هاته الصورة هي صورة تذكارية جمعت بين أبناء حاسي بحبح وبراعمهم المشعل في بلدية أخرى، اجتمعوا ليفرحوا بفوزهم بكأس الولاية، لم يلعب الأبناء والبراعم معا، لكن لعب البراعم ووقف الأبناء لتشريفهم ومشاركتهم للفوز بل والفرحة تغمرهم بما أنجبته مدينة حاسي بحبح من براعم تفوقوا على كل براعم الولاية، لا يوجد أصدق من الصورة ولا يوجد شيء أروع حينما تجتمع القلوب الكبيرة والصغيرة لتحتضن فوزا واحدا وخارج الديار ... سيدي ... إن الذين يقفون في الصورة هم أبناء حاسي بحبح أتوا إلى براعمهم لتشجيعهم والوقوف إلى جانبهم كي يصنعوا الحدث، يواسونهم ويشجعونهم إن خسروا، و يفرحوا لهم ومعهم إن ربحوا، ليسو أوصياء بالوثيقة ولا أوصياء بالولي، لكنهم أوصياء بالدم الذي يجمعهم والروح التي تُوحّدهم والمحبّة التي تُنير قلوبهم، لم يُحضر الأبناء غير قلوبهم وأيديهم للتصفيق لهم ولم يحضر البراعم غير البراءة والهواية التي تحفزهم .. سيدي .... إن الماثلين أمامك من الأطفال لم يروا قبلا رئيس بلديتهم، عملوا بجهد وواصلو ممارسة الرياضة باسم مدينتهم حتى نالوا الفوز وأتى الجميع ليُعلي لهم راية التميّز من ممثلي بلديات ومدن أخرى، لكن لم يأتي ممثلو مدينتهم ولا حتى أرسلوا برقية عرفان، أفلا يحق لهم ولو من باب تشجيعهم ووقوفك بينهم ؟ !!... سيدي ... في منصة جمعت كل الممثلين الذين أتو ليروا العرس الرياضي وينتظروا فوز براعمهم، فازت براعم مدينتكم وخلا كرسيكم في المنصة ... ، لا أكتب شططا سيدي ولا أكتب معاتبا، لكن أكتب بقلم حزين لما آلت إليه الروح التي عرفناها في سريرتكم والهواية التي كنتم سيدي تمارسونها وتعرفون نشوتها في كل فوز بل والواجب الذي تربت عليه مبادئ الأخوة والدم الذي يجمعنا في مدينة واحدة ... لم تكن هاته المباراة يوم الأحد أو الثلاثاء، لكنها كانت في يوم السبت على الساعة الثالثة والربع مساء، حيث تجمعت الفرق وتجمع الإطارات من كل مدينة، وأتى آخرون وهم أصلا غير معنيون، غيركم وغير ممثليكم حتى ... ، يُحزنني سيدي أن أكتب لكم بهاته اللغة الغريبة عن أخلاقكم والغريبة عن معاملاتكم، لكن سيدي هؤلاء شباب مدينتكم وأنا منهم و هاته ليست وقفة احتجاجية عند بابكم ولا اجتماع غير مشروع نظم خفية عنكم ودون علمكم، لكنها وقفة تشرفنا وتشرف مدينتنا قبل أن تزيد لكم شرفا وتصنع لكم على الملأ مكانتكم ... سيدي ... هؤلاء الذين ترى هم براعم لم يروا رئيس بلديتهم لا في الخسارة ولا الفوز كما هو اليوم، ناهيك سيدي عن أولائك الأبطال الذين نالوا كأس الولاية للمرة الثانية على التوالي... أولائك الأكابر من الوفاق .. لا أريد الحديث عنهم فتكفيني المنصة الماثلة في الصورة كلاما ... سيدي ... أعلم ما يحدث في المجلس عندكم وأعلم ما تمرون به من ضغوطات كبيرة هي في عاتقكم، لكن نحن لم نطلب حلها في يوم سبت، ولم نطالب بشيء غير الدعاء لكم بالتوفيق، بقدر ما كانت أمانينا وقوفكم فقط ومصافحتكم لنا فقط على منصة أنت سيدي تكون قائدها وبراعمك يشرفونها برفعك عاليا !!... لم تخن سيدي دمك ولم نرى فيك نقيصة، لكن حريٌ بنا سيدي أن نرى ابتسامتك بيننا ونحن بالفوز نفرح بين كل مدن وبلديات ولايتنا . لم تخطيء سيدي ولم تزدرينا، لكن حريٌ بنا أن تشاركنا الفرحة لأنك في الأخير الأجدر أن تحتضنها . نحن لسنا سيدي شيوخا ولا عجائز لكننا الشباب، شباب مدينتك التي تقود نموها وتسهر على تطويرها وتؤمن بوجود رجال فيها كما نؤمن بوجودك سيدا فينا .. صورة من الأرشيف لفريق حاسي بحبح و يظهر فيها الرئيس الحالي للمجلس الشعبي البلدي سيدي .... الماثلون أمامك الآن تعرفهم فلا أريد الحديث عنهم وتعرف المكان والوقت وحتى ربما بعضا من حياتهم، فلا أملك الآن إلا أن أتركك تتذكر كيف كانت تلك الأيام حينما كنت لاعبا لكرة القدم، رياضيا تعرف حينما تنتصر كيف يكون طعم الفوز وطعم حب الدم لبلديتك وأهاليها، كما تعرف طعم الخسارة وكيف يشجعك حينما يحل عليك أبناء البلد يواسونك ... لا أملك الآن من الحروف إليك ولا أملك من الكلمات ولا المعاني إلا أن ترى صورتك حينما كنت مثلنا نحن الآن وأن تشعر بما نحن فيه من فرحة ناقصة بنقصان كرسيك في منصة مدينة أخرى نلنا فيها الفوز لك، وفقدان فرحتك وابتسامتك وفخرك بنا بين كل أسياد البلديات الأخرى وشبابها ... شكرا سيدي لوقتك، شكرا سيدي لقلبك الذي تحمل كل هاته الحروف ابن مدينتك / محمد قوق