دخل سامي الجابر المولود في 11 ديسمبر 1971، تاريخ كأس العالم من بابه العريض لأنه يعتبر احد اللاعبين القلائل الذين مثلوا منتخب بلادهم أربع مرات متتالية في نهائيات كأس العالم، أعوام 1994 و1998 و2002 و2006، ونجح في التسجيل في ثلاث منها. كما كان للجابر شرف إن يكون اول لاعب سعودي وخليجي يحترف، ولو لفترة وجيزة، في إنجلترا عندما لعب لمدة أربعة أشهر مع نادي ولفرهامبتون من أندية الدرجة الأولى. لفت الجابر أنظار المدربين والكشافين الإنجليز خلال مبارة السعودية وإنكلترا (صفر- صفر) على ملعب ويمبلي الشهير قبيل مونديال فرنسا عام 1998، وحاول مدرب نوتنغهام فوريست ونجم المنتخب السابق دافيد بلات ضمه، قبل إن يحط الرحال في ولفرهامبتون. ويصنف النقاد الرياضيون في السعودية الجابر في خانة الأذكى داخل منطقة الجزاء، ويعتبرونه المهاجم السعودي رقم اثنين بعد الدولي المعتزل ماجد عبدالله، لكنهم متفقون على إن إنجازات الجابر مع فريقه تفوق ما حققه مع المنتخب. وفرض الجابر نفسه من أشهر المهاجمين في السعودية منذ بزوغ نجمه عام 1986، وكان المدرب المصري طه الطوخي أول من اكتشف موهبته في حينها عندما سجل في كشوف نادي الهلال حيث بدأ تدريباته مباشرة في فئة الشباب التي كان يشرف عليها الطوخي نفسه. وكانت المباراة الرسمية الأولى للجابر في منافسات دوري الشباب إمام فريق المجزل موسم 86-87 وابان فيها نيته التهديفية بتسجيله ثلاثة أهداف. وانتقل بعد ذلك إلى صفوف الفريق الأول في الهلال موسم 88-89، أحد أقطاب الكرة السعودية، وخاض مباراته الرسمية الأولى معه إمام أهلي جدة، وسجل هدفه الأول في الدرجة الممتازة في مرمى الروضة في الموسم ذاته عندما كان الأخير من فرق النخبة في السعودية. وانضم الجابر إلى صفوف منتخب بلاده "الأخضر" موسم 89-90 وكان المدرب البرازيلي الشهير كارلوس البرتو باريرا أول من فتح له الطريق وذلك ضمن الاستعدادات لبطولة كأس الخليج العاشرة في الكويت، لكن فرصة الدفاع عن ألوانه تبخرت لأن المنتخب السعودي لم يشارك فيها. وكان الهدف الأول للجابر مع المنتخب في مرمى فريق أودنسي الدنماركي، وقد تخطى ال 60 هدفا في مسيرة مظفرة مع المنتخب الأخضر، كما انه يحمل الرقم القياسي الهلالي في عدد الأهداف إذ سجل 210 هدف. وكان الجابر في عداد المنتخب السعودي للناشئين أيضا عام 89 في اسكتلندا في نهائيات كأس العالم لكن الإصابة حرمته المشاركة إلا انه احتفل معه بإحراز اللقب. مجد شخصي صنع الجابر لنفسه مجدا شخصيا وحقق ألقابا كثيرة في البطولات التي شارك فيها خصوصا مع فريقه الهلال، فنال لقب هداف الدوري عام 90، وهداف العرب في العام ذاته وحصل على إثره على جائزة الحذاء الذهبي، ونال اللقب الأول مرة ثانية عام 92 برصيد 19 هدفا بعد تطبيق نظام الدوري الممتاز، كما اختير أفضل لاعب وهداف في كأس أبطال الأندية العربية العاشرة برصيد سبعة أهداف. كان بوده الاعتزال بعد نهاية مونديال 2002، لكنه عاد إلى رحاب الملاعب بطلب ملّح من المدرب كالديرون لقيادة الجيل الجديد "للأخضر" فكانت عودته ناجحة بكل المقاييس وتمكن من أول لمسة من التسجيل في الشباك الأوزبكية، ممهدا الطريق للسعودية لكي تخطو هامة نحو المونديال 2006. وبعد انتهاء المونديال الألماني، إختمرت فكرة الاعتزال مجددا في رأس الجابر على المستوى الدولي من أجل التفرغ للهلال بشكل كلي، لكنه تراجع للأسباب ذاتها التي حالت دون اعتزاله قبل 3 سنوات، إلى أن حانت اللحظة الحاسمة بالنسبة إليه في أوت 2007 فاتخذ من باريس قرار الاعتزال بشكل نهائي، لتطوي بذلك صفحة من تاريخ الرياضة السعودية والعربية، كانت حافلة بالألقاب والأرقام القياسية الأسطورية، لدرجة أن البرازيلي أوسكار أحد مدربي الهلال السابقين قال عنه إنه سيرة كروية ذاتية قائمة بذاتها. ترك سامي الجابر الساحة، لكن بصماته ستظل راسخة في سجلات الكرة السعودية والعربية والآسيوية بل حتى العالمية، كيف لا وهو الذي دخل قائمة أفضل من حقق إنجازات في كأس العالم إلى جانب أعظم لاعبين في تاريخ كرة القدم الملك بيلي والأسطورة مارادونا. فهو ثالثهما الذي شارك في 4 مونديالات متتالية، كما أنه رابع لاعب، بعد بيليه وماراودنا وماتاوس الذي سجل هدفين في كأس العالم يفصل بينهما 12 عاما، أضف إلى ذلك أن سامي الجابر هو اللاعب العربي الوحيد الذي شارك في 4 مونديالات متتالية.