الآن، وبعد أن تكلَّمنا عن شهادة لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله وعن الصلاة، وبعد أن عرفنا بعض ما ينطوي تحتها من معان ننتقل إلى الكلام عن الزكاة التي أشار إليها حديث ''بني الإسلام على خمس..'' في قوله (صلى الله عليه وسلم) ''وإيتاء الزكاة'' فنقول: الزكاة: تعني الطهارة لغة وتعني الكمال.. يقال زكى الطعام أي أصبح طيباً لذيذاً خالياً من الشوائب والنقص.. وبالزكاة تطيب النفس والجسد والحياة، ويهنأ المجتمع ويبلغ ما يصبو إليه من الكمال كما يسمو ويخلص من الفقر والحرمان والصفات المنحطة كالحقد والبغض والألم والشكوى ويهنأ بالعيش في ظلال المحبة والتعاون والفلاح، فمن هذا الحديث الشريف يتبيّن أن الزكاة هي إحدى دعائم بناء الإسلام الشامخ التي دونها سينهار البناء كله، حيث أن الصحابة الكرام قاتلوا المرتدين الممتنعين عن تأدية الزكاة ولم ترد في القرآن آية عن إقام الصلاة إلا ورافقتها آية عن إيتاء الزكاة، إذ أن قيام الصلاة أي صلة النفس بربها لا تنعقد ولا تتم إلا بتأدية الزكاة؟ إن الزكاة هي تأدية المال الذي هو أثمن شيء على النفس لأنه مادة الشهوات من أجل التقرب من الله، فيكون المزكِّي قد قدَّم عرض الدنيا ابتغاء الآخرة وابتغاء مرضاة الله والتقرب زلفى إليه. والنفس تتبع عملها. وقال سيدنا عيسى (عليه السلام): ''قلبك حيث تضع كنزك فضع كنزك في السماء''. فبتقديمنا للزكاة لإرضاء الله في الإحسان لمخلوقاته إذ أنه تعالى غنيٌّ عنَّا وعن أموالنا ولكنه لا يطلب منا إلا المودَّة في القربى، وبهذا يتم رضاه عنَّا وتصبح نفوسنا واثقة من إحسانها فتقبل على ربها وتطهر بإقبالها المبني على عملها، إذ حين تقبل على الله واثقة من إحسانها يسري النور الإلهي إلى مواضع الشهوات المنحطة في النفس، فيطهِّرها من جرثومها الذي يقضُّ مضجعها ويحط من قدرها عند الله وعند الناس فتخلو النفس من شوائبها السيئة وأدرانها وتشفى بنور ربها ويصبح إناؤها مفتوحاً لتنصب فيه الكمالات الإلهية ويغدو الإنسان إنساناً حقاً وقد امتلأ قلبه بالرحمة الإلهية والعطف على الخلق والإحسان للناس كافة كل بحسب ما يناسبه· وبانعقاد صلتها مع ربها لا تخشى في الحق لومة لائم وتكتسي بوشاح الفضيلة والرحمة والشجاعة والكرم وكافة الصفات العليّة وتكتسب عمرها الثمين وتضحى أهلاً لرعاية إخوانها في الإنسانية، فيرفع الله شأنها في الدنيا لتكسبها مطيّة للتقرب زلفى إليه وفي الآخرة يكون بما قدمه من الفائزين المقرَّبين. إنَّه لمن المسلَّم به من وجهة النظر الإسلامية أنه لا يجوز أبداً إذلال الفقراء من المؤمنين مهما بلغت بهم الفاقة والعوز. إذا فكيف يتسنَّى أن نسد عوزهم ونعمل على إسعادهم دون المساس بكرامتهم وعزَّتهم ودون إذلالهم حافظين لهم كرامتهم وعزتهم والمؤمن عزيز لا يجوز إذلاله لقيم مادية، لذا فإن توزيع الزكاة على الفقراء من المؤمنين لا ينبغي أن يتم ويدهم سفلى ويد الغني المترف هي العليا، أي ينبغي أن يتم العطاء بنظام صارم في الدقة تماماً كنظام الكون الذي يسيّره الله بنظام صارم في الدقة أيضاً. فالكون والخلق يجريان بنظام بديع ناجح يدعو إلى الإعجاب والتقدير وبديمومة لا تتناقص أو تضعف على كر الدهور ومرّ الأجيال، وهكذا يقتضي أن يكون توزيع الزكاة كما أرادها وأمر بها الله. لمن كان له قلب صبر جميل أيها الإنسان الصبر قلعة حصينة لا يقتحمها جيش ولا يدخلها عدو، والصبر قبض على الجمر، الصبر زاد لا ينفد ومعين لا ينضب وصاحب لا يمل. إن الصبر مسلات للهموم ومسرة للغموم وروح للمنهك وعزاء للمصاب. إذا كان معك الصبر فلا عليك من عدد العدو وعتاده لقول الشاعر: تنكر لي خصمي ولم يدري أنني * * أعز وأحدث الزمان تهون فبات يريني الخصم كيف عتوه* * وبت أريه الصبر كيف يكون من أضجت قلبه