمن بإمامة الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله· أسسها حمزة بن علي في القرن الحادي عشر للميلاد في عهد الخليفة الحاكم والدروز يؤمنون بتناسخ الأرواح، أي بانتقالها عند الوفاة من إنسان إلى إنسان آخر (رجلا رجلا وامرأة امرأة)، ويذهبون إلى القول بأن الغرض من هذا التناسخ هو تطهير النفوس من ذنوبها السابقة· وقد اشتهروا عبر تاريخهم الطويل بالنخوة والإباء والشجاعة والعفة والرصانة· وهم ينسبون إلى الداعية الفاطمي محمد بن إسماعيل الدرزي المتوفى عام 1019م، ولكنهم لا يرتاحون كثيرا إلى هذه النسبة بل يؤثرون أن يعرفوا ب ''الموحدين''· وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين قال شعيا بومان (كاتب يهودي) يصيح في هلع وفَزع: ''إن على أوربا أن تظل خائفة من الإسلام، ذلك الدين الذي ظهر في مكة، لم يضعف من الناحية العددية، بل هو في ازدياد واتساع، ثم إن الإسلام ليس ديناً فحسب، بل إن من أهم أركانه الجهاد، وهذا ما يجب أن تتنبه له أوربا جيدًا''· أوائل وأرقام -- أول من أمر باستخدام التقويم الهجري·· الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) -- أول مسجد وضع للناس·· هو المسجد الحرام بمكة· -- أول من فتق لسانه بالعربية المبينة·· هو إسماعيل (عليه السلام)· -- أول من أذن في الإسلام·· هو بلال بن رباح· -- أول من عرف الأبجدية واستخدمها·· هم قدماء المصريين· قرآننا شفاؤنا قال تعالى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى · الله قريب مجيب (اللهم إنا نعوذ بك من غضبك وعقابك وشر عبادك ومن همزات الشياطين وأن يحضرون· وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، واجعلنا من عبادك الصالحين، وارزقنا جوار نبينا محمد والشرب من نهر الكوثر) آمين يا قريب يا مجيب· السنة منهاجنا قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: (من غسَّل مسلما فكتم عليه غفر الله له أربعين مرَّة، ومن حفر له فَأَجَنَّهُ أُجْرِىَ عليه كأجر مَسْكَنٍ أَسْكَنَهُ إياه إلى يوم القيامة، ومن كَفَنَّهُ كَسَاهُ الله يوم القيامة من سُنْدُسِ وَإِسْتَبْرَقِ الجنة) (رواه الحاكم والبيهقي والطبراني)·