خلّفت عملية تصحيح موضوع امتحان مادة التربية الإسلامية في امتحان شهادة التعليم المتوسط لدورة جوان الجاري، مشكلا كبيرا وسط الأساتذة المصححين الذين احتاروا في كيفية التصحيح وفق سلمي التنقيط الذين اعتمدتهما المفتشية العامة للبيداغوجيا، والتي نقلت 5,3 نقاط إلى الوضعية الثانية واحتفظت بنقطتين ونصف في السؤال الأول، وهو ما رفضه الأساتذة باعتبار أن أسئلة الموضوع الأول مترابطة، في حين أن البعض صحح موضوع المادة على 5,17 بدل لايزال موضوع الامتحان في مادة التربية الاسلامية لتلاميذ شهادة التعليم المتوسط لدورة جوان 2012 يثير الجدل وسط الاساتذة المصححين، ففي الجولة الاستطلاعية التي قادت ''الجزائر نيوز'' إلى بعض مراكز تصحيح أوراق امتحان المترشحين خلال اليوم الأول، على غرار مركز التصحيح وريدة مداد ببلفور بالعاصمة، أكد الأساتذة المصححون في مادة التربية الاسلامية أنهم لم يصلوا إلى أي حلول لتصحيح الأوراق، فيما يتعلق بالوضعية الأولى من الموضوع الخاص بسورة فصلت، التي لم يدرسها بعض التلاميذ في بعض المؤسسات التربوية، حيث قامت المفتشية العامة للبيداغوجية باعتماد سلمين للتنقيط من أجل تكييفهما مع التلاميذ الذين درسوا والذين لم يدرسوا ذلك الدرس .لكن المشكل -حسب الأساتذة -هو أن السلم الثاني المعتمد لم يراع مصلحة التلميذ، حيث تضمن نقل النقاط 3 والنصف المتعلقة بالجواب الأول الخاص باستظهار الآية الكريمة من سورة فصلت، مع الشكل الى الوضعية الثانية التي تنقط على ستة نقاط وبإضافة 5,3 تصبح 9 نقاط ونصف. أما فيما يتعلق بالجواب الثاني والثالث من الوضعية الأولى، والتي احتفظ سلم التنقيط على نقطتين ونصف للتلميذ الذي أجاب على السؤالين، واللذين يتعلقان بشرح معنى الكلمات والتوجيهات الربانية المستنبطة من هذه الآيات. وحسب رئيس لجنة تصحيح مادة التربية الاسلامية بالمركز نفسه، فإن الاشكال المطروح فعلا في سلم التنقيط الثاني، هو الخطأ الخاص بإبقاء النقطتين والنصف من الوضعية الأولى، مبرزا أن الجوابين الثاني والثالث متعلق بالجواب الأول، وهو من نفس الدرس الذي لم يدرسه التلاميذ، متسائلا ..كيف يستطيع التلميذ الإجابة عنه بهذا الشكل .وفي هذا الإطار اقترح الأساتذة في تقرير أرسله رئيس المركز إلى وزارة التربية الوطنية أن يتم إعطاء تلك النقاط على الجوابين الثاني والثالث للتلاميذ سواء أجابوا أو لم يجيبوا، لكن هناك بعض الأساتذة في مراكز التصحيح رفضوا إعطاء التلاميذ تلك العلامات، وفضلوا إعطاء علامة صفر للتلاميذ الذين لم يجيبوا على السؤال، وبالتالي فقط اعتمد الأساتذة على سلم تنقيط تكون العلامة على 5,17 بدل 20 . ''أنا لم أدرس الدرس'' إجابات تحتويها أوراق المترشحين من جانب آخر طرح الأساتذة المصححون مشكل التلاميذ الذين لم يدرسوا ذلك الدرس ولم يجيبوا على السؤال الاول كاملا، حيث أكد الأساتذة أنهم وجدوا أوراق إجابات كتب فيما التلاميذ ''أنا لم أدرس الدرس''، حيث طالب الأساتذة رئيس المركز بأن يوجههم في كيفية التعامل مع هذه الحالة، حيث لا يوجد سلم تنقيط خاص بها، واكتفى الأساتذة بالتصحيح على الأجوبة المتبقية فقط، أي