بعد أسابيع عاصفة بالأحداث والخلافات، حسم أكبر تنظيم مصري ''إسلامي'' معارض أمره لصالح اختيار مرشد جديد (في ظل حياة المرشد السابق) في خطوة تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ الجماعة التي تأسست على يد الشيخ حسن البنا منذ أكثر من ثمانين عاما مضت· وفي أول تصريح صحفي له عقب تقاعده عن منصبه كمرشد عام لجماعة الإخوان، قال مهدي عاكف إنه لا توجد أزمة داخلية بالجماعة، كاشفا عن استلامه لمباركات ومبايعات مجلس الشورى العالمي التي تؤيد بالإجماع الدكتور محمد بديع كمرشد ثامن للجماعة، مؤكدا ''أن زعماء تجمعات الإخوان في العالم أرسلوا له أمس خطابات شكر على تسليم القيادة بدون أزمات، وبرقيات تهنئة على اختيار بديع، نافيا رفض مجلس الشورى العالمي أو أي من مسؤولي الإخوان في الأقطار المختلفة لمبايعة بديع· وقال عاكف في اتصال ب ''الجزائر نيوز'': ''الآن أشعر بالراحة الكاملة على أدائي لواجبي تجاه الإخوان، حيث توصلنا بتوفيق من الله إلى الاختيار الأنسب ''وحول الاعتراضات والمشاحنات التي ظلت قائمة بينه وبين نائبه السابق وبعض التيارات داخل مجلس شورى الجماعة، رد عاكف ''أن الدكتور محمد حبيب يتحمّل مسؤولية تصرفاته، وعليكم أن تسألوه لماذا فضل هذا الخيار''، وأضاف ''لا أود أن يكون هكذا وهو حبيب إلى قلبي وكان نائبا لي لست سنوات كان فيهم في غاية الإخلاص وكنا على تفاهم تام، وأرسلت له إخوانه واتصلت به، لكن أتمنى له الهداية والتوفيق''، واستدرك عاكف قائلا : ''إن الغالبية من مجلس شورى الجماعة اختارت د· بديع لأكثر من مرة، فلا يمكن أن يكون اختيار الأغلبية خاطئ، فنرجح اختيار الأقلية أو اعتراضها''· ورفض عاكف الرد على التحليلات الخاصة بشخصية المرشد الجديد محمد بديع الذي يخشى أن يذهب بالجماعة نحو الانغلاق والانكفاء على الذات والتقليل من مشاركتها السياسية الحالية، إلا أنه علق قائلا ''المرشد وفق ميثاق الجماعة هو شخصية رمزية تدير العمل وفق مؤسسات الجماعة المتمثلة في مكتب الإرشاد ومجلس الشورى''· وأشار إلى الخطاب الذي ألقاه المرشد الجديد معتبرا إياه ''أنه أكثر انفتاحا من غيره ويحمل رؤية جديدة''· وأكد عاكف في تصريحه ل ''الجزائر نيوز''، أنه الآن ''مرتاح البال بعد أن أصر على عدم التمديد لعهدته التي انتهت الأربعاء الماضي''، مضيفا ''أنني أتشرف أن أكون أول مرشد سابق للجماعة·· وأن أجد نفسي وفيا للتعهدات التي قطعتها بعدم تجاوز عهدة واحدة''، وأضاف مداعبا الذين طالبوه بالبقاء في المقعد حتى يتم التوصل إلى مرشد توافقي ''لا يمكن أن أتحجج بذرائع النظام وعلينا أن نطبق الديمقراطية في مؤسساتنا أولا ثم نطالب الآخرين بالالتزام بها''· من جهته، حرص الدكتور محمد بديع سامي على اشتمال خطابه في حفل إعلانه مرشدا ثامنا للجماعة، على مفردات طمأنت السلطات المصرية سيما بعد التحليلات التي وردت في الصحف حوله، حيث قال: ''إن الإخوان لم يكونوا في يوم من الأيام خصوما للأنظمة الحاكمة وإن كان بعضها دائم التضييق عليهم والمصادرة لأموالهم وأرزاقهم والاعتقال المستمر لأفرادهم''· وأضاف ''لكن الإخوان لا يترددون أبدا في الكشف عن الفساد في كل المجالات ولا يتأخرون في توجيه النصائح وتقديم المقترحات للخروج من الأزمات المتلاحقة التي تتعرض لها بلادنا ويربون أبناء وبنات الأمة على الأخلاق والفضائل والنفع للآخرين، وهذا كله يصب في مصلحة الوطن والمواطنين ومؤسسات المجتمع''·