قبل أقل من أسبوع على بداية الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل المقبل، حيث يخرج المتنافسون الستة أوراق برنامجهم الانتخابي أمام الجزائريين في مدة أقل من شهر للوصول إلى قصر رئاسة المرادية، قامت "الجزائر نيوز" بزيارة مداومات المترشحين علي بن فليس وعبد العزيز بوتفليقة ورباعين وموسى تواتي ونقلت نبض "الحراك" الذي تعرفه. وصلنا إلى مداومة المترشح الحر "علي بن فليس" في حوالي الساعة الواحدة بعد الزوال من مساء أمس، ومعرفة مكان المداومة ببن عكنون لم يكن صعبا، حيث تبرز صورة كبيرة لعلي بن فليس تحتل واجهة البناية من الجهة الخارجية، حركية كبيرة لمسناها مع الدخول إلى المقر، أين كانت الساحة الداخلية تجمع العشرات من الأشخاص يتناولون الغذاء ويتبادلون أطراف الحديث حول مواضيع شتى، في الطابق الأول كانت الحركة قليلة ما عدا بعض الشباب الذين يبدو على هندامهم أنهم من خليات مختلفة للمديرية الانتخابية يتنقلون عبر مكاتب الرواق.. انتظرنا وصول لطفي بومغار المكلف بالاتصال على مستوى مديرية الحملة، حيث كان لدينا معه بالمكتب حديث حول مجريات العمل داخل المداومة مع العد التنازلي لانطلاق سباق الرئاسيات المقبلة، حيث شرح الوضع "منذ شهرين ونحن نلمس الإقبال اليومي من مواطنين، وأقصد المناصرين والمساندين للمرشح علي بن فليس". وبخصوص هيكلة إدارة الحملة، اعتبر المتحدث أنها تتكون من "ثلاث مديريات واحدة خاصة بالاتصال وأخرى بالتعبئة وثالثة بالإمداد اللوجيستي". النقاش الذي جمعنا بلطفي بومغار لم يكن ساكنا بصفة كاملة، فدخول وخروج أعضاء مديرية الحملة لم يتوقف طيلة مدة الحديث، وبصحبة "الدليل" الذي اختاره لنا المكلف بالاتصال استطعنا الوصول إلى مكتب أحد مستشاري المترشح علي بن فليس، نزيم زويوش المدير العام الأسبق لسونطراك، حيث أشار إلى أن المداومة تشهد "زيارات يومية من مواطنين خاصة مع الفترة المسائية"، مضيفا كذلك أن "الجميع ينتظر إجراء الانتخابات المقبلة في أجواء تطبعها الشفافية وروح المنافسة حتى يختار الشعب الجزائري مصيره بنفسه". بالمقابل، أكد عمر العيد خليفي، منسق مكلف بالعلاقات مع لجان الإعلام الولائية في ذات الحملة، أن الأخبار التي تصله من كافة المديريات الولائية للحملة تبعث على "السرور"، مفيدا في السياق نفسه أن "أجواء المديريات الولائية تختلف من ولاية لأخرى"، مستشهدا بالولايات الأكثر حركية من مقر المداومة المركزي - حسبه- كمقرات كل من "عنابة، تلمسان، بجاية، سكيكدة، تيبازة". تركنا مكتب هذا الأخير واتجهنا مع رواق الطابق الأول إلى مكتب خلية الاتصال، أين ينشط شباب لكن على "فضاء آخر" هو "الفضاء الإفتراضي" على شبكة الأنترنت، اغتنمنا فرصة وجودنا في هذه "الخلية"، وسألنا إحدى الناشطات بها عن مدى وجود أجواء المداومة على المواقع الاجتماعية والإلكترونية، فأجابت قائلة "نحن نعمل مع مكلف بشبكات التواصل الاجتماعي بانتظام، وليكن في علمكم أننا على الصفحة الرسمية بالفايسبوك نستقبل العشرات من التعليقات المتباينة ونرد على المتصلين بالصفحة، في حين الزوار يصلون إلى الآلاف يوميا". خرجنا من مكتبها بعد مدة نصف