ألقت جموع المعزين، صبيحة الخميس الماضي، بقصر الثقافة مفدي زكريا، النظرة الأخيرة على جثمان فقيد الثقافة الجزائرية، مصطفى كمال تومي، قبل أن ينقل إلى مقبرة القطار، حيث ووري الثرى. ظل الفنان مصطفى تومي، يستقطب محبيه وعشاق فنه ومن يحترم مكانته الإبداعية والثقافية، إلى حيث سجي بقلب قصر الثقافة مفدي زكريا، بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي وعدد من إطارات الوزارة والكتاب والفنانين، قبل أن يلتحق بهم وزير الاتصال محمد سعيد، جلسوا إلى جانب عائلة الفقيد، يستمعون إلى آيات بينة من القرآن الكريم، ثم إلى بعض الشهادات الحية التي جاءت ارتجالية في بعض الأحيان، عكست تأثر أصحابها وتقديرهم ل “السي مصطفى"، صاحب القلم الذكي والحماسي ومؤلف روائع الأغنية الجزائرية لأكثر من اسم. في نعشه المغطى بالراية الوطنية، أحاط به أعوان الحماية المدنية، الذين وقفوا وقفة رسمية، تعبيرا منهم على التقدير والاحترام لمجاهد ورجل سياسة وفن، عاش سبعة عقود ونيف، بحساسية مرهفة، لا يعرفها إلا من يشبهه في فنه وصفائه. أجمع المعزون الذين تحدثت إليهم “الجزائر نيوز"، على الأخلاق الفاضلة لمصطفى تومي، استقامته، هدوئه، سعة صدره، حبه للعمل، للفن والجزائر. عيون بكته بالدمع وأخرى فضلت الصمت أمام جثمان مجاهد السلاح والقلم. وبين محمد بن زينة، محمد روان، المطربة جميلة، فتيجة نسرين، سلوى، جميلة بوحيرد، عمار العسكري، غوثي بن ددوش، مصطفى ماضي، أمين الزاوي، عبد القادر بن دعماش، عبد القادر شرشام، الهادي العنقى، وآخرين امتلأ المكان بشهادات تؤكد على أن “مصطفى كمال تومي" رحمه الله، منح للجزائر كل جهده ولم يبخلها بشيء.