رماكَ الدهرُ في شتَّى الدروبِ غريبا، يرتدي وجعَ الغريبِ تسيرُ على شفا جرحٍ قديمٍ يؤجِّجُ حرقةَ الجرحِ القشيبِ تفتِّشُ عن شموسِكَ في المرايا لتهربَ من شروقِكَ في الغروبِ وتبحثَ عن خطى وطنٍ تناءى وبيتٍ ذابَ في حرِّ الهروبِ وأهلٍ لا يرونَ سوى ظلالٍ لوجهِكَ في الأماكنِ والثقوبِ وموتٍ لمْ يجدْكَ لأنَّ موتًا أبادَ صباكَ في صمتِ الغيوبِ وقبرٍ ما حواكَ لأنَّ عصرًا أرادَكَ أنْ تشيَّعَ في القلوبِ فتسمع حمحماتِ الخوفِ تمضي سراعًا فوقَ أحصنةِ الهبوبِ وتشهد قاذفاتِ الموتِ تأتي فتفتِك بالمقرَّبِ والحبيبِ وتحمل في يديكَ أنينَ أرضٍ تُثوِّرُ حزنها ريحُ الخطوبِ وتشعِلُ غيظها أحلامُ شعبٍ يحطِّمها الطغاةُ بلا ذنوبِ ويؤلمها صراخُ فتىً جريحٍ تلحَّفَ بالحرائقِ واللهيبِ ليوقظَ في الجهاتِ صهيلَ ثأرٍ يُهدَّأُ بالمعاركِ والحروبِ ويزحفَ بالخرابِ إلى قصورٍ أُحيطتْ بالجماجمِ والنيوبِ يسافرُ بين أوجاعٍ غضابٍ على فرس المعاناةِ الغضوبِ ويجهشُ بالعويلِ لعلَّ دهرا يصيخُ، فهل تُرى من مستجيبِ؟ رهيبٌ ما تخبئه الليالي لشعبٍ نازحٍ صوبَ الشَّعوبِ يظلُّ بما تبقى من حياةٍ يدافعُ عن رفاتِ غدٍ سليبِ فلمْ يسلمْ من البلوى كبارٌ ولا طفلٌ تخضَّب بالمشيبِ لقد تاهتْ بهم قدمُ المآسي بعيدا في التوجُّعِ واللّغوبِ وساروا في الجراحِ كما جراحٍ تناسلُ في المجيء وفي الذُّهوبِ وأنتَ هناكَ تجمعُ ما تبقى من الأفراحِ في الزمنِ الكئيبِ وتسألُ عن حياتكَ في مماتٍ وتعجبُ من حضوركَ في المغيبِ وتهربُ من بقائكَ في التنائي لتدخلَ في فنائكَ عن قريبِ وتبدأ بالذبولِ كما حروفٍ تفرُّ من النضوبِ إلى النضوبِ لعلكَ في مماتكَ سوف تحيا سعيدا فوق أحزانِ الصليبِ