أكد الكاتب قدور محمصاجي، أن مبايعة عبد القادر الجزائري أميرا على الجزائريين في 27 نوفمبر 1832، تمت بطريقة ديمقراطية راقية، وأضاف الباحث، أمس، ب “المجاهد" في ندوة حول “طفولة وشباب الأمير" أن ابن محي الدين شخصية لم تتكرر بعد في التاريخ. وكشف المتحدث عن عدائية الأديب الفرنسي فيكتور هيغو لشخص الأمير، حين كتب فيه قصيدة يهجوه فيها ويشتمه بعنوان “المشرقي". من جهته، استغرب عمار بلخوجة تماطل خزانة الدولة وأرباب العمل في تمويل عمل سينمائي أو تلفزيون ينصب رجل المقاومة الجزائرية. نظمت جمعية “مشعل الشهيد"، صبيحة البارحة، لقاء تاريخيا بمناسبة الذكرى ال 180 لمباعة الأمير عبد القادر بغريس غرب البلاد، والمصادفة ل 27 نوفمبر 1832. وقد اعتبره الكاتب عمار بلخوجة في بداية قوله “الرجل الذي أثر في مسار الحركة الوطنية"، لولا أن أطرافا عدة حاولت طمس مساهماته في الفعل التحرري: “أتأسف أنه بعد 62 لم تعد هذه الشخصية معروفة كفاية وأسقطت في بحر النسيان عمدا"، ليضيف: “لم نشتغل كفاية على الجانب الفكري والروحي والإنساني للأمير، مع أنه رجل القرن ال 19 بامتياز"، ويستفهم لاحقا: “يتهافت أرباب العمل الجزائريين على نيل أكبر المشاريع الاقتصادية والتجارية، ولم أقرأ واحدا منهم بادر بتمويل مشروع سينمائي أو تلفزيوني حول عبد القادر الجزائري"، مردفا: “إذا لم تقدر خزانة الدولة على تمويل المشروع فيجب أن نشجع (المسينا) لنحققه أخيرا بعد 50 عاما من الاستقلال". على ضوء كتابه الصادر في 2004 بعنوان “شباب الأمير عبد القادر" باللغتين العربية والفرنسية، تحدث مؤلفه قدور محمصاجي عن مضمونه التفصيلي الذي يشكل مادة موثقة وموثوق فيها، ترسم الملامح الدقيقة لطفولة وأسرة وتعليم وتكوين عبد القادر ابن محي الدين. قال محمصاجي، إن الدافع الرئيسي لتأليف الكتاب، هو قصيدة في ديوان “مشرقيات" (1829) لفيكتور هيغو كتبها يذم فيها الأمير ويصفه بأشبع الصفات منها: القاتل، السفاح، الدموي الذي رمل فرنسا... وغيرها من الأوصاف التي تمس في شخصيته الفكرية والدينية والقتالية. كما يستعيد فيها الشاعر لحطة إعلان نابليون 3 إطلاق سراح الأمير: “قلة من يعرفون هذه الحقيقة على هيغو الذي أصبح صديقا مقربا لبيجو" يعلق محمصاجي، فيما أعقب بلخوجة القول: “شخصيا أعتبر هيغو واحدا من سلسلة المجرمين الذين أهدتهم فرنسا للإنسانية من بيجو إلى بيجار وكل أتباعهم لذلك، لا يجب أن نترك التاريخ ينساهم وعلينا تذكيره بمواقفهم المخزية"، مضيفا “هيغو بارك الحملة العسكرية على الجزائر وكتب يطلب من المسؤولين أن يجعلوا من الجزائر قبرص ثانية". وعن مبايعة عبد القادر أميرا، أكد محمصاجي: “27 نوفمبر 1832 محطة خاصة في تاريخ الجزائر، إذ لأول مرة ينصب أميرا على رأسها، وهو تنصيب تم بشكل ديمقراطي، بعد انتخاب على مرحلتين في 22 نوفمبر من قبل أعيان القبائل وفي 27 نوفمبر من قبل العامة".