يأتي الاحتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة وحرية التعبير، المصادف ل 3 ماي من كل سنة، على وقع تبعات ''الربيع العربي'' في البلدان التي أحدثت فيها الثورات تغيرات جذرية في بنيتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية· وفي الجزائر، ما يزال الشارع يتذوق نكهات قنوات تلفزيونية خاصة، انفتحت بمجرد اشتمامها رائحة ''الانفتاح قطاع السمعي البصري''· في مثل هذا اليوم، وجه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في 3 ماي 2011 رسالة إلى الصحافة الجزائرية، ضمنها مجموعة من التأكيدات على إرادة الدولة في تحسين ظروف عمل الإعلاميين، إذ قال السنة الفارطة إنه كلف الحكومة ''بتعجيل عمل ورشة التعديلات القانونية والتنظيمية وبخاصة مراجعة القانون العضوي المتضمن قانون الإعلام وبالمبادرة بالقوانين التي تؤمن تأطيرا قانونيا يتساوق والمرحلة الراهنة''، إلا أن الواقع المهني يقول إن القانون المصادق عليه في جانفي 2012 فاقد للفعالية· كما كتب الرئيس للصحافة يقول لها: ''ينبغي أن يكون إطار التشاور مع المهنة ومع المجتمع المدني على أوسع ما يكون بغية الوصول إلى توافق مسبق حول المسائل الأساسية بما فيها تنصيب الهيئات المنوط بها ضبط قطاع الاتصال''، إلا أن الجزائريين ما زالوا يفقدون لحلقات الاتصال، وما زال المجتمع المدني عاجزا عن التعبير عن رأيه وموقفه من خلال منابر إعلامية خاصة به· الصحفي الجزائري في عيده العالمي، جزء لا يتجزأ من القوة العاملة الوطنية التي تفتقد لظروف عمل لائقة، حقه في الحماية وفي الترقية· في الثالث ماي، تبحث الصحافة الجزائرية عن منافذ ''سهلة'' لمصادر الخبر، ورغم تأكيد رئيس الجمهورية على إرساء ''استراتيجية تؤمن للصحافيين ممارسة مهاهم الوصول إلى مصادر الخبر''، إلا أن الاتصال المؤسساتي يبقى بدائيا ومزاجيا تحكمه إرادات أشخاص وليس مؤسسات· وفي انتظار توسيع سياسة التكوين لتشمل كل المؤسسات الخاصة والعمومية، يبقى الوصول إلى الخبرات الأجنبية ضربا من ''الحلم'' الممكن للبعض فقط· يبدو أن الشارع الجزائري يتنفس الصعداء بظهور القنوات التلفزيونية الجديدة، المنبثقة أصلا من تجارب في الصحافة المكتوبة، ولعل الصور الأولية التي تبثها هذه الجهات، هناك من دول بعيدة، بحاجة إلى تحليل لمضمونها، قراءة جادة في غايتها، وهل ستؤمّن للجزائريين الخدمة العمومية في الجهة الشرقية من الجزائر، تونس تحديدا، ترفع منظمة اليونسكو شعار ''الأصوات الجديدة، إسهام حرية الإعلام في تحويل المجتمعات''، وسيتسلم الناشط الصحفي الأذربجاني عين الله فاتواللاييف، جائزة اليونسكو - غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة للعام 2012 من يد المديرة العامة إيرينا بوكوفا، التي كتبت بالمناسبة تقول: ''بينت رياح التغيير في العالم العربي إلى أي مدى تزداد التطلعات إلى الحقوق قوة عندما تجتمع على دعمها وسائل الإعلام الجديدة والتقليدية· وتنبئ حرية وسائل الإعلام المكتشفة حديثا بتحويل المجتمعات من خلال زيادة الشفافية والمساءلة· كما أنها تفتح سبلاً جديدةً للاتصال وتبادل المعلومات والمعارف· وأخذت ترتفع أصوات جديدة وقوية، يطلقها الشباب بوجه خاص، في الأماكن التي كانوا فيها صامتين من قبل''·