بثقة عالية تحدث حسان عسوس، محافظ مهرجان مسرح سيدي بلعباس عن العرس الثقافي والمسرحي الذي تعرفه المدينة ككل سنة، كاشفا في الوقت ذاته عن بعض الأسباب الذي جعلت من المهرجان يحظى بشعبية واسعة ونجاح كبير، كما تحدث عسوس عن العلاقة التي تربط الجمهور بالمسرح بالمدينة. تحيي اليوم مدينة سيدي بلعباس، عرسها المسرحي ككل سنة.فكيف يمكن أن تحدثنا عن هذا المهرجان في دورته السادسة وما الشيء الذي مميزه عن باقي الطبعات السابقة ؟ بالفعل، مدينة سيدي بلعباس، تعيش هذه الأيام الممتدة من 08 إلى غاية 14 من الشهر الجاري، عرسا ثقافيا كبيرا بمشاركة العديد من الفرق المسرحية القادمة من مختلف ربوع الوطن، دون أن ننسى فرق مسرحية أخرى أبت أن تشاركنا هذه الإحتفالية التي ستعطيها بالمستقبل نفس جديد لمواصلة المشوار في عملية الإبداع المسرحي، فمهرجان بلعباس هذه السنة، لا يختلف كثيرا عن الدورات السابقة، حيث أن إدارة المهرجان تسير على نفس وتيرة التنظيم لكن بلمسات ونفس جديد يعتمد على مقاييس علمية وكذا أصول حقيقية التي يرتكز عليها المسرح العالمي، لكن هذا لا يمنع أن إدارة المهرجان ستثمن كل شيء جميل يقدم على الركح لخلق الجمالية والفرجة الممتعة للحضور. أما الشيء المميز خلال أيام المهرجان لهذه السنة هو أن المنافسة ستكون شرسة بمشاركة أقوى العروض التي ستحرص على تقديم الأجود على الخشبة، حيث الفرق القادمة من أقصى الجنوب إلى أقصى الغرب ستعمل جاهدة للظفر باللقب والحصول على التأشيرة للوصول إلى طريق مسرح بشطارزي، وعليه فهذه المنافسة ستجعل من الجمهور يعيش حالة من المد والجزر لاكتشاف النوعية خاصة وأن المهرجان سيعزز بتقديم عرضين في اليوم، إلى جانب ذلك، فإن المهرجان في دورته السادسة سيتخلله يوم دراسي سيتناول موضوعه محور الدورة '' تسيير المنتوج المسرحي'' وسيشرف عليه المسرحي مراد سنوسي. يشهد مهرجان المسرح هذه السنة، مشاركة تسع فرق مسرحية فعلى أي أساس تم الإختيار؟ هذا صحيح، فقد شاركت تسع فرق مسرحية قادمة من مختلف أنحاء الوطن، فهذه الأخيرة ستقدم الأفضل على الركح للظفر بتأشيرة الفوز كما سبق لي الحديث، لكن هذا لا يمنع أن الفرق التي لا يحالفها الحظ أنها ضعيفة، أما فيما يخص الطريقة التي تم على أساسها اختيار الفرق للمشاركة في مهرجان مسرح بلعباس، فإنها هي الأخرى تعتمد على مقاييس دقيقة للمسرح، وهذا بعد أن استقبلت إدارة المهرجان 16 فرقة مسرحية وتم تحويل أعمالها إلى لجنة التحكيم وبعد الدراسة الدقيقة تم اختيار تسع فرق من ضمن العدد المذكور. خاصة وبعد التقييم ظهرت أنها تتمتع بحضورها القوي وكذا مواضيعها الجيدة في قضية الطرح، فما أتمناه كمحافظ المهرجان حظ طيب للجميع وفرجة مفيدة للجمهور. كم بلغت ميزانية المهرجان، وهل كانت كافية لتقديم مهرجان بحجم مهرجان مسرح سيدي بلعباس؟ لا يمكنني الإفصاح عن حجم الميزانية لا جملة ولا تفصيلا، وهذا يرجع إلى شروط وزارة الثقافة التي فضلت عدم الكشف عن ذلك ولا أدري ماهي الأسباب؟ لكن يمكنني القول، أن الميزانية كانت كافية لبعث مهرجان المسرح ككل سنة دون أن أنسى مسرح الجهوي لمدينة سيدي بلعباس أنه عرف مؤخرا أشغال ترميم كبيرة شملت العديد من جوانبه. ماهي توقعاتكم لمهرجان المسرح في دورته السادسة هذه السنة؟ بما أن الفرق المشاركة تعد من أقوى الفرق في تقديم العروض الجيدة على الركح، فإنني أضمن نصف النجاح ككل مرة، أما الجانب الآخر من النجاح، فإن الجمهور العباسي من الجماهير القليلة التي تحظى بسياسة ثقافية واسعة المفهوم تجاه الخشبة، حيث تحترم المسرح والمسرحي على حد سواء وهو على الركح ويتجلى ذلك من خلال التفاعل والتجاوب وهذا الشيء قد لا نجده في المسارح الأخرى، وكمدير مسرح جهوي للمدينة، فإنني أعتز بذلك وكما هو معروف فإن العباسيين كثيرا ما يقدرون الفن الراقي والأصيل.