ساعة قضيناها داخل مكاتب وأروقة مداومة المترشح الحر علي بن فليس وكانت عودتنا إلى الطابق السفلي تحمل اختفاء كل آثار الحركة ما عدا بعض الأشخاص الذين يطلبون مقابلة مدير الحملة عبد القادر صلاة، والذين كانوا ينتظرون دورهم للصعود إلى مكتبه بالطابق الثاني. من جهة أخرى شهد رواق الدخول قدوم بعض الشباب الذين يبدو على كلامهم أنهم يكتشفون مقر مداومة المترشح الحر علي بن فليس للمرة الأولى، وقد حركوا بحديثهم مع الموجودين في الساحة المقابلة المياه الراكدة للصمت الذي كان يغرق داخله الرواق السفلي للبناية. لم يظهر مقر جبهة التحرير الوطني في زيارتنا له أمس، بالمكان المفتوح الذي يشهد حركية كبيرة معهودة كمداومة للمترشح عبد العزيز بوتفليقة خاصة بالأفلان، مثلما صرح به الأمين العام للأفلان عمار سعيداني يوم تنصيبه للجنة الوطنية للانتخابات على مستوى الحزب، فالمقر بدا لنا أثناء وجودنا شبه فارغ ما عدا بعض الأشخاص الذين كانوا يجلسون بالقاعة الخاصة بالاستقبال، أين كان العون المكلف بالاستقبال يحمل الهاتف ويوجه الزائرين إلى مكاتب الأشخاص الذين يريدون مقابلتهم، دخلنا إلى الرواق الأول الذي يجمع العديد من مكاتب "الحزب العتيد" ويربطه بقاعة الاجتماعات التي قال عنها عمار سعداني إنها ستتحول إلى "مداومة للرئيس الشرفي للأفلان عبد العزيز بوتفليقة"، ولمسنا خلو المكان من الحركة تماما ما عدا بعض من يوجههم المكلف بالاستقبال إلى المكاتب التي يبحثون عنها طالما أنهم لا يعرفون معالم المقر جيدا. تشهد المداومة المركزية للمترشح عبد العزيز بوتفليقة حركية مميزة لكن خارج المقر الرئيسي، أين تصطف العديد من السيارات المتنوعة مقابل المقر حتى لا يجد من يريد ركن سيارته أمامه بقعة واحدة، فيضطر للبحث عن مكان يبعد عنه قليلا وهذا ما حدث لنا بالضبط، لمسنا في زيارتنا لمقر المترشح عبد العزيز بوتفليقة، أي مكان وجود مدير الحملة "عبد المالك سلال"، على حد وصف أحد الذين كشفوا لنا مكان تواجد المقر الخاص بالرئيس المترشح للعهدة الرابعة، حيث قال لنا "تريدون مقر حملة بوتفليقة، أي المكان الذي يتواجد به سلال"، وفي الوقت الذي كنا نظن أننا سندخل إلى المقر بسهولة للقيام بعملنا، تم إخبارنا بالباب الرئيسي أن المقر الذي يمكنه استقبالنا موجود في جهة أخرى وهو المقر الذي يتواجد به مكتب الاتصال الخاص بالحملة، حملنا أوراقنا واتجهنا صوب المكان الذي وجهنا إليه، أين لمسنا تواجد بعض الأشخاص داخل المقر وظهر لنا فيما بعد أنهم من أسرة الإعلام التي تنتظر استلام الترخيص للقيام بمهماتها، وعندما أردنا الدخول لمعرفة أجواء المكان، طلب منا المرور عبر مكتب الاستقبال، اتجهنا إليه أين كان فارغا بصفة كاملة ما عدا الموظفة التي كانت ترد على الهاتف الذي لا يكاد يتوقف عن الرنين، وعندما فاتحناها في الموضوع أفادتنا المكلفة بالاستقبال على مستوى مكتب الاتصال التابع لحملة المترشح عبد العزيز بوتفليقة، أن المقر سيكون مفتوحا للإعلام "مع انطلاق الحملة الانتخابية الأسبوع المقبل". بدت الأمور، أمس، في مقر حزب الجبهة الوطنية الجزائرية بشارع طنجة، هادئة لا توحي بالاستعداد للحملة