سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المركز الطبي البيداغوجي بالجلفة بحاجة لمزيد من الأقسام الخاصة بالأطفال المصابين ب"التوحد"... (الجزء الأول) "الجلفة إنفو" تفتح ملف فئة ذوي الإحتياجات الخاصة
أحد أقسام المركز يعتبر المركز الطبي البيداغوجي بالجلفة من بين أحسن المراكز الوطنية لما يقدمه من خدمات لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أنه يعاني من كثرة الوافدين عليه، ليصبح غير قادر على استيعاب الكم الهائل من ذوي الإعاقات الذهنية الذين يزداد عددهم من سنة لأخرى ... و يبلغ حاليا عدد الأطفال المتكفل بهم 118 طفل من مختلف درجات الإعاقة ( تأخر و تخلف ذهني، متلازمة داروين المعروفة بالمنغوليين، توحد و كذا متعدد الإعاقات)، كل هذه الأصناف أصبح للمركز صعوبة في استيعابهم و التكفل بهم جيداً، في حين لا تزال قرابة 120 حالة تنتظر دورها للإلتحاق به من بينهم مسجلون منذ سنة 2010 ، ما يستدعي التدخل السريع للسلطات وعلى رأسهم مديرية النشاط الاجتماعي والتي ينسب لها مهام التكفل بهذه الشريحة المهمة من مجتمعنا لفتح مراكز جديدة كما وعد بذلك المدير السابق للنشاط الاجتماعي. و لأجل التقرب أكثر منه، قامت " الجلفة إنفو " بزيارة ميدانية للمركز الطبي البيداغوجي، أين تم استقبالنا من طرف السيد المدير الذي فتح لنا كل الأبواب لنتعرف أكثر عن المصابين بمرض "التوحد". هذا المرض الذي يمكن تعريفه ب "اضطراب نمائي ناتج عن خلل عصبي (وظيفي) في الدماغ ، يظهر في السنوات الثلاث الأولى من العمر، يظهر فيه الأطفال صعوبات في التواصل مع الآخرين واستخدام اللغة بشكل مناسب، والتفاعل الاجتماعي، واللعب التخيلي، إضافة إلى ظهور أنماط من السلوك غير المناسب" . و في حديثنا مع الأخصائية النفسانية " فريح ح. " التي لها تجربة طويلة في التعامل مع هذه الفئة،أكدت أن الأولياء يصعب عليهم الانتباه و اكتشاف أن أحد أبنائهم مصاب بالتوحد وقد يلاحظون فقط عليه بعض السلوكيات الشاذة ، وللتأكد من إصابة الطفل يجب إخضاعه لاختبار نفسي يقوم به الأخصائي النفساني العيادي، و هذا ما يقوم به المركز الطبي الذي يضم مصلحة لاستقبال الحالات الخارجية، و بعد التسجيل و الفحص يتم إدماج و التكفل بالطفل في المركز. تجدر الإشارة أن قسم مرضى التوحد مفتوح منذ ثلاث سنوات، و يوجد به حاليا 5 حالات، فيما 7 حالات لايزالون في مرحلة الفحص لم يتمكن المركز بعد من إدماجهم لعدم وجود أقسام شاغرة بالإضافة إلى نقص المربين .حيث أنه و حسب المقاييس المتعارف عليها دولياً يجب أن يكون المربي قد تلقى تكوين خاص للتعامل مع الأطفال بشكل جيد و بيداغوجي تعود بالفائدة له كما يجب أن يتكفل بطفل واحد فقط ، إلا أن هذا غير متوفر عندنا بالجزائر، فكل ما عندنا هو اجتهاد خاص من طرف الطاقم البيداغوجي من مربيين و أخصائيين نفسانيين . و إثر دردشتنا مع المربي "زياد" المكلف بقسم التوحد أشار الى صعوبة متابعة الطفل المتوحد، فكل متوحد يعد حالة خاصة و كل طفل له خصوصياته و طريقة التعامل معه، كما أن درجة الإصابة تختلف من طفل لأخر هذا ما يعقد من مهام المربي و الطاقم فرغم اختلاف درجة إصابة الأطفال المتواجدين بالمركز إلا أنهم مضطرون لإدماجهم في قسم واحد ما زاد من صعوبة التعامل و التحكم فيهم بشكل جيد لانهم في مرحلة الملاحظة . من جانبه أكد رئيس المصلحة البيداغوجية السيد "طارق يونسي" ل"الجلفة إنفو" بأن الطاقة الاستيعابية للمركز محدودة من ناحية الهيكل و كذا المربين، و نحن نسعى –يضيف المتحدث- للتكفل المنهجي بالأطفال المدمجين عندنا إلا أن قائمة الانتظار طويلة و العدد يتزايد كل سنة و أصبح من غير الممكن استيعاب كل الوافدين للمركز، أما فيما يخص المصابين بالتوحد فبالرغم من فتح القسم الخاص بهم، إلا انه لا يزال غير كاف خصوصا مع نقص التأطير من الناحية البشرية والتكوينية للمربين . .../... يتبع