قتل شرطيان وأصيب 6 آخرون من بينهم مدنيين، مساء أول أمس الجمعة، في هجوم إرهابي شنته مجموعة إرهابية على مقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية ببلدية واسيف، الواقعة على بعد 30 كم جنوب مدينة تيزي وزو، الذي استعملت فيه قذائف الهبهاب، وكذا الأسلحة النارية المتنوعة. حسبما أفاد به شهود عيان ل''الجزائر نيوز''، فإن العملية الإرهابية وقعت بحدود الساعة الثامنة مساء، حيث قامت عناصر الجماعة الإرهابية التي لا يقل عددها عن 50 إرهابيا بمحاصرة مقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية، من إحدى المرتفعات الغابية المتواجدة بالمنطقة. وكشفت مصادرنا أن الجماعة الإرهابية قبل بضع دقائق من تنفيذ هجومها أقدمت على قطع التيار الكهربائي عن مدينة واسيف، لتقوم بعدها بمهاجمة مقر الشرطة باستعمال السلاح الثقيل من نوع الهبهاب متبوعا بإطلاق وابل من الرصاص باستخدام مختلف الأسلحة النارية، وكذا القنابل المسيلة للدموع، لتدخل بعدها عناصر قوات الأمن المتواجدة داخل المقر في اشتباك عنيف مع الإرهابيين محاولة بذلك التصدي للهجوم الذي دام لأكثر من ساعتين من الزمن. وفي السياق نفسه، ذكرت مصادرنا أن إمدادات قوات الأمن المشكلة من أفراد فرقة الدرك الوطني، وكذا الجيش الوطني الشعبي التابعة لدائرة واسيف، وصلت إلى مقر الشرطة المستهدف بعد مرور نصف ساعة فقط من بدء الهجوم، لتنقسم بعدها العناصر الإرهابية إلى قسمين، الأول دخل في اشتباك مع قوات الدرك والجيش، في حين واصل الطرف الثاني هجومه على مقر الشرطة، ليلوذ بعدها الإرهابيون بالفرار نحو جهة مجهولة مباشرة بعد وصول التعزيزات الأمنية الأخرى المتكونة من أفراد الجيش التي تنقلت إلى مكان الاشتباك وقامت بدورها بالرد على الإرهابيين عن طريق قصف مكان تمركزهم. هذا، وأسفرت العملية على مقتل شرطيين وإصابة 6 آخرين من بينهم مواطنان يقطنان بالقرب من مكان الحادثة بجروح متفاونة الخطورة. من جهة أخرى، أكدت مصادر أمنية مطلعة أن الإرهابيين الذين استغلوا إحدى مرتفعات المنطقة التي تتميز بتضاريسها الجبلية الصعبة لتنفيذ هجومها، حاولت من خلاله الاستحواذ على الأسلحة المتواجدة بمقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية، إلا أن التعزيزات الأمنية التي تنقلت إلى عين المكان تمكنت من إجهاض المخطط الإرهابي. هذا، ولم تستبعد مصادر أمنية أخرى، أن العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حاولت من خلال هجومها هذا فك الخناق والحصار الذي فرضته قوات الجيش الوطني الشعبي على الجماعات الإرهابية الأخرى القابعة بمنطقة القبائل، لاسيما بعد سلسلة عمليات التمشيط التي باشرتها في كل من غابات إيعكوران وميزرانة في الآونة الأخيرة، حيث قضت من خلالها القضاء على 6 إرهابيين، ثلاثة منهم في منطقة عزازقة المحاذية لغابات إيعكوران، والثلاثة البقية في بلدية تيفزيرت، وذلك في ظرف وجيز لا يتعدى الأسبوعين ويضاف إليه كذلك عملية القضاء على 3 إرهابيين آخرين بوسط مدينة تيزي وزو. على صعيد آخر، تركت العملية حالات من الهلع والذعر في نفوس سكان المنطقة لاسيما القاطنين في السكنات المحاذية لمقر الشرطة المستهدف حيث أصيبوا بالصدمة نظرا لقوة دوي قذائف الهبهاب، وكذا طلاقات الرصاص. للتذكير، فإن العملية الأخيرة التي نفذتها الجماعات الإرهابية بولاية تيزي وزو ضد أعوان الشرطة تعود ليوم 2 ماي المنصرم، حيث استهدف كمين إرهابي سيارة لعناصر الشرطة القضائية بالمخرج الجنوبي لبلدية مقلع، وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة من عناصر الشرطة.