شارك المئات من أعضاء الأحزاب والقوى والتيارات الإسلامية أمس، في مظاهرات تحت عنوان "الشرعية خط أحمر" لدعم الرئيس المصري محمد مرسي. وذلك استباقا للمظاهرات الكبرى التي تنوي المعارضة القيام بها غدا الأحد. المشاركون فى مظاهرة الجمعة بضرورة "حماية الشرعية الدستورية التي تعتبر أهم مكتسبات ثورة 25 يناير". وقام المتظاهرون بنصب منصة عملاقة أمام الباب الرئيسي لمسجد رابعة العدوية في مدينة نصر بالعاصمة القاهرة كما نصبوا بعض الخيام استعدادا للدخول في اعتصام مفتوح. وشارك في المظاهرات "التحالف الوطني لدعم الشرعية" الذي يضم أحزابا من التيار الإسلامي بالإضافة إلى كيانات أخرى، بينها نقابات واتحادات طلابية، بحسب موقع الإخوان المسلمين على الانترنت. وعشية المظاهرات، وقعت اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه أمام مقر حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، بمدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية. كما أسفرت الاشتباكات عن مقتل شخص وإصابة نحو 30 آخرين، وفق ما أعلنته وزارة الصحة. وقالت جماعة الإخوان المسلمين إن أحد أعضائها قتل بالرصاص في الاشتباكات، وألقت بالمسؤولية على حركة "تمرد"، وهي حملة لجمع التوقيعات لسحب الثقة من الرئيس المصري. وجاءت الاشتباكات بعد خطاب لمرسي ندد فيه بمنتقديه لكنه اعترف بوقوع أخطاء وتعهد ببحث إجراء تعديلات دستورية ودعا لفتح حوار مع المعارضة. لكن جبهة الإنقاذ الوطني - التي ينظر لها باعتبارها التكتل الرئيسي للمعارضة - أعلنت رفضها للحوار، وتعهدت بالمضي قدما بالاحتجاجات المزمعة يوم غد الأحد. وجاء في بيان للجبهة أن خطاب مرسي "عكس عجزا واضحا عن الإقرار بالواقع الصعب الذي تعيشه مصر بسبب فشله في إدارة شؤون البلاد". ووسط حالة الاستقطاب وتزايد العنف، لوّح الجيش المصري خلال الأسبوع المنصرم باحتمال تدخله إذا خرجت الأمور عن السيطرة خلال المظاهرات المزمعة يوم غد الأحد. وقال وزير الدفاع المصري، عبد الفتاح السيسي، إن الجيش لن يظل صامتا "أمام انزلاق البلاد في صراع يصعب السيطرة عليه". واستبق الجيش خطاب مرسي بنشر آليات لنقل الجنود في القاهرة وعدة محافظات "لتأمين المنشآت الحيوية". وتتزايد المخاوف في مصر من اندلاع أعمال عنف وحالة من الفوضى تهدد استقرار البلاد. من جهة أخرى، بدأت التحذيرات التي أطلقها محمد مرسي لبعض وسائل الإعلام المحلية، في خطابه المطول الأربعاء الماضي، تعرف طريقها على أرض الواقع، من خلال اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه بعض القنوات الفضائية، حيث أكد يحيى حامد، وزير الاستثمار، أنه تم إجراء تعديل في مجلس إدارة المنطقة الإعلامية الحرة، وإخراج ممثلي قنوات النهار ودريم وسي بي سي من مجلس الإدارة. ويأتي ذلك بعد ساعات من خطاب الرئيس محمد مرسي، الذي ذكر فيه اسمي القناتين باعتبارهما من القنوات التي تهاجم رئيس الجمهورية، وتعملان على إثارة الجماهير ضده. كما أصدر مجلس إدارة المنطقة الحرة العامة الإعلامية قرارا، أول أمس الخميس، بغلق قناة "الفراعين" لصاحبها توفيق عكاشة، وذلك لإساءتها للقوات المسلحة المصرية وتحريض القناة على الانقلاب داخل صفوف الجيش والشرطة. هذا، وأفادت مصادر بأنه تم القبض على عكاشة ولكن لم يتسن التأكد من صحة المعلومات من مصادر رسمية، إلا أن رئيس تحرير برنامج "مصر اليوم" عز الأطروش الذي يقدمه الإعلامي توفيق عكاشة على قناة الفراعين نفى أن تكون أجهزة الأمن قد ألقت القبض عليه. وكان النائب العام قد أمر بضبط وإحضار مالك قناة الفراعين توفيق عكاشة، بتهمة بثّ أخبار تهدد السلم والأمن العام. من جهته، انتقد عبدالمنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية المعارض والمرشح الرئاسي السابق في مصر، طريقة إدارة الرئيس محمد مرسي للدولة. وقال إن مرسي يدير الدولة بأسلوب إدارة جماعة أو تنظيم مضطهد ومطارد من قبل الشرطة. وأضاف (القيادي السابق بالأخوان المسلمين)، أن الوقت قد حان ليحصل المصريون على فرصة أخرى لاختيار رئيس جديد.