في شهر رمضان يعتاد المسلمون الذهاب بكثرة للمساجد القريبة من منازلهم وأعمالهم، لكن تظل القلوب معلقة بالمساجد الأشهر حول العالم والتي يتمنى كل مسلم أن يسجد لله على أرضها. ومن أشهر المساجد التي تهفو قلوب المسلمين لرؤيته والصلاة فيه: يقع في قلب مكةالمكرمة التي تتوسطها الكعبة المشرفة أول بيت ووضع للناس في الأرض. ويعتبر المسجد الحرام أول المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، فقد قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا - المسجد النبوي - والمسجد الأقصى. أولى القبلتين وثالث الحرمين، فهو القبلة الأولى التي صلى إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يوحي إليه الله سبحانه وتعالى بتغيير القبلة إلى مكةالمكرمة، لذلك فهو من أكثر المعالم قدسية حيث ارتبط بعقيدة المسلمين منذ بداية الدعوة، فهو قبلة الأنبياء جميعا. كما يرتبط المسجد الأقصى بليلة الإسراء والمعراج حيث أسرى الله بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وفيه صلى النبي - صلى الله عليه وسلم إماما بالأنبياء ومنه عرج إلى السماء العليا. وقد أخبرنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أن ثواب الصلاة في المسجد الأقصى يعادل خمسمائة صلاة في غيره من المساجد. مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بناه في المدينةالمنورة في ربيع الأول من العام الأول من هجرته إلى المدينة ليجتمع فيه المسلمون لأداء صلواتهم، ثم تمت توسعته أكثر من مرة لازدياد توافد المسلمين عليه إلى أن وصل للشكل الذي عليه الآن. ويوجد في المسجد الروضة الشريفة التي أخبرنا عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حديثه الشريف: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة". هو من أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام. أول مسجد بني في الإسلام، يقع في الجنوب الغربي للمدينة المنورة، وقد ذُكر مسجد قباء في قوله تعالى "لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى - مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَ للَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِين". وقد حدثتنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن فضل الصلاة في مسجد القباء في أكثر من حديث، فقال (صلى الله عليه وسلم) "الصلاة في مسجد قباء كعمرة". أحد أكبر جوامع مدينة دمشق التي تعتبر أقدم مدينة في التاريخ ويعد أحد المعالم الإسلامية التاريخية فيها، أنشئ هذا الجامع في العصر الأموي ويطلق عليه البعض اسم جامع زكريا بسبب دفن قطعة من جسد نبي الله زكريا في الجامع. ويذكر أن الجامع الأموي اكتسب شهرته على مستوى العالم الإسلامي نظراً لما يحتويه من زخرفة في فن العمارة الإسلامية وطرازه العمراني القديم. أحد أشهر المعالم الإسلامية في مصر، بناه عمرو رضي الله في مدينة الفسطاط بحي مصر القديمة ليكون مركزا للحكم ونواة للدعوة للدين الإسلامي بمصر ولإقامة شعائر الصلاة، وكان للمسجد أسماء أخرى منها مسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع. وقد ألقى عدد من كبار الشيوخ مجموعة من الدروس فيه منهم الإمام الشافعي والشيخ محمد الغزالي، وحاليا يقوم الشيخ محمد جبريل بختم القرآن الكريم فيه أثناء صلاة التراويح في شهر رمضان الكريم. يعد ثاني جامع بني في تونس، وكان المسجد محور عناية الخلفاء والأمراء وقتها، وتتميز قبته بزخارف بالغة في الدقة تعتبر النموذج الفريد الموجود من نوعه في العمارة الإسلامية في عصورها الأولى. يقع في مدينة فاس المغربية، بني عام 859 م، وقامت ببنائه فاطمة الفهرية، حيث وهبت كل ما ورثته لبناء المسجد، وكان أهل المدينة وحكامها يقومون بتوسعة المسجد وترميمه والقيام بشؤونه. وبعد بناء الجامع قام العلماء بإنشاء حلقات لهم فيه، كان يجتمع حولها العديد من طلاب العلم، وبفضل الاهتمام الفائق بالجامع من قبل حكام المدينة المختلفين تحولت فاس إلى مركز علمي ينافس مراكز علمية ذائعة الصيت وقتها كقرطبة وبغداد. يقع في الطرف الغربي من المدينةالمنورة، وتكمن شهرة هذا المسجد في سبب تسميته التي تعود إلى أن جماعة من المسلمين في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا يصلون باتجاه المسجد الأقصى وإذا بمنادي خلفهم يصيح ويخبرهم بأن الوحي قد نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم- وأوحى له بتحوبل اتجاه القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام فقام الصحابة رضوان الله عليهم بتحويل وجهوهم وأجسادهم وهم يصلون شطر المسجد الحرام بمكةالمكرمة.