الأزمات فدواؤه الصبر؛ ومن أدمت عينه النكبات فضمادها الصبر. تأتي الكريات ظلمات بعضها فوق بعض عاصفة ناسفة قاصفة فيأتي الصبر فيكشفها. يوم لا قريب يواسي ولا صديق يعزي ولا صاحب يتفجع، ينوب الصبر عن الجميع، والصبر الجميل سكون للقضاء واطمئنان للعاقبة، وانتظار للفرج واحتساب للأجر . والصبر الغير جميل تحمل مع أنين، وتجلد مع تكلف، وتصبر بلا تجمل. ولكن الصبر الجميل هو حمل المصيبة بصمت، وتلقي الفاجعة بسكون، وتقبل الصدمة برضا. ومما يعين على الصبر الجميل اعتقاد فساد الحيلة في دفع القدر، وصحة العاقبة لمن احتسب وصبر والنظر فيما بقيم الخلف في النفس والولد، وما غير ذلك، قال وزير شهير كبير عزل ثم صودر ثم حوسب ثم سجن ثم قتل فلما خرجوا به إلى ساحة الإعدام انشد يقول: * فمن كان عني سائلا بشماتة... ومن كان عني شامتا غير سائل * أظهرت مني الخطوب ابن حرة... صبورا على أهوال تلك الزلازل الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فمن لا رأس له لاجسد له، ومن لا صبر له لا إيمان له. وهذا شاعر يفجع بأبنائه السبعة يموتون مرة واحدة فهاهو ذا يصبر لصروف القدر وأنشد قائلا: وتجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع· فهو الصمود والإصرارو السرور بالقضاء. فالطاعة لابد لها من الصبر والمعصية كذلك، فبالصبر لا تجد المعصية إلى القلب سبيلا، فيهزم شيطانها ويخس إبليسها، وبعدم الصبر تقع النفس في الخطيات وتتدنس الروح في أوحال الذنوب. ويوم يحضر الصبر عند المصيبة تصبح الخسائر أرباحا والمغارم مغانم، والأتراح أفراحا فمن أراد الحياة بغير صبر فقد أرادها على غير طبيعتها ورآها على غير صورتها. فالصابر يعيش بصبره في نعيم والجازع يعيش بجزعه في جحيم سجن الصابر جنة وبليته عطية ومحنته منحة وقدوتنا في ذلك الرسل عليهم أفضل وأزكى السلام وأعلاهم في ذلك نبينا عليه أفضل السلام وأزكى التسليم على مختلف أنواع الصبر، فقد صبر على فقد الولد وصبر على فراق الوطن وصبر على الأذى في السمعة والخلق والزوجة والصديق والرسالة والمنهج وصبر على شماتة العدو ونيل الحاسد وتشفي الحاقد وتألب الخصوم وصولة الباطل وقلة الناصر وصبر على شظافة العيش وحرارة الجوع، ومرارة الفراق والفاقة. وصبر عليه السلام على بطر الأغنياء، وزهو الكبراء، وشراسة الأدعياء، وجلافة الأعراب، وصلف الجاهل، وسوء أدبهم . صبر عليه السلام على خيانات اليهود، ومراوغة المنافقين، ومجابهة الكافرين، وبطء إجابة المدعوين، ثم صبر على فرج الفتح، وسرور الانتصار، وإقبال الدنيا، وإدعان الملوك، واستسلام الجبابرة، ودخول الناس في دين الله أفواجا. وصبر على سكنى بيت الطين، وعلى أكل الشعير، وعلى افتراش الحصير، وعلى لبس الصوف. الأب مات ولم يره، والأم توفيت ولم تتم رضاعته، والجد فارق الدنيا ولم يحطه برعاية... أنس بالمدينة فنغص المنافقون أنسه، استبشر بالنصر في بدر فاسر عته غصة الألم في أحد، أزهر وجهه كالقمر ليلة البدر فشج بالسهام، وتلالات أسنانه كالبرد فكسرت ثنيته في المعركة، سبقت ناقته الإبل فسبقها أعرابي على قعود، ليبقى أجره في الآخرة موفورا وسعيه عند ربه مشكورا، وليبقى وليه ومعبوده مسرورا، واستحق ذلك لأنه صبر فله الزلفى، وتمام الرفعة والمنزلة وله المقام المحمود والحوض المورود، واللواء المعقود، لأنه صبر وله الشفاعة، والخطاب، والقرب، والحضوة، لأنه صبر. كذبوه، شتموه، أذوه، فنزل قوله تعالى: ''فاصبر على ما يقولون )طه. حاربوه، شردوه، طاردوه، قاتلوه فنزل): ''واصبر وما صبرك إلا بالله''. هجروه أعرضوا عنه ووقفوا في طريقه فنزل: ''فاصبر صبرا جميلا )طال عليه المدى، ترقب النصر، كثر العدو، تزاحمت عليه النكبات، فنزل): فاصبر إن وعد الله حق (الروم 60)· رد عليه قومه بأفظع جواب، وأبشع