لا أردي هل مازلتم تذكرون ذلك الطالب الجامعي الذي صرخ في وجه ساركوزي في قسنطينة ورفع في وجهه لافتات مكتوب عليها “الجزائر عربية مسلمة"، “ساركوزي ما هي أصولك"، “ساركوزي هل أنت عنصري؟"، هذا الطالب “الفحل" الذي دفع ثمن وطنيته الزائدة و"جابها فالحبس " لم يستطع أن ينافق أو يكذب مثلما يفعل جماعة السياسة عندنا الذين يرسمون بسمات على وجوههم طولها يتجاوز المتر لمجرد إرضاء فرنسا، هذا الطالب الذي وصف بالمتهور والخارج عن القانون و"ماشي مربي" لأنه كان صريحا وواضحا مثل كل الشعب الطيب الذي يؤمن بأن الاستعمار سيبقى استعمارا حتى لو تلون بألف لون. تخيلوا أن الموقف حدث في فرنسا هل سيتم سجن الطالب لمجرد أن عبّر عن رأيه؟ وهل يمكن أن يضعوه في السجن ويضيعوا مستقبله لأنه قال كلمة حق؟ لا أظن ذلك لأن فرنسا لا تقبل ممارسة الظلم على أبنائها حتى لو تعلق الأمر برئيس فرنسا في حد ذاته. نحن خنقنا الصوت الوحيد الذي صرخ في وجه فرنسا الرسمية ووضعنا الطالب المتمرد في السجن حتى يكون عبرة لغيره من الذين يريدون التفكير في قول الحقيقة، وأمام هذه الصورة هل سيكون هناك سياسيا واحدا “فحلا" سيصرخ في وجه هولاند ويقول له كفاكم مراوغة؟ هل يمكن أن يقف جزائريا واحدا من الذين سيحضرون خطاب قصر الصنوبر من نواب ورؤساء أحزاب ووزراء وإطارات سامية، ويقول كفى كذبا وزورا؟ لا يمكن أبدا أن يحدث هذا وكلكم تعرفون لماذا دون شرح أو تفصيل. لذلك يجب أن نكف عن التشدق والكلام الفارغ الذي يتشاطر به الذين لا يعرفون شيئا سوى الصراخ في وجه بعضهم البعض ولكن عندما يتعلق الأمر بفرنسا، فهناك عبارة واحدة يرددها الجميع “السمع والطاعة".