على 5,17 فقط. من جانب آخر احتار الأساتذة في عملية التصحيح، وهذا خوفا على مصلحة التلاميذ أولا، إضافة إلى أن هناك من الأساتذة من رفضوا المساواة بين التلاميذ الذين درسوا والذين لم يدرسوا ذلك الدرس في العلامات. غياب مفتشي المادة والأساتذة يرفضون تحمل المسؤولية على الرغم من أن المفتشية العامة للبيداغوجية أعطت تعليمات لاعتماد سلّمين للتنقيط في مادة التربية الاسلامية، إلا أن الاشكال بقي قائما، وما زاد في حدة المشكل هو غياب مفتشي المادة في لجان التصحيح الخاصة بها وهذا في عدة مراكز، على غرار مركزي التصحيح وريدة مداد ببلفور ومصطفى لشرف بسوريكال، حيث تم تعويضهم بأساتذة مصححين، وهو الأمر الذي عرقل الأساتذة الذين رفضوا تحمل مسؤولية التصحيح وفق السلم الثاني المكيف، والذي يحمل اختلالات حسب الأساتذة، وهو ما دفع رؤساء المركز الى الاتصال بزملائهم في مراكز اخرى من أجل معرفة كيفية التصحيح التي يعتمدونها. من جانب آخر استغرب الأساتذة غياب مفتشي المواد عن عملية تصحيح اوراق الامتحانات في يومها الاول الذي يتم خلاله إعداد الإجابات النموذجية ، مثلما هو الحال لمفتشي مادة التربية الاسلامية وللغة الانجليزية واللغة العربية، حيث تم إحالتهم على التكوين، واعتبر الأساتذة أن هذا الأمر يعد تنصل عن المسؤولية والمهام المكلفين بها، خاصة عندما يتعلق الأمر بمشاكل في بعض المواضيع، مثلما حدث مع اللغة الانجليزية والتربية الاسلامية. وللإشارة فقد امتحن تلاميذ شهادة التعليم المتوسط في موضوع مادة التربية الإسلامية، والذي تضمن الوضعية الأولى التي خصصت لها 6 نقاط، درس لم يقدمه العديد من الأساتذة في مختلف مناطق الوطن، وتحتوي الوضعية الأولى في موضوع الامتحان على 3أسئلة جزئية تتمثل أولها في استظهار الآيات من 43 إلى 63 من سورة ''فصلت'' كتابيا مع الشكل، ثم شرح معنى ''ولي حميم''، وكلمة ''ينزغنك''، وثالث سؤال يتضمن مطالبة المترشحين باستخراج 3 توجيهات تتضمنها الآيات الواردة في سورة ''فصلت'' التي تم حذفها من البرنامج من طرف بعض الأساتذة. إنذارات للأساتذة الذين حذفوا درس ''الاستقامة'' وجهت مديريات التربية عبر الوطن، إنذارات لأساتذة مادة التربية الاسلامية الذين لم يلقنوا تلاميذ السنة الرابعة متوسط، درس الاستقامة، وسورة ''فصلت'' في المقرر الدراسي، والذين حذفوه من تلقاء أنفسهم .وقد كانت وزارة التربية الوطنية فتحت تحقيقا حول الموضوع بعد احتجاج التلاميذ من عدم تلقيهم موضوع السؤال، وتم ضبط قائمة الأساتذة الذين لم يدرسوه وتم توجيه إنذارات لهم .وكان مدير الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، علي صالحي، قد أكد في وقت سابق أن المسؤولية الكاملة يتحملها الأساتذة الذين لم يلتزموا بالمقرر الدراسي وقاموا بحذف الدرس من تلقاء أنفسهم، ولم يدرسوه للتلاميذ، مشيرا الى أن درس ''الاستقامة'' الذي تضمنه المقرر من خلال سورة ''فصلت''موجود في الصفحة 25 و 29 من المنهاج المدرسي، كما أن الآيات الكريمة من نفس السورة موجودة في الصفحة 04 من الكتاب المدرسي، حيث أن السورة الكريمة مذكورة كاملها في هذه الصفحة.