تسببت النتائج النهائية للجنة تحكيم المهرجان الوطني للمسرح النسوي، المعلنة سهرة السبت المنصرم، في ختام الطبعة الثالثة بعنابة، في موجة غضب واستغراب بين المتنافسين. جائزة أحسن عرض متكامل ل "العشاء الأخير"، أظهر تناقض اللجنة مع نفسها ما منع طاقات تمثيلية وإخراجية وموسيقية من التتويج. في الوقت الذي دعت لجنة تحكيم الطبعة الثالثة لمهرجان المسرح النسوي، التي اختتمت فعالياتها السبت الماضي (2-8 مارس)، المشاركين في الطبعات المقبلة إلى إنتاج نصوص جزائرية، قصد تشجيع المؤلفين الشباب على الإبداع لصالح الخشبة الجزائرية، تقرر اللجنة نفسها منح جائزة أحسن نص لحيدر بن حسين الذي اقتبس مسرحية "العشاء الأخير" عن الكاتب القطري حسن الرشيد، علما أن هذا الأخير قام هو الآخر بترجمة نص غارسيا لوركا إلى العربية وكتبه في شكل مسرحية. بينما شارك في المهرجان نفسه كتاب جدد أمثال مريم علاق ورندا القلي وحسين طايلب وطارق عشبة، نماذج تستجيب لرغبة هذه اللجنة، إلا أنها عززت السائد في كل مهرجانات الجزائر ومنحت الجائزة لنص مقتبس مرة أخرى. أعاب المشاركون في المهرجان، على فطيمة أوصليحة رئيسة اللجنة وكل الأعضاء، منحهم "العشاء الأخير" جوائز الإخراج والنص ليضيفوا إليها جائزة أفضل عرض متكامل، وهو ما اعتبره الحضور تنافيا صارخا مع مبادئ عمل لجان التحكيم عبر العالم. بينما استحقت الممثلة وردة صايم تتويجها، وهي التي حملت على عاتقها أغلب العمل النفسي لمسرحية آمال منغاد، وتحملت ثقل النص الغارق في الثرثرة والذي لم تطعمه المخرجة بأدوات سينوغرافية تنفس عن الممثلين. تجاهلت لجنة التحكيم أيضا مسرحيات سجلت نقطة كاملة مع الجمهور، على غرار "الحراير. كوم" لريم تاكوشت، و«هو وهي" لمحمد اسلام عباس، ناهيك عن "رؤى" لتونس آيت علي، ولم تحظ هذه الأعمال بأدنى اهتمام من قبل كل المجموعة الحاكمة طيلة أيام المهرجان. وقد أكدت فطيمة أوصليحة ل "الجزائر نيوز" عقب إعلان النتائج: "أظن أننا كنا عادلين مع الجميع"، وعن إهمال الجهد الإخراجي لتاكوشت رددت تقول بعد صمت قصير: "كان النص غير مقنع فقررنا أن لا نأخذها بعين الاعتبار"، دون أن تشير إلى أسباب مقنعة تبرهن تغييب اسم تاكوشت أو آيت علي أو عباس من المنافسة، خاصة وأن الإخراج وزعت جائزته مناصفة بين منغاد من المسرح الوطني الجزائري ونبيلة ابراهيم من باتنة. من التناقضات الصارخة التي سقط فيها المهرجان النسوي المسرحي، ضبابية رؤيته المستقبلية لهذا الموعد السنوي، هل الهدف منه تسليط الضوء على جهد المرأة في الخشبة الجزائرية؟ أو هو فضاء آخر تكررت فيه أشكال تنافسية موجودة في مواعيد أخرى مثل المحترف والدولي وحتى الهواة، وبالتالي لماذا تدرج جوائز رجالية في منافسة نسائية الغاية منها إعطاء المرأة فرصة التواجد في كل الفنون المسرحية ليس فقط التمثيل. النتائج: - أحسن دور نسائي واعد: فاتن بوناموس عن "ميموزا الجزائر" - أحسن دور رجالي واعد: رفيق شيمة عن "عودة شكسبير" - أحسن أدار نسوي: وردة صايم عن "العشاء الأخير" - أحسن أداء رجالي: محمد زاوي عن "الرهينة" - أحسن تصميم ملابس: حجبت - أحسن كوريغرافيا: حجبت - أحسن سينوغرافيا: هبال بوخاري عن "ميموزا الجزائر" - أحسن تأليف موسيقي: مسلي الهواري عن "أوراق حياتي" - جائزة لجنة التحكيم: عايدة قشود - أحسن نص او اقتباس: حيدر بن حسين - أحسن إخراج: مناصفة بين أمال منغاد (العشاء الأخير) ونبيلة ابراهيم (الرهينة) - أحسن عرض متكامل: مسرحية "العشاء الأخير" عنابة: نبيلة س زهرة ظريف توقع كتابها في عنابة: من واجبي تصحيح صورة علي لابوانت اليوم اكدت المجاهدة زهرة ظريف، على هامش توقيعها مذكراتها بالمسرح الجهوي عنابة، أن التشويه الذي طال صورة علي لابوانت عبر وسائل الاعلام و الافلام سببه الجيش الفرنس الاستعماري وآلته الدعائية المغرضة. وتأسفت أن نفس الصورة ما زالت راسخة في أذهان الشباب اليوم، ما يعمق من مسؤوليتها في تدوين كل ما تعرفه عن رفاق الكفاح. قدم فيلم "معركة الجزائر" صورة قبيحة عن المجاهد الشهيد علي لابوانت، و عرفه الجمهور في شكل رجل بدوي حاد النظرة، بلحية عشوائية، و قسوة لا يعرفها إلا المهمشون في المجتمع، إلا ان هذه الصورة علقت عليها زهرة ظريف، بالقول: "للأسف الجيش الفرنسي هو من رسم هذه الصورة السلبية للمجاهدين و قبح سلوكهم و مرجعياتهم الاخلاقية امام المجتمع، حتى يحدث النفور حيال من انتفضوا ضد المستعمر، كن ذلك جزء من الخطة الاستعمارية الفرنسية، وقد استعانت فرنسا بمصالح الاستخبارات و المكاتب الخاصة و كذا المناشير الموزعة في كل مكان"، لتضيف في ردها عن سؤال "الجزائر نيوز": "علي لابوانت كان اسطورة حية للمجاهدين و للجيش الفرنسي الذي كان يخشاه". وينطبق هذا الواقع على الشهيدة حسيبة بن بوعلي، التي أردفت بخصوصها قائلة: "جيل اليوم لا يعرف عن جميلة إلا الصورة التي يكرر نشرها كل مناسبة، بينما لا يعرفون من تكون هذه الشابة ثقافتها ذكائها و شجاعتها في سن مبكر و حساس".