خطب، وأقبح مواجهة ، فنزل: ''فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل'' )الأحقاف 35). فهذا هو صبره عليه الصلاة والسلام، فقد صبر صبرا جميلا في كل المقامات، فقد صبر في رضاه، وغضبه، وسلمه، وحربه، وغناه، وفقره، فصار أمام الصابرين بحق وجدارة وقدوة الشاكرين في سلوكه وأفعاله. فاللهم ثبتنا على سنته، ووفقنا لسيرته، وانصر بنا دعوته، وأختم بنا رسالته وأقم بنا حجته. أرق نفسك بنفسك وتداوى بالطب البديل الرقية الشرعية بالفاتحة والأسماء الحسنى بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، آمين. هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن. الرحيم. الملك. القدوس· السلام. المؤمن. المهيمن. العزيز. الجبار. المتكبر. الخالق. الباري المصور. الغفار. القهار· الوهاب. الرزاق. الفتاح. العليم القابض· الباسط. الخافض. الرافع. المعز· المذل. السميع. البصير· الحكيم. العدل. الطيف. الخبير. الحليم. العظيم. الغفور. الشكور. العلي. الكبير. الحفيظ. المقيت. الحسيب. الجليل. الكريم. الرقيب. المجيد. الواسع. الحكيم. الودود. المجيد. الباعث. الشهيد. الحق. الوكيل. القوي. المتين. الولي. الحميد. المحصي· المبدي. المعي· القادر. المقدر. المقدم. المؤخر. الأول الآخر. الظاهر. الباطن. الوالي. المتعال. البر· التواب. المنتقم. العفو. الرؤوف. مالك الملك. ذو الجلال والإكرام. الجامع. المقسط. الغني المغني. المانع. النافع. الضار. النور. الهادي البديع. الباقي· الوارث. الرشيد. الصبور. اللهم أنت حي لا تموت وخالق لا تغلب وأبدي لا تنفذ وقريب لا تبعد وغافر لا تظلم وصمد لا تطعم وقيوم لا تنام ومجيب لا تسام وجبار لا تقهر وعظيم لا ترام وعالم لا تعلم وقوي لا تضعف وعالم لا توصف ووفي لا تخلف وعدل لا تخيف وغني لا تفتقر وحليم لا تجور ومنيع لا تقهر ومعروف لا تنكر وجواد لا تبخل وعزيز لا تزل وحافظ لا تغفل وقائم لا تنام ومحتجب لا ترى ودائم لا تفنى وباقي لا تبلى وواحد لا تشبه ومقدر لا تنازع . ··· تابع بخشوع أوائل وأرقام -- سور متجانسة مثل : الفاتحة - ترتيبها (1)، وآياتها (7) فردي-فردي. البقرة - ترتيبها (2)، وآياتها (286) زوجي-زوجي. النساء - ترتيبها (4) وآياتها (176) زوجي-زوجي. وسور غير متجانسة مثل: آل عمران- ترتيبها (3)، وآياتها (200) فردي-زوجي. المائدة- ترتيبها (5)، وآياتها (120) فردي-زوجي· الأنعام- ترتيبها (6)، وآياتها (165) زوجي-فردي. والآن: إذا قمنا بجمع أرقام ترتيب السور المتجانسة، وأضفنا إليها عدد آياتها، فسنجد أن حاصل الجمع هو (6236) وهذا هو مجموع آيات القرآن الكريم· شخصيات لها تاريخ عمر الخيام 1122-1048 شاعر ورياضي وعالم فلك فارسي· حل عددا من المعادلات الجبرية المعقدة وأصلح التقويم الفارسي بطلب من السلطان ملكشاه السلجوقي· اشتهر بمجموعته الشعرية ''الرباعيات'' التي ترجمت إلى كثير من لغات العالم وتظهر إيمانه بالحتمية ودعوته الناس إلى النهل من معين اللذات قبل أن يعتصر الثرى أجسادهم· قرآننا شفاؤنا قال الله تعالى: ''يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)'' (سورة البقرة)· السنة منهاجنا قال حبيبنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم): ''من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره (رواه مسلم): وقال: ''إن أمتي يدعون يوم القيامة غرّا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل'' (متفق عليه)· الله قريب مجيب الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور االحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكرهب من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولاحول ولاقوة إلا باللهب ثم قال: اللهم اغفر لي'' (آمين يا قريب يا مجيب)·