انتقد رئيس جبهة المستقبل بلعيد عبد العزيز بشدة تصريحات سعيداني الأخيرة، واعتبر محتواها "ضربة كبيرة لمؤسسات الدولة الجزائرية"، في حين رافع من أجل الحوار السياسي مع الشباب في غرداية، لأن "الولاة والأعيان لا يمثلون إلا أنفسهم اليوم" حسب تعبيره. تعرض بلعيد عبد العزيز المترشح للرئاسيات المقبلة أمام القيادة الوطنية لمسؤولي الولايات وأعضاء المكاتب الوطنية للحزب أمس بزرالدة، التصريحات الأخيرة للأمين العام للأفالان عمار سعيداني واعتبرها "خدمة جليلة وذريعة لضرب مقدسات الجزائر" وقدمها على أنها "ليست ضربة لشخص معين، وإنما لكل مؤسسات الجزائر"، خاصة "أن صاحبها "مسؤول حزب الأغلبية"، وخلص إلى أن عمار سعيداني نفسه "قال هذا الكلام عن جهل لخلفياته وعواقبه"، وفي ما يخص الأحداث الدامية التي تعيشها غرداية، فنذ بلعيد عبد العزيز أن يكون المشكل عرقي ومذهبي بين الإباضية والمالكية، بحيث قال "المشكل ليس إباضي سني، وإنما هو ملف محرك لشباب يعاني ظروفا اجتماعية قاهرة" وتساءل: "ماذا تنتظرون من شباب لا يعمل؟! هل سيقدم أعمالا إيجابية للمجتمع؟!"، متهما "لوبيهات مالية وسياسية" لم يسمها تعمل حسبه على استغلال هذه الأحداث الأليمة حتى تقوم ب "فصل رأس الجزائر عن جسدها"، وانتقد بشدة الحلول الأمنية التي تنتهجها السلطات المحلية في غرداية لأنها "تؤدي إلى استقرار مؤقت"، ودعا السلطة في الجزائر لفتح حوار مباشر مع الشباب المعني وليس مع الأعيان، لأنهم - حسبه - "لا يمثلون إلا أنفسهم، في وقت لم يعد يسمع لهم حتى أبناءهم"، واتهم بلعيد قوى خارجية "تتحرك لزعزعة استقرار وأمن الجزائر"، وما يهمها إلا "مصالحها الاقتصادية والسياسية"، واعتبرها من كانت وراء "حادثة تيقنتورين"، وتناول بلعيد عبد العزيز الحالة السياسية العامة في البلاد قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في ظل ما وصفه ب "الضعف السياسي" الذي أصبحت تتميز به الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني في الجزائر، والذي أرجعه إلى وزارة الداخلية، حيث قال: "الداخلية لعبت دورا كبيرا في التصحيحيات التي أصابت الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني"، داعيا في نفس الوقت الجزائريين إلى ما أسماها ب "اليقظة السياسية".