أعلن مجمّع سونلغاز، شهر مارس الماضي، عن فوز المجمّع الأمريكي "جنرال موتورز" بصفقة صناعة التوربينات الخاصة بالمحطات الكهربائية الستة التي سيتم انجازها في ستة ولايات (خنشلة، بسكرة، جيجل، النعامة، مستغانم و الجلفة "عين وسارة"). كما أعلنت ذات المجموعة عن الاتفاق مع ذات المجمّع الأمريكي لبناء مركّب صناعي ضخم من أجل تصنيع توربينات توليد الكهرباء من النوعين اللذين يعملان بالغاز والبخار (تقوم بتحويل الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كهربائية) وكذا مولدات الكهرباء وأنظمة مراقبة التحكم الخاصة بها. ويبدو حسب ما هو متداول أنه لم يتمّ الى حد الساعة تحديد المنطقة التي سيتم فيها بناء المصانع الأربعة المشكّلة لمركّب صناعة التوربينات. غير أن دراسة الجدوى الخاصة بالمصنع يجب أن تتضمّن المعايير الجغرافية و امكانية التسويق التجاري للمنتجات فيما بعد. وكذا شبكة الطرقات و الشركات المرتبطة بهذا النوع من الصناعة و المناطق العمرانية و المناطق الصناعية وغيرها من المعايير. و هي كلها معايير تتوفر بمدينة عين وسّارة التي ستبدأ فيها شركة "باور كورب أوف تشاينا" عملية بناء وتركيب محطة توليد كهرباء بقدرة 1280 ميغا واط. و ما يميّز هذا المشروع هو أنه سيوفّر مستقبلا توربينات محلّية الصنع و كذلك قطع الغيار الخاصة بمحطات الكهرباء. و تعتبر مدينة عين وسّارة المنطقة الأنسب لاحتضان هذا المشروع كون المحطات الستة المعلن عنها تقع إما في شرق البلاد (خنشلة، بسكرة، جيجل) أو في غربها (مستغانم، النعامة). في حين أن مدينة عين وسارة التي استفادت من محطة تقع بوسط البلاد لها نفس المسافة تقريبا من جميع تلك المحطّات و غيرها. كما أنها قريبة من منطقة عمرانية ذات كثافة سكانية ضخمة ومناطق صناعية كثيرة خصوصا في دائرة 200 كلم (العاصمة، الجلفة، المدية، البليدة، تيارت، المسيلة، تيسمسيلت) مركزها مدينة عين وسارة. دون أن ننسى مدينة بوغزول الجديدة (25 كلم) و المرشّحة لأن تكون العاصمة الجديدة للجزائر. جدير بالتذكير أيضا أن مدينة عين وسارة قد استفادت من مشروع حظيرة صناعية تبلغ مساحتها 400 هكتار. حيث أن هذه الحظيرة "ستنجز وفق مقاييس دولية من خلال توفرها إلى جانب الوحدات الصناعية لكل المرافق الضرورية للمستثمرين والعمال من هيئات مالية وأخرى إدارية" حسبما صرّح به مسؤول الوكالة الوطنية للوساطة و الضبط العقاري لوكالة الأنباء الجزائرية. البطاقة التقنية لمركّب صناعة التوربينات: يتضمّن هذا المشروع بناء أربعة مصانع: مصنع خاص بإنتاج توربينات الغاز بقدرة تتراوح بين 100 و 250 ميغا واط. مصنع خاص بإنتاج توربينات البخار بقدرة تتراوح بين 50 و 160 ميغا واط. مصنع خاص بإنتاج مولّدات التيار المتناوب من النوع الذي يتمّ ادماجه في التوربينات قصد تحويل الطاقة الميكانيكية الى طاقة كهربائية. مصنع خاص بصناعة أنظمة رقابة القيادة يتم ادماجها في التوربينات. وفي التفاصيل، فقد قرّرت السلطات العليا بناء هذا المركّب ليكون شركة ذات أسهم (SPA) بالشراكة ما بين المجمّع الأمريكي جينرال الكتريك و مجمّع سونلغاز عبر ثلاثة فروع من شركاته. حيث تقرّر اسناد أشغال الهندسة المدنية الى شركة انجاز المنشآت الأساسية- فرع سونلغاز(INERGA) و أغلب أشغال تركيب المعدات الى شركة التركيب الصناعي- فرع سونلغاز (ETTERKIB). أما صفقات المناولة الخاصة بالنقل البرّي فقد تم اسنادها الى شركة النقل و الشحن الاستثنائي للتجهيزات الصناعية و الكهربائية (TRANSMEX). وحسب بيان لمجمّع سونلغاز، فان الهدف من هذا المشروع هو بناء نسيج صناعي ضخم يمتص عددا كبيرا من طالبي العمل من جهة. و من جهة أخرى تصنيع هذه التجهيزات محلّيا و تسويقها و كذا امكانية أن تصبح الجزائر منافسا دوليّا في مجال بناء محطات توليد الكهرباء الضخمة عبر العالم.