خلال لقائه مناضلي وإطارات الأرندي هذا اليوم، بالجلفة في اجتماع مغلق بعيد عن أعين وسائل الاعلام، وبحسب ما تسرَّب لنا، فقد اعتبر أحمد أويحيى الأمين العام للتجمع الديمقراطي، الانتخابات التشريعية المقبلة، أنها ذات أهمية كبيرة، ومن شأنها أن تحدِّد مصير ومصداقية الجزائر، حيث شبَّهها باستفتاء تقرير المصير قبيل الاستقلال سنة 1962، إضافة إلى انتخابات 1995، التي كان يراد منها الحفاظ على استقرار البلاد حينها، وسط ما كانت تعانيه الجزائر في أزمتها في حربها على الإرهاب، الذي كاد أن يؤدي ‘لى زعزعة وتفكك الجزائر –بحسبه- لولا التضحيات الجسام التي حملها المخلصون من الديمقراطيين، الذين فضلوا البقاء بالجزائر عوض الهروب للعيش في الخارج، معتبرا أن الاستحقاقات التشريعية لها أهمية كبيرة، ونجاحُها بمشاركة الجزائريين للتصويت سيكون صفعة لأولئك المتربصين بمصيرها، والذين يراهنون على هذا الموعد بمقاطعة الشعب الجزائري للانتخابات، بهدف إثارة البلبلة وعدم الاستقرار من الداخل ومن الخارج، حيث وجّه سهامه باتهامات مباشرة إلى دولة قطر، التي تُقدم الدعم والمساندة لما أسماهم "بجماعة السبت" في إشارة إلى حزب الأرسيدي وممثلي ما يسمون بدعاة الحرية وحقوق الإنسان من دعاة الاحتجاج كل يوم السبت بالجزائر، الذين يلقون كل الدعم والمساندة من قطر والتي تراهن عليهم، بحسبه. وأضاف " نعتبر دور قطر تجاوز كل الحدود في ضرب استقرار البعض من الدول العربية، كما هو الحال في مصر التي لا تزال تعاني مشاكل داخلية، إضافة إلى ليبيا التي تحوّلت إلى ساحة للصراع بين الإخوة الليبيين، ثم تونس التي كان يشهد لها -العام قبل الخاص- بالاستقرار والأمان، أما الآن فهي تعيش حالة من الاضطراب، مضيفا أن للمملكة العربية السعودية دور كبير ومحوري، ومن شأنها أن تتولى قيادة الأمة العربية في الوقت الراهن، بالنظر لثقلها الإقليمي والدولي، وأضاف "أنه بمرور الزمن أدركنا أن ما يحدث بالدول العربية ليست ثورات عربية كما يُدَّعى، وإنما أجندات أجنبية مخطط لها للعبث باستقرار الدول العربية باللعب على مشاعر مواطني هذه الدول، فليبيا كان الهدف الاستيلاء على ثوراتها الباطنية، ومصر كان الهدف تقزيم دورها الإقليمي ومكانتها الدولية، وهو الحال بالنسبة للجزائر التي ثرواتها تثير لعاب القوى الأجنبية، هذا بالإضافة إلى مساحتها وطاقاتها البشرية". أويحيى، جدد موقفه بشأن تصريحاته التي أثارت الكثير من الجدل بشأن تركيا، حيث قال: "العلاقات الاسرائيلية-التركية قوية، ووجود سفارة إسرائيلية بتركيا وتبادلات تجارية واتفاقيات عسكرية بين البلدين أمر واضح للعيان، وأضاف ثم أين كان صوت تركيا خلال مختلف المنابر الدولية، حينما كانت الجزائر تواجه الاستعمار الفرنسي، داعيا من جديد أردوغان إلى عدم التدخل في مصير الجزائر وتوجهاتها المستقبلية، وعدم استغلال الجزائر كورقة ضغط تجاه فرنسا، كون الجزائر ليست قاصرة عن الدفاع عن حقوقها"، كما قال. وبشأن نتائج الانتخابات التشريعية، فجدد الأمين العام للأرندي بشكل علني من عدم تخوفه من فوز الإسلاميين، والذي أراد البعض وصفه "كبعبع" في عملية استباقية من قبل بعض الأحزاب التي تفتقد إلى قواعد نضالية، كونها تعي مسبقا أنه لا مكانة لها، ولن تجني أي نتائج خلال الانتخابات، فتوجهت لوسائل الاعلام لتقديم تصريحات مغلوطة، بهدف تبرير فشلها المنتظر وتريد مقايضة السلطة، بأخذ مناصب دون المرور على الشعب الجزائري، لاسيما أمام تصريحات رئيس الجمهورية، الذي اعتبر أن الانتخابات ستكون نزيهة ولن يشوبها أي تزوير والكلمة بيد الشعب، وهو مالم يعجب البعض من الأحزاب التي أرادت مساومة السلطة. أما محليا فأعتبر مشاركة المرأة أمر محسوم فيه، حيث كشف في هذا الإطار، أن قائمة الحزب بولاية الجلفة سيكون المرشح الثالث فيها للمرأة.