للمرة الثالثة في غضون خمس سنوات تحط قافلة السيرك الإيطالي ''فلوريليجيو'' رحالها بمدينة الجلفة ، ليستمتع الجلفاويون بمختلف العروض المتنوعة و الجديدة من ألعاب بهلوانية و سحرية مرورا بعرض الدراجات النارية وصولا بعروض الحيوانات المختلفة المتوحشة منها و الأليفة...و بهذا الخصوص كان ل"الجلفة إنفو" لقاء خاص مع السيدة "إيزابيل جيليي Isabelle Guillier " المديرة المساعدة لشركة سيرك عمار فكانت لنا هذه الدردشة للتعرف عن قرب عن سيرك عمار العالمي... بداية ما هي أصول هذا السيرك ؟ سيرك عمار تابع لعائلة توني TOGNI، حيث تعاقب عليه خلال 150 سنة 6 أجيال منذ إنشاءه، فهو مؤسسة عائلية من أصول إيطالية، و الآن يقوده كل من الإخوة "توني سَتِيفْ و مَاكَسْ"، فالسيرك ليس مؤسسة تهتم بالكسب فقط و إنما هو قضية عائلية متجذرة ... كيف كان مجيئكم للجزائر و منذ متى ؟ في الحقيقة غاب السيرك عموما على الجزائر منذ 25 سنة، و ليس سيركنا فقط، فبعد إستقلال الجزائر كانت هناك العديد منها تتردد على الجزائر، و لكن نظراً للظروف التي مرت بها غاب السيرك، فيما كان أول إتصال قمنا به نحن مع الجزائر و بالضبط مع وزارة الثقافة سنة 2003 ، أين قوبلت بإستجابة سريعة، كنا ننظم خلال السنوات الأولى جولات بالجزائر العاصمة لغاية 2006 ، إلى أن فكرنا في جولات عبر تراب الوطن، حيث لم نصادف أي عراقيل ما عدى الإجراءات القانونية الضرورية... و لأن ميزة السيرك مفتوح للجميع و يحبه كل شرائح المجتمع و لا هو بالمهرجان الذي يقام دائماً بل يغيب لوقت طويل فلقد تلقينا الترحاب من السلطات و من الجمهور. أما تجوالنا فهو عبر العالم و بالخصوص في الدول الأوروبية مثل فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، المجر و هولندا و أغلب الدول الإسكندنافية، فعملنا لا يتوقف و كذلك عروضنا. و بخصوص جولتنا الأخيرة، فنحن هنا في الجزائر منذ شهر ديسمبر 2012 ، أين كانت لنا جولة عبر شرق البلاد بداية من ولاية بجاية، قالمة و غيرها و الآن جئنا مباشرة من الجزائر العاصمة، لننطلق فيما بعد إلى الأغواط و ولايات الغرب الجزائري... هكذا نكون قد جلنا أغلب ولايات الجزائر ما عدى الصحراء لبعدها و شساعتها، و كذا جوها الذي لا يلائم ظروفنا. كم يضم طاقم السيرك من أشخاص و جنسيات و ما اللغة المتداولة عندكم ؟ سيرك عمار يتكون من 50 فرد من 10 جنسيات مختلفة هي إيطاليا، فرنسا، الهند، الصين، برازيل ،كولوبيا، بولونيا و من بعض الدول العربية كالجزائر المغرب و سوريا، نظراً لتنقلنا لدول عربية فكان إحتياجنا لهم ضروري. كما أن الكل يساهم بشكل أو بآخر في تطوير عروضنا و أعمالنا على العموم، فمقدم عرض التمساح هو جزائري، أما اللغة فأغلبنا يتقن الإيطالية و هي اللغة المتداولة هنا، إلا أننا نحسن التواصل باللغات الأخرى... و كل من ينظم للفريق سرعان ما يندمج مع الأخرين، كما سبق و قلت فنحن عائلة واحدة. هل من الفريق من لم يستطع الإندماج، خاصة أن السيرك ميزته الترحال الدائم من بلد لآخر ؟ لا بالعكس، لم يحدث أن غادر أحدهم السيرك إلا لأسباب صحية، كالإصابات التي توقفه عن مواصلة تقديم عرضه، أو هناك من يتقدم في السن فصحته لا تسمح له بالمواصلة، حتى هؤلاء يتم إدماجهم في أعمال أخرى تلائمهم، فهناك من ولد هنا و ترعرع وسط السيرك...فيما أغلب الملتحقين بنا من الشباب و يعرفون خصوصيات العمل بالسيرك و منهم من سبق و أن عمل في سيرك أخرى. ما هي مواقيت عروضكم بالجلفة و هل من تسعيرة خاصة لذوي الإحتياجات الخاصة ؟ من الأحد إلى الخميس على الساعة 18:00 ،الجمعة و السبت العرض الأول على الساعة 17:00 و الثاني على 20:00 وكل عرض مدته ساعتين. و فيما يخص فئة ذوي الإحتياجات الخاصة فالدخول مجاني بشرط تقديم بطاقة الإعاقة، أما التسعيرة العادية فهي 1400 دج للدرجة الأولى، 1200 دج للدرجة الثانية، 900 دج للدرجة الثالثة و الأطفال أقل من متر مجاناً ما جديد سيرك عمار هذه السنة ؟ نحن نجدد أغلب عروضنا كل سنة و ندمج عروض جديدة و كذا أعضاء جدد حسب الحاجة، فهذه السنة هناك ألعاب سحرية، ألعاب بهلوانية جديدة و كذا عودة عرض الدراجات النارية بشكل جديد... و مفاجئات نتركها للمشاهد نتمنى أن يستمتع بها... في الأخير ما انطباعكم عن الجزائر عموماً و عن الجلفة خصوصاً ؟ لقد لاحظنا عبر هاته السنين العشرة التي مرت من 2003 إلى الآن تغير واضح في شكل الجزائر من ناحية العمران خصوصاً، فكل سنة يتجدد وجه الجزائر و ما أعجبنا به أكثر قدرة المجتمع الجزائري في التكيّف مع الأوضاع بسرعة رغم كل الصعاب التي مرت بها بلادكم. أما فيما يخص الجلفة فنظراً لضيق الوقت و العمل الكثيف لم يسعنا الحال في التجوّل بها إلا لاقتناء حاجاتنا... إلا أننا لاحظنا أننا نحن ( مكان تواجد السيرك داخل المركب الرياضي أول نوفمبر و بالقرب من جامعة الجلفة) في قطب حضري جديد بحكم أن العمران جديد و متجدد، فآخر زيارة كانت في 2010 و لاحظنا أن شكلها تغيّر للأحسن... كما نتمنى التجوال في قلب المدينة و زيارة الأماكن الأثرية فيها.