تشارك الجزائر في الفترة الممتدة من 9 إلى 16 ديسمبر الجاري ضمن مهرجان دبي السينمائي الدولي السادس بمجموعة من الأفلام السينمائية والوثائقية المنجزة بشكل فردي أو مشترك مع فرنسا على غرار فيلم ''الحرافة'' و''الجربوع الأزرق'' و''القنبلة'' و''الزهر'' و''عام الجزائر'' وكذا فيلم ''وداعا قاري''· ''الجربوع الأزرق'' للمخرج جمال وهاب، عبارة عن فيلم وثائقي يسلّط الأضواء على قصة مأساوية لضحايا اختبارات فرنسية نووية في الصحراء الكبرى، تدور أحداثه ما بين عامي 1960 و1978، حيث قامت الحكومة الفرنسية بتنفيذ سلسلة من الاختبارات النووية الجوية فوق الصحراء الكبرى، تمثّلت في مجموعة من التفجيرات، كانت حسب مخرج العمل جمال وهّاب، أقوى بأربعة أضعاف من قنبلة هيروشيما· تركت هذه التفجيرات آثاراً مروّعة على أكثر من 30 ألف نسمة، بمن فيهم أفراد من الجيش الفرنسي، ومجموعة من الطوارف· وبالرغم من هذا العدد الضخم، لم تعترف الحكومة الفرنسية إلا بتسع حالات فقط· وهكذا، يحاول ''وهّاب'' توثيق شهادات أولئك الذين شهدوا تلك التفجيرات، فيما يقدّمون وصفاً مأساوياً لتبعاتها وآثارها عليهم، وسعيهم للحصول على اعتراف من الحكومة الفرنسية· أما فيلم ''حرافة'' للمخرج مرزاق علواش، فهو عبارة عن دراما جزائرية عن ثلاثة أصدقاء يصارعون للهرب من الجزائر على متن قارب متهالك، وتدور أحداثها في ميناء ''مستغانم'' شمالي الجزائر، وتلقي الضوء على جحافل اللاجئين الساعين إلى الهرب خارج البلاد بأية وسيلة ممكنة· يروي الفيلم قصة ''رشيد'' و''ناصر'' و''إيمان'' الذين يقومون بدفع مبلغ من المال للمهرّب ''حسّان'' ليأخذهم إلى إسبانيا على متن قارب متهالك· يسافر الثلاثة مع جماعة من المهاجرين العرب والأفارقة الذين يخاطرون بحياتهم لتجاوز المضيق العاصف· وهكذا، ينقل لنا ''علواش'' ببراعة حجم المعاناة واليأس الذي يعيشه هؤلاء في رحلة تأخذهم إلى مصير غامض· وتسلّط المخرجة فاطمة الزهراء زعموم، في فيلمها ''الزهر''، الضوء على حياتها الشخصية بأسلوب مبتكر أشبه بالأفلام الوثائقية، وتروي حكاية عودتها إلى الجزائر لتصوير فيلمها عبر نظرة ذكية على الحياة المعاصرة في الجزائر من خلال عيون ثلاثة أفراد، لكل واحد قصة يحيكها، حيث قامت بتوظيف ثلاثة من أفراد عائلتها، ولكل واحد منهم رواية يحكيها· الأولى ''عليا''، مصوّرة تنطلق في رحلة من تونس إلى القسطنطينية لزيارة والدها المريض· أما ''شريف''، فهو كاتب طاعن في السن، يقرأ في أحد الصحف خبر وفاته· تتقاطع دروب ''عليا'' و''شريف'' مع ''فريد''، سائق سيارة الأجرة ودليلهما في الأحياء الجزائرية، فيلم يبشّر بميلاد موهبة جزائرية جديدة· وتدور أحداث فيلم ''وداعا قاري'' للمخرج نسيم عمواش في ضاحية فرنسية منسيّة، تعيش عائلة ومجموعة من الأصدقاء، يحلمون بالحياة والحب· في هذا العمل الروائي الأول للكاتب والمخرج ''نسيم عمواش''، نعيش في عالم هؤلاء، ونكتشف الروابط التي تجمع بين مجموعة من الشخصيات، يؤديها فريق رائع من الممثلين العرب والفرنسيين منهم ''جان-بير بكري''، ''دومينيك ريموند''، ''ياسمين بلماضي''، و''ألكساندر بونين''· يدور الفيلم حول ''فرانسيس''، وابنه ''سمير'' الخارج من السجن للتو، وجارته وحبيبته ''ماريا''، وابنها ''خوزيه'' - الحالم بكونه إبناً للنجم الأمريكي الراحل ''غاري كوبر''· أما فيلم ''قنبلة'' لمحمد زمايش، فهو عبارة عن فيلم وثائقي يروي قصة شاب عربي يعيش في باريس، يجد حقيبة تركها صاحبها، فيقرر إعادتها إليه، دون أن يدرك أنه إرهابي، وأن الحقيبة التي تركها متعمداً تحتوي على قنبلة على وشك الانفجار، لتكون قصة فيلم ''عام الجزائر'' للمخرجة مي بوحدة حول فريق من الممثلين الذين تخرجوا لتوهم من كلية التمثيل في اجتماع لاختيار الممثلين لعمل درامي تاريخي· وبينما يسعى الممثلون الصاعدون لتقمّص الشخصيات بأشكالها الخارجية، وخلفياتها الثقافية، فإن لكل واحد منهم قصته الخاصة· للإشارة، فإن هذا المهرجان يعتبر ملتقى الثقافات والإبداعات، ويسعى منظموه إلى جعله مهرجانا سينمائيا دوليا رائدا، وحدثا ثقافيا متميزا، يسعى لتعزيز الحوار بين الثقافات، وغرس روح التسامح في عالم اليوم، ويهتم بالاحتفاء بالتميز في عالم السينما، واعتمادها أداة لفتح قنوات الحوار بين الثقافات والشعوب· تطوير وتعزيز المواهب المحلية والعالمية، وتسريع نمو قطاع صناعة السينما، وفي الوقت نفسه بناء قاعدة ثقافية راسخة يستفيد منها كل من يعيش في دبي والإمارات العربية المتحدة·