يعاني قرابة مليون تلميذ في مختلف الأطوار التعليمية الثلاثة من مرض السكري، أي نسبة فاقت 1,07 بالمائة من العدد الإجمالي للتلاميذ، فيما حددت أكبر نسبة من التلاميذ المصابين بهذا المرض في الطور الابتدائي، خاصة في ظل انعدام وحدات الكشف والمتابعة، ما دفع أولياء التلاميذ إلى دق ناقوس الخطر جراء الارتفاع المستمر لعدد التلاميذ المصابين بمرض السكري. أحصت، مؤخرا، الجمعية الوطنية للأطفال أزيد من 856 ألف تلميذ مصاب بمرض السكري في مختلف المؤسسات التربوية عبر الوطن، أي ما يعادل نسبة 1,07 بالمائة من مجموع التلاميذ الذي يفوق 8 ملايين تلميذ. وكشف مصدر مسؤول بالقطاع ل ''الجزائر نيوز''، أن الإحصائيات الأخيرة التي قامت بها الجمعية الوطنية للأطفال، شملت كافة المؤسسات التربوية عبر الوطن لمعرفة عدد التلاميذ المصابين بمرض السكري، وأشار إلى أن الإحصائيات التي قدمتها هذه الأخيرة كشفت عن التلاميذ المصابين بهذا المرض ومؤسساتهم التي على علم بإصابتهم بهذا المرض، وأضاف المصدر ذاته إن العدد الكبير من التلاميذ المصابين بمرض السكري يتواجدون في الطور الابتدائي، وكشفت الإحصائيات عن وجود تلاميذ لا يعلم أولياءهم بإصابتهم بمرض السكري، وهو ما يصعب على المعلمين كيفية التعامل معهم عند حدوث أي أزمة للطفل. وأكدت الجمعية في تقريرها على انعدام وحدات الكشف والمتابعة الطبية للتلاميذ في الطور الابتدائي، عكس الطورين المتوسط والثانوي، وأشارت إلى أن انعدام تلك الوحدات صعبت من مهمة المعلمين، الذين يجدون صعوبة في التعامل مع التلميذ المصاب، سواء بمرض السكري أو بأمراض مزمنة أخرى. من جانب آخر، كشفت الجمعية عن انعدام الرعاية النفسية للتلاميذ المرضى في كافة الأطوار التعليمية الثلاثة، مما أدى -حسبها- إلى هروب العشرات من التلاميذ من أقسام الدراسة، خاصة بعد شعورهم بالنقص، وبالتالي الوحدة داخل القسم والانعزال عن باقي زملائهم. وأشار تقرير الجمعية إلى أن مشاكل التلاميذ المصابين بمرض السكري تتوقف على من يتابع حالتهم الصحية في المؤسسة التربوية، حيث يضطر أولياء بعض التلاميذ للتنقل إلى المدرسة لقياس نسبة السكر في الدم لأبنائهم في فترة الاستراحة، خاصة في الابتدائي. من جانبه، دق رئيس الإتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ أحمد خالد، ناقوس الخطر حول ارتفاع عدد التلاميذ المصابين بداء السكري، الذي يعرف ارتفاعا مستمرا، حسب تقرير الجمعية، مشيرا إلى أن التكفل الصحي بالتلاميذ المرضى غير كافٍ، ومنعدم تماما في الطور الابتدائي، علما أن النسبة الأكبر من المرضى توجد في ذلك الطور. وأوضح خالد أن انعدام وحدات الكشف والمتابعة الصحية، صعبت من مهمة المعلمين، خاصة وأن معظمهم لا يطلعون على الدفتر الصحي للتلميذ مع بداية السنة الدراسية، مشيرا إلى أن هناك بعض التلاميذ من أغمي عليهم داخل حجرات الدراسة، لكن المعلم لم يكن على علم بإصابتهم بمرض السكري، إضافة إلى أن بعض التلاميذ لديه مشكلة التبول كل ساعة، وهو ما يجعل المعلم لا يقدر مدى حالة التلميذ، إضافة إلى مشكلة الأكل. وشدد المتحدث على ضرورة إلزام المعلمين بالاطلاع على الدفتر الصحي للتلاميذ مع بداية كل سنة دراسية، إضافة إلى التكفل النفسي بهم، وإعلام الأولياء بكيفية التعامل مع أبنائهم.