سطّر المسرح الجهوي لولاية الجلفة برنامجا ثريا خلال شهر رمضان المعظم هدف إلى التحليق بالنماذج المسرحية المحترفة والناشئة في مختلف البلديات بما فيها عاصمة الولاية، فقدّم عروضا متنوعة نشطتها أهم الفرق المسرحية بالجلفة، وأيضا أتاح البرنامج للفرق الهاوية أن يكون لها حضور مسرحي ومكان على الركح تستفيد من خلاله بتجربة مسرحية واعية في أعين النقد والتوجيه الذي واكب جملة العروض. هذا وقد طافت عروض المسرح الجهوي أهم دوائر ولاية الجلفة، إضافة إلى عاصمتها التي حلّق المسرح في أجوائها مستفيضا خير المجهود الإبداعي المتميز، كما استضاف المسرح الجهوي أبرز الوجوه الفنية الوطنية التي قدمت عروضا راقية استمتع بها الجمهور المتعطش لهذا النوع من المشاهد المسرحية، على غرار الفنان المتألق كمال بوعكاز الذي كان له بصمة خاصة أبهج بها الجمهور الجلفاوي بقاعة سينما الكواكب سابقا، وكان مفاجأة قاعة العروض ببلدية دار الشيوخ التي امتلأت عن آخرها، كما استضاف المسرح أيضا وجوها أخرى من أمثال الفنان العمري كعوان، وأيضا سيف الدين بوهة الذي تميز بظهور جميل في مسلسلات ثورية جعلته يتألق في هذه الصناعة الحضارية الراقية، كما كان من بين الضيوف أيضا الفنان فوضيل عسول الذي تألق كعادته في استحداث مهاراته على الركح. وفي حديث جريدة "الجلفة انفو" مع السيد عيسى جقاطي مدير المسرح الجهوي بالجلفة بمناسبة اختتام فعاليات ليالي رمضان المسرحية، قال إن المسرح الجهوي قدّم 32 عرضا مسرحيا موزعا على مختلف دوائر وبلديات الجلفة، وأنه سعى ويسعى جاهدا لبعث تقاليد وثقافة المسرح بقوة، حيث أكد على أن المسرح الجهوي بتظافر الجهود سيسهم في بناء الذوق العام وترقيته، وبناء القيم الحضارية التي تنشدها الأمم الراقية، وبالإضافة إلى ذلك فقد استضاف المسرح الجهوي أسماءا فنية متميزة بغية التملك من المتعة الحقيقية للفن المسرحي ولكي يستفيد الهواة من خبراتهم في الاحتكاك المباشر مع هذه الشخصيات. كما أشار السيد عيسى جقاطي مدير المسرح الجهوي لأدوار السلطة المحلية وعلى رأسها السيد عبد القادر جلاوي والي ولاية الجلفة الذي أسهم من خلال متابعته الجيدة بنجاح هذا العمل، وأكد أن السلطات أيضا كان لها يد المساعدة في جميع الدوائر والبلديات التي زارها المسرح بعروضه المختلفة، وقد أكد السيد عيسى جقاطي على أن المسرح استطاع ببرنامجه الثري أن يبعث الحياة لجل القاعات التي كان النسيان قد أكل حضورها وغيّب بريقها، مثل الإدريسية وعين وسارة وغيرهما. كما يساعد المسرح الجهوي العديد من الجمعيات المسرحية التي دبّت فيها رياح الحركة والانتعاش بعد أن كانت تصارع من أجل عمل لا تقف عنده أعين النقد، أما الآن فقد عادت إليها الحركة من جديد وشكرت مساعي مدير المسرح الجهوي، حيث أرجعت هذه الانطلاقة القوية والمتميزة والبداية الراقية والأكاديمية إلى كون مدير المسرح الجهوي هو ابن المسرح في الأساس وهو الذي عمل أستاذا بالمعهد العالي للفنون الدرامية سنوات طويلة بالإضافة إلى خبرته التي اكتسبها خارج الجزائر.