وقال بحليطو: توجهت جدتي إلى مكتب شكيب خليل وهي في أشد الغضب، لم يتركوها تدخل وسألوها إن كان لديها موعد، فقالت لست بحاجة إلى موعد، لكنهم حاولوا طردها وعندئذ ملأت الدنيا صخبا وضجيجا فخرج شكيب وهو مصفر الوجه من مكتبه، وما أن رآها حتى اقترب منها وهو يحاول التخفيف من غضبها وهياجها، وقال لهم أتركوها·· وما إن دخلت حتى سألها، ماذا تشربين يا جدة، فنظرت إليه شزرا وقالت له، أشرب الرهج، ثم أضافت: لقد بهدلتنا يا شكيب، فتظاهر أنه لا يعلم لماذا بهدلها·· فقالت، لماذا لم تقدم استقالتك يا شكيب، وهذا أضعف الإيمان، فقال لها، أنا بريء يا جدة، وهي قالت: لكنك مسؤول يا خليل، وإن لم تكن على علم كما قلت للصحافة، فتلك هي الكارثة، وفي كلا الحالتين، قدم استقالتك إن كان عندك شيء من الكرامة وشيء من الحب لهذا البلد يا خليل·