استفادت معظم البلديات التي تعاني من عجز مالي من عملية مسح الديون الخاصة بالتسيير والتجهيز التي قدمتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية، والمتعلقة أساسا بتسديد الفواتير والعقود التي أبرمتها لإنجاز بعض المشاريع التنموية وحتى الخاصة منها بالتوظيف واقتناء التجهيزات، وتمكنت العديد من البلديات على مستوى العاصمة من تخطي العجز المادي الكبير الذي كانت تعاني منه خلال سنوات مضت خاصة منها التي تستفيد من ميزانية سنوية ضعيفة لا تسد غالبية المصاريف المتعلقة بالتسيير أو التجهيز على حد سواء، بحيث مكنها من توجيه ما تستفيد منه في إطار المخططات التنموية لفائدة أولويات السكان والتنمية المحلية· فعلى سبيل المثال، كانت بلدية الشرافة قد استفادت من عملية مسح ديونها العالقة الخاصة بسنة 2005 بحيث كانت تعاني من عجز في تسديد أجور العمال، ولم تتمكن من تغطيته سابقا، وهذا حسب ما أكده رئيس المجلس الشعبي البلدي نزيم شرماط، ل ''الجزائر نيوز''، حيث ذكر بأنه خلال هذه السنة كان لديها ديون للمصاريف الإجمالية الخاصة ببعض الفواتير المتعلقة بالماء والكهرباء والغاز بلغت قيمتها 120 مليون سنتيم، لكن تم مسحها مؤخرا· ومن جهة أخرى، استفادت خلال سنة 2009 بلدية الشرافة من ميزانية كبيرة قدرت ب 12 مليار سنتيم مكنتها من تخطي العجز المالي الذي يمكنها من تنمية محلية واسعة· أما عن بلدية الكاليتوس، فهي الأخرى تخلصت من ديونها العالقة بواسطة مسحها عدا بعض الفواتير الخاصة بالإشهار والإنارة العمومية التي قدمت بخصوصها هذه السنة تقريرا لمسحها، وذكر رئيس البلدية ويشر عبد الغني، أن البلدية استطاعت أن تتخلص من ديونها، وبالتالي تخلصت من العجز الكبير الذي كانت تعاني منه لسنوات في تسيير أمورها منذ .2008 وبهذا كان لقرار مسح ديون البلديات العاجزة كليا أو التي كان لها عجز نسبي الذي أقرته الحكومة فائدة كبيرة بالنسبة لمعظم بلديات العاصمة مكنتها من حل مشاكلها المادية العالقة وتحقيق التنمية، وهذا سواء من قبل البلدية أو الولاية التي ساهمت في عملية مسح الديون بنسبة كبيرة، حيث حققت بعض البلديات انتعاشا كبيرا على رأسها بلدية الدارالبيضاء التي أكد مسؤولها الأول قمقاني الياس، في تصريح ل ''الجزائر نيوز'' أن البلدية مسحت ديونها نهائيا منذ حوالي السنتين، وهي اليوم تصنف من بين أكبر البلديات على المستوى الوطني بحيث استفادت هذه السنة من ميزانية ضخمة قدرت ب 307 مليار سنتيم بعدما كانت تقدر ب 87 السنة الماضية، وهي موجهة للتنمية المحلية وتوفير كل ضروريات الحياة لسكان البلدية، وهذا نفس ما صرحت به سعيدة بوناب رئيسة بلدية القبة، التي أكدت أن البلدية ليست مدانة ولا تعاني من أي عجز مادي بالرغم من أن البلدية كبيرة وتحتاج إلى إمكانيات لتحقيق التنمية·