الانتخابية لاستحقاق رئاسي، باستثناء لقاء بين رئيس الحزب موسى تواتي وعدد من منشطي حملته الانتخابية، قبل استقبالنا، حيث أكد لنا موسى تواتي في هذا السياق "نحن نعمل في صمت بعيدا عن الضجة، من يريد أن يعمل جيدا عليه أن يعمل في صمت". واعتبر تواتي، المترشح للرئاسيات، أن كل الأمور مهيأة لخوض الحملة الانتخابية، التي ستنطلق يوم 23 مارس المقبل، معتبرا أن كل شيء واضح فيما يخص التحضيرات. وأوضح تواتي أنه سيستهل حملته من الجنوب الغربي للوطن، انطلاقا من ولاية البيض، يوم الأحد المقبل، أين سينظم تجمعا على الساعة التاسعة صباحا، ليتجه بعدها إلى النعامة، فبشار، حيث سيبيت الليلة قبل التوجه إلى أدرار، ومن ثم يتحول إلى الجنوب الشرقي، بدءا بغرداية، ثم ورقلة، مؤكدا أنه سيجري تجمعات في كل ولايات الوطن. واعتبر مرشح الأفانا أن الأحداث في غرداية، التي ستكون وجهته في اليوم الثاني للحملة الانتخابية، "تخص السلطة التي يجب أن تعالجها، أما نحن فلسنا من السلطة، بل من المعارضة". واستغرب تواتي من صفة "الأرنب"، التي يوصف بها بعض المترشحين غير الأسماء الثقيلة، قائلا "ليس لدينا الإمكانيات لتأجير طائرة كما يفعل المستغلون لأموال الشعب الجزائري، نحن نتنقل بإمكاناتنا الخاصة، يسمون من يعمل بصدق "أرنبا" ومن ينهب "قويا"، صراحة أستغرب هذا الأمر". مقر حزب عهد 54 بشارع العربي بن مهيدي يشهد استعدادات للحملة الانتخابية للاستحقاق الرئاسي، المزمع إجراؤه يوم 17 أفريل المقبل، والذي يشارك فيه رئيس الحزب علي فوزي رباعين للمرة الثالثة على التوالي بعد انتخابات 2004 و2009. ورغم الحركية القليلة، التي سجلناها أمس في مقر الحزب، فقد أكد لنا جمال أماعوش مدير الحملة الانتخابية لرباعين أن الاستعدادات تجري على قدم وساق للموعد الانتخابي، وللحملة الانتخابية التي تنطلق يوم 23 مارس المقبل، حيث اعتبر أن العمل الأكبر سيكون في الولايات التي ستكون على موعد مع التجمعات التي يعقدها مرشح الحزب علي فوزي رباعين، أو النشاطات التي يقوم بها منشطو حملته الانتخابية، أما مقر الحزب -يضيف المتحدث- فسيكون مركزا للتنظيم والتوجيه، مؤكدا "أننا الآن في مرحلة تحضير الدعم اللوجيستي للحملة الانتخابية، من خلال نشر البرنامج ونقل التجهيزات إلى الولايات". وعلى عكس قلة الحركة التي سجلناها، أكد لنا جمال أماعوش أن الحركة كانت كبيرة خلال عملية جمع التوقيعات، خاصة في الأيام الثلاثة الأخيرة. كما أكد مدير الحملة الانتخابية لرباعين أن هذا الأخير سيستهل حملته انطلاقا من ولاية بسكرة، ولن تشمل جولته كل الولايات، على غرار باتنة التي عرفت مظاهرات في اليومين الماضيين بعد تصريح الوزير الأول عبد المالك سلال تجاه الشاوية، وغرداية التي تعرف مواجهات مذهبية منذ ديسمبر الماضي، موضحا أنه سيكتفي بزيارة إلى باتنة، حيث "سينشط تجمعات في عدد من الولايات، أما الولايات الأخرى فسنكتفي بتنشيط الحملة الانتخابية عن طريق المديريات الولائية"، موضحا "أننا ما زلنا لم نضبط بعد القائمة الكاملة للولايات التي سننظم فيها تجمعات، في نهاية الأسبوع سننشر البرنامج الكامل للحملة الانتخابية للمترشح رباعين".