الزيارة الأخيرة لوزير الثقافة لولاية الجلفة أثارت عدة تساؤلات وكشفت عن عدة حقائق، ففي اللقاء الذي جمع الوزير بفناني الولاية لوحظ غياب أو تغييب بعض الأسماء اللامعة والتي لها بصمة وشرفت الولاية في أكثر من صعيد و من بين هؤلاء الفنان "أحمد بن بوزيد" البرلماني السابق والمعروف ب"الشيخ عطاء الله" الذي لم يحضر اللقاء ولم توجه له الدعوة حسب تصريحه رغم أن اسمه متألق خاصة بعد نجاح برنامجه التلفزيوني "خيمة الشيخ عطاء الله" الذي يُعنى أساسا بالتراث والشعر الملحون واستقطب أكثر من 60 شاعرا من جميع ولايات الوطن وخصصت له الشروق TV حيزا زمنيا معتبرا فكانت تبثه ثلاث مرات يوميا خلال شهر رمضان. حصة الشيخ "عطا الله" احتلت الريادة في نسبة المشاهدة، حيث وفي الأيام الأولى فقط من البرنامج وصل العدد الى 27000 مشاهد في اليوتوب وهو ما جعل مدير القناة السيد "علي فضيل" يثني على الحصة ويرسمها إلى ما بعد شهر رمضان. هذا ولم يفوت الفرصة سكان أولاد دراج بولاية المسيلة وأمام جمهور فاق العشرين ألف وفي سهرة ليلة القدر تم تكريم حصة "خيمة الشيخ عطاء الله" ممثلة في معدها ومنشطها "أحمد بن بوزيد" وتم إلباسه البرنوس المسيلي بحضور السلطات المحلية، وحسب القائمين فإن هذا التكريم هو جزاء ما حققته الحصة من اهتمام بالموروث الحضاري والثقافي الأصيل. ومن جهة أخرى وفي ولاية برج بوعريريج نصبت أكبر خيمة في الجزائر بمجمع عمارة بحديقة النور والتسلية حملت اسم "خيمة الشيخ عطاء الله "تيمنا وعرفانا بنجاح "خيمة الشيخ عطاء الله" كما تلقت الحصة تكريمات في كل من ولايتي المدية والعاصمة. أما في ولاية االجلفة فقد تم تجاهل الرجل في لقاء الوزير "ميهوبي" الذي هو صديق الشيخ عطاء الله فلم يحظ بدعوة للحضور الى الحفل لا كأمين نقابة الفنانين الولائية ولا كفنان له حضور دائم ولمسة ويعرفه الصغير والكبير داخل وخارج الوطن. لم يحضر رغم أن حضوره كان لابد ان يكون بعدما حضر المخرج "جعفر قاسم" والممثلين "برهان" و "بلاحي" أو "نوري" أبطال سلسلة السلطان عاشور العاشر التي بثتها قناة الشروق tv الى جانب حصة "خيمة الشيخ عطاء الله" ولم توجه الدعوة كذلك لأحد من معدي الحصة رغم أنه أيضا من أبناء الولاية ويبدو أن "مطربة الحي لاتطرب" أو كما يقول الشاعر: فارسهم يكووه في شاو العلفة ** مول النيف يحاربوه نسا ورجال والمضحك المبكي في نفس الوقت هو تقديم عرض خاص لكواليس السلطان عاشور العاشر الحضور والزوار وعادة ما يقدم الإنتاج المحلي فأين إنتاجنا السنمائي ؟ ونحن مؤخرا نقيم مهرجان السينما ونجلب السنمائيين ونعلن أمامهم بأن لنا سنمائيين ومنتجين "والحقيقة أنهم على الورق"، ولو لم تكن للقائمين النزعة الإقصائية لقدموا كواليس حصة "خيمة الشيخ عطاء الله " لكان أهون وأرحم لأنها إنتاج محلي وبسواعد محلية فيه، و لتبرير فعلتهم أطلقت دعائية هي الآن تسري كما تسري النار في الهشيم أن المخرج "جعفر قاسم"، طبعا نحترمه ونقدر عمله، هو من أصول مسعدية وبالتالي انتاجه اعطيت له الصبغة المحلية وهي حيلة أكيد لا تنطلي على أحد وخاصة الوزير المثقف "عز الدين ميهوبي" وأكيد في المستقبل سيعرضون انتاج العالمي "دافيد كارادين" على أساس أنه محلي وإسمه الحقيقي "داود خير الدين". انه الاقصاء وما حدث لن يصنف في خانة السهو أو النسيان فالأمر مقصود ومبيت والدليل هو توجيه دعوة "مقصودة" للفنان "كمال بوعكاز" للقيام بجولة لإحياء سهرات رمضانية ببعض دوائر الولاية ومن ميزانيتها والغريب أنهم أخذوه إلى الأدريسية معقل الشيخ عطاء الله وهو استفزاز صارخ و صريح لفنان الولاية. الشيخ عطاء الله كان ينتظر أن يقدم له تشجيع معنوي لما جمع 60 شاعرا من مختلف الولايات وصرف عليهم من أجل إيوائهم وتكريمهم فقط ليقال أن الحصة انطلقت من الجلفة، وحسب معلوماتنا أن الفنان "أحمد بن بوزيد" غاضب من هذه التصرفات الاستفزازية وأنه حسب مصادرنا دائما أقسم بالثلاث أنه لن ينشط او يشارك في تظاهرات الولاية مستقبلا والكل يعلم مدى إسهامه في إنجاح مهرجان الأغنية النائلية وأن تنشيطه للمهرجان السابق كان تلبية لرغبة السيد والي الولاية. وفي الأخير ونحن على أهبة توديع سنة 2015 ويبدو أن العقليات المتحجرة مازالت تراوح مكانها ولها كلمتها ورغم أن الولاية لها مخزون ثقافي كبير لكن عيبها في من يديرون الثقافة فيها، حيث تنقصهم الخبرة الثقافية ونحن هنا لا نعيب الوالي أو أي مسؤولا آخر فالعيب فينا "نعيب زماننا والعيب فينا" ولن تحقق الولاية أي قفزة نوعية خاصة في الميدان الثقافي مادامت تسيطرهذه النظرة "نظرة احتقار الطاقات المحلية" وكم شاهدنا من تكريمات لفنانين من خارج الولاية لم يساهموا لا من قريب ولا من بعيد في الواقع الثقافي سوى أنهم أسماء معروفة يصلحون لأخذ صور تذكارية معهم للتباهي و"مايبقى في الواد غير احجارو"... وتبقى الكلمة للغيورين ليسهموا في هذا الموضوع فنحن ليست لنا تصفية حسابات مع أحد ولكن فقط لنقول أن هناك مثقفين أريد لهم أن يبقوا في الظل لكنهم ، هم الحقيقة وليس التزييف وهم الأصل حينما تظهر الحقيقة.