قتل 14 شخصا على الأقل وجرح العشرات في تفجيرات واشتباكات في العاصمة المصرية وعدد من المدن المصرية الجمعة وعشية احتفال البلاد بالذكرى الثالثة لثورة الخامس والعشرين من يناير 2011. قالت مصادر أمنية إن ثلاثة أشخاص قتلوا في وأصيب 13 آخرين في محافظة الفيوم جنوبي القاهرة، فيما قتل شخص في محافظة المنيا في صعيد مصر بعد اشتباكات بين مؤيدي جماعة الإخوان وقوات الأمن. وكانت وزارة الصحة المصرية قالت في بيان أصدرته في وقت سابق إن أربعة أشخاص قتلوا في اشتباكات الجمعة بين الأمن والأهالي ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين. وأوضحت الوزارة في بيانها أن شخصا قتل في دمياط و ثلاثة أشخاص في بني سويف ?وأضافت الوزارة أن 17 شخصا أصيبوا في محافظات دمياط والأسكندرية والجيزة وبني سويف والشرقية. ووقع تفجير انتحاري أمام مقر مديرية أمن القاهرة وسط العاصمة في ساعة مبكرة من الصباح، مما أدى إلى سقوط قتلى وعشرات المصابين. كما تسبب الانفجار في حدوث أضرار بالغة في مبنى المتحف الإسلامي وعدد كبير من المحلات التجارية. وصرح رئيس هيئة الإسعاف المصرية أحمد الأنصاري، أن عدد القتلى بلغ الأربعة إضافة إلى 51 مصابا. كما خلّف الانفجار حفرة يصل عمقها إلى أربعة أمتار مما يرجح أن يكون سبب الانفجار سيارة مفخخة. فيما انفجرت عبوة ناسفة وصفت بأنها "بدائية" بالقرب من محطة مترو البحوث بحي الدقي بالجيزة، الأمر الذي أدى إلى مقتل أمين شرطة وإصابة أكثر من 10 آخرين. كما انفجرت قنبلة بدائية الصنع في شارع الهرم بحي الهرم بمحافظة الجيزة كانت مزروعة بالجزيرة الوسطى للشارع على بعد 200 متر بالقرب من قسم شرطة الطالبية دون وقوع خسائر بشرية أو مادية. وفي أول تعليق له قال وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم، إن "الحادث "الإرهابي"، الذي استهدف مبنى مديرية أمن القاهرة، لن يثني رجال الشرطة عن مواصلة حربهم الشرسة ضد "الإرهاب الأسود"، على حد قوله. وأضاف الوزير، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، أنه وجه بتشيكل فريق بحث موسع لسرعة تحديد هوية الجناة وضبطهم. وقام الوزير، بتفقد الآثار التدميرية التي لحقت بمبنى مديرية أمن القاهرة من الداخل، والاطمئنان على ضباط وأفراد ومجندي المديرية. وعاين رجال المعمل الجنائى وعدد من القيادات الأمنية جثة الانتحاري المشتبه بتنفيذه العمل الإرهابى الذي استهدف مديرية أمن القاهرة. وكشف رصد ملامح الجثة المشتبه بها أنها لشاب فى الثلاثينيات من عمره، وبها آثار لوجود لحية - حسب تقرير لوكالة الأنباء المصرية-. أعلن ما يسمى بتنظيم "جماعة أنصار بيت المقدس"، مسؤوليته عن الانفجار، الذي وقع في محيط مديرية أمن القاهرة، وقالت الجماعة في تغريدة لها عبر موقع "تويتر"، اليوم: "تم بحمد الله استهداف مديرية أمن القاهرة، إحدى أوكار العمالة والإجرام.. اللهم تقبل أخانا في عليين وليعلم جيش وشرطة الردة أننا ماضون بدك معاقلهم". من ناحيته أدان حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، الانفجار قائلا : "التفجير الإرهابى في باب الخلق تفكير يائس وسلوك بائس". مضيفا أن "الانفجار لن يزيد المجرمين إلا عارًا وحصارًا، ولن يزيد الشعب إلا إصرارًا، مصر ستهزم الإرهاب". كما أدانت حركة شباب 6 إبريل التفجيرات، مطالبة بسرعة القبض على المجرمين الحقيقيين، كما طالبت بإقالة المسؤولين عن الأمن لفشلهم المتواصل، على حد قولها. واستنكرت إيمان المهدي، عضو المكتب السياسي لحركة "تمرد"، التفجيرات الإرهابية التي شهدتها بعض المنشآت الشرطية بمحافظة القاهرةوالجيزة. وطالبت "المهدي" بضرورة مواجهة جميع أشكال الإرهاب بشكل قوي لردع وتجفيف جميع منابعه، والتعامل بكل حسم مع العناصر والجماعات المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، وكذلك اتخاذ الحكومة لخطوات سريعة لمواجهة العنف بالبلاد. ومن جانبه، قال بشير حمد، أمين عام جبهة مؤيدي السيسي: "إن تلك التفجيرات تأتي تزامنا مع الذكرى الثالثة لاحتفال المصريين بثورة 25 يناير وأن الإرهاب يستغل هذه المناسبة لتنفيذ العمليات التفجيرية لإحداث أكبر قدر من الخسائر في الأرواح وهو ما أعلنت عنه إحدى الجماعات الإرهابية منذ يومين، أنها ستقوم بعمليات تقضى على الأخضر واليابس خلال ذكرى 25 يناير". من جهة أخرى، نسبت صفحة تابعة لما يسمى ب "جبهة ضباط مصر" والمؤيدة للفريق سامي عنان، (الرجل الثاني في المجلس الأعلى للقوات المسلحة سابقا) تفجير مديرية أمن القاهرة للفريق أول عبد الفتاح السيسي، -وزير الدفاع والإنتاج الحربي- حيث كتبت على صفحتها: "من مصادرنا الأمنية السرية: تفجير مديرية أمن القاهرة من تنفيذ خطط السيسي الإرهابية الاستخباراتية". متهمة وزير الدفاع بأنه يتصارع مع جماعة الإخوان من أجل الوصول إلي كرسي السلطة. وهي المرة الأولى التي تتهم فيه صفحة تابعة "لضباط مصريين" القائد الأعلى للقوات المسلحة بتدبير عمليات إرهابية. فيما قلّل خبراء من هذه التهم، مؤكدين أن هذه الصفحة لا تتعدى كونها "افتراضية" ولا يعلم من يقف خلفها. حتى لو تبنت دعم الفريق عنان في الانتخابات الرئاسية المقبل. فيما اعتبر أحمد مراد (خبير برمجيات)، أن تكون الصفحة من صنع جماعة الإخوان المسلمين ضمن الحرب الالكترونية التي تخوضها ضد النظام